فى مثل هذا اليوم 6 اكتوبر 1973م..
العبور: 80,000 من القوات المصرية تعبر قناة السويس وتجتاح خط بارليف والقوات السورية خط آلون في الجولان في حرب 6 اكتوبر 1973 وانتصرت على اسرائيل، وتم تحرير شريط على الضفة الشرقية لقناة السويس من أراضي سيناء وجزء من الجولان بعد احتلالها عام 1967...

حرب أكتوبر أو حرب تشرين التحريرية (بالعبرية: מלחמת יום הכיפורים‎، هي حرب دارت بين مصر وسوريا من جهة ودولة إسرائيل من جهة أخرى من 6-25 أكتوبر 1973. حيث قامت القوات المصرية والسورية في يوم كيپور (عيد الغفران اليهودي) بإختراق خط عسكري أساسي في شبه جزيرة سيناء هو خط بارليف. وكادت الحرب أن تؤدي إلى مواجهة بين القوتين النوييتين العظمتين الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتي,[17] وقدمت كلا الدولتين المساعدات لحلفائها أثناء الحرب.

من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء مم أراضي شبه جزيرة سيناء. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذي عقد بعد الحرب في سبتمبر 1978 على إثر مبادرة الرئيس السادات في نوفمبر 1977 وزيارته للقدس. وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.

هدفت مصر وسورية إلى استرداد الأرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي، هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء. وقد نجحت سوريا ومصر في تحقيق نصر لهما، إذ تم اختراق خط بارليف "الحصين"، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، بينما دمرت القوات السورية التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان، وحقق الجيش السوري تقدم كبير في الايام الأولى للقتال مما أربك الجيش الإسرائيلي كما قامت القوات المصرية بمنع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب الناپالم بخطة مدهشة، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في سيناء المصري والجولان السوري، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، وجزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سورية.

أطلق على الحرب المعلنة الرابعة من الحروب العربية الإسرائيلية اسم حرب تشرين التحريرية نسبة إلى شهر تشرين الأول سنة 1973 الذي دارت معاركها إبانه، ولأنها هدفت إلى تحرير الأرض العربية المغتصبة التي احتلتها القوات الإسرائيلية عام 1967، وسُميت كذلك حرب رمضان لأن وقائعها بدأت في العاشر من شهر رمضان سنة 1393هـ، وأطلق عليها الإسرائيليون اسم «حرب الغفران» لأنها بدأت يوم عيد الغفران عند اليهود. وقد انتقلت المبادأة في هذه الحرب من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب العربي أول مرة، منذ الحرب الأولى بتنسيق وتعاون وثيق بين القوات المسلحة العربية السورية والمصرية وإسهام قوات من الدول العربية الشقيقة، وفيها قوات مغربية وكويتية وسعودية وعراقية وأردنية، مؤكدة قومية المعركة المصيرية مع العدو الصهيوني.

أسباب الحرب:
نتيجة لحرب 1967 (الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة)، لحقت بالقوات المسلحة المصرية والقوات الأردنية وقسم هام من القوات المسلحة السورية خسائر جسيمة، مقابل خسائر ضئيلة في القوات المسلحة الإسرائيلية، وأدى ذلك إلى اختلال الميزان العسكري الاستراتيجي العربي الإسرائيلي، فقد وصلت القوات الإسرائيلية إلى مناطق طبيعية يسهل الدفاع عنها، واحتلت مساحات واسعة من الأرض العربية، زادت في تحسين دفاعاتها (قناة السويس وصحراء سيناء ووادي الأردن ومرتفعات الجولان السورية)، وقد منحت هذه المساحات الواسعة إسرائيل حرية المناورة على خطوطها الداخلية بكفاءة أكبر، كما صار في وسع الطيران الإسرائيلي العمل بحرية أكبر، مكّنه من كشف أهدافه في العمق العربي على جميع الاتجاهات ومهاجمتها، كذلك غنمت إسرائيل أعتدة حربية كثيرة طورتها وأدخلتها في تسليح قواتها، وزودتها حقول النفط المصرية في سيناء بما تحتاجه من النفط. وقد أتاح هذا الوضع الجديد لإسرائيل إقامة دفاع استراتيجي عميق بإنشاء خط بارليف المحصن على امتداد قناة السويس، وخط آلون المحصن على جبهة الجولان، وضمن لها حرية الملاحة في مضائق تيران والبحر الأحمر.

وقد عمدت الدولة الصهيونية بعد حرب حزيران 1967 وصدور قرار مجلس الأمن رقم 242 بتاريخ 22 نوفمبر 1967 القاضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها وتجميد الوضع الراهن، إلى التهرب من تطبيق ذلك القرار بالتسويف والمماطلة أطول مدة ممكنة، بهدف تهويد أكبر مساحة من الأرض العربية، وإقامة أكبر عدد من المستوطنات فيها لهضمها واستثمار ثرواتها. واستندت إسرائيل في تهربها من تنفيذ القرار 242 بتلاعبها اللفظي في النص المكتوب باللغة الإنكليزية، ومؤداه أن القرار ينص على «الانسحاب من أراضٍ احتُلت» في حين كان النص الفرنسي (وكذلك الروسي والصيني والإسباني) صريحاً وواضحاً بوجوب الانسحاب «من الأراضي التي احتُلت» وهو ما يتفق مع ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة، وأكدت إسرائيل نواياها التوسعية بإعلانها ضم مناطق عربية معينة إلى الأراضي التي كانت تحتلها قبل عام 1967، ومنها القدس والجولان وقسم من الضفة الغربية وقطاع غزة. ورفضت وساطة الدول الأربع الكبرى، ممثلة بمشروع گونار يارنگ لتنفيذ قرار مجلس الأمن 242، كما عرقلت تنفيذ مشروع روجرز الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية في 19/6/1970، وتنكرت لجميع الجهود التي بذلتها الدول الإفريقية (لجنة الحكماء) عام 1971، واستمرت بالمراوغة والتهرب من التزاماتها.

ونتيجة لهذا التعنت الإسرائيلي أخذت مصر وسورية تعدان العدة لاسترجاع أراضيهما المحتلة بالقوة، فعوضتا خسائرهما وركزتا جهودهما على إعادة القدرة القتالية لقواتهما وزيادة تسليحها، ودخلتا في صراع مسلح مكشوف ومحدود لإنهاك القوات الإسرائيلية وإجبارها على التخلي عن المناطق المحتلة في معارك محلية وقصف جوي ومدفعي على طول الجبهتين الشمالية والجنوبية فيما سمي «حرب الاستنزاف»، وقد دخلت مصر هذه الحرب يوم 8/3/1969، في حين لم تتوقف أصلاً على الجبهة السورية منذ حرب حزيران 1967. ونشطت في هذه الأثناء أعمال المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، وبرزت قوة فاعلة أدهشت المراقبين وأنعشت آمال الأمة العربية، وأصبح الجو مهيأً لجولة تحرير جديدة هي حرب تشرين 1973.

الأحداث التي أدت للحرب:
كانت الحرب جزءاً من الصراع العربي الإسرائيلي، هذا الصراع الذي تضمن العديد من الحروب منذ عام 1948م. في حرب 1967، احتلت اسرائيل مرتفعات الجولان في سوريا في الشمال والضفة الغربية لنهرالأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء المصرية في الجنوب، ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.

أمضت اسرائيل السنوات الست التي تلت حرب يونيو في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في قناة السويس، فيما عرف بخط بارليف.

بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970م، تولى الحكم الرئيس أنور السادات. أدى رفض إسرائيل لمبادرة روجرز في 1970م والامتناع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 إلى لجوء أنور السادات إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967. كانت الخطة ترمي الاعتماد علي جهاز المخابرات لعامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزةالامن والاستخبارات الاسرائيلية الامريكية و مفاجاةاسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية.

هدفت مصر وسورية إلى استرداد الأرض التي احتلتها اسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي، هاجمت القوات السورية تحصينات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء..

الإعداد للحرب:
بدأت القوات المصرية في تنفيذ مخطط تجهيز مسرح العمليات أعقاب حرب يونيو 1967 ووصول القوات المصرية للشاطئ الشرقي لقناة السويس. وركزت القوات المسلحة المصرية جهودها وطاقتها مستغلة طاقات الشركات المدنية من القطاع الخاص والقطاع العام وقامت بأعمال ضخمة شملت الأراضي المصرية جميعها حيث تم أقامت تحصينات لوقاية الأفراد والأسلحة والمعدات والذخائر وحفر خنادق ومرابض النيران للمدفعية الرئيسية والتبادلية المؤقتة والهيكلية وتجهيز مراكز القيادة والسيطرة الرئيسية التبادلية علي جميع المستويات وأقامة وتعلية السواتر الترابية غرب القناة وإنشاء هضبات حاكمة علي الساتر الترابي لاحتلالها للدبابات والأسلحة المضادة للدبابات كما تم إنشاء نقط قوية في الاتجاهات ذات الأهمية الخاصة و إنشاء شبكة الصواريخ المضادة للطائرات. وأيضا تفادياً لما حدث في هزيمة يونيو 1967 تم إنشاء ملاجئ ودشم خرسانية مسلحة للطائرات والمعدات الفنية بالقواعد الجوية والمطارات وزودت بأبواب منا لصلب وإنشاء 20 قاعدة ومطار جديد وتشكيل وحدات هندسية في كل مطار لصيانة وسرعة إصلاح الممرات بمجرد قصفها. وتم تزويد المشاة بمعدات خاصة وأسلحة دعم تتناسب مع مشكلة عبور قناة السويس بعد ان أصبحت الشدة الميدانية (البل) التي كان معمولاً بها في القوات المسلحة لا تتناسب مع الظروف الجديدة.

خطة العبور:
الخطة المصرية لحرب 1973:

الخطة المصرية لحرب أكتوبر 1973، هي مجموعة الخطط العسكرية التي وضعت لتنفيذها في حرب أكتوبر، وهي؛ الخطة 200، خطة الفريق محمد صادق، وخطة المآذن العالية، وخطة جرانيت 2 أو الخطة بدر والتي اقترحها سعد الدين الشاذلي وتم تنفيذها مع اضافة بعض التعديلات لتلائم أهداف الهجوم على الجبهة المصرية والسورية في نفس الوقت..

الخطة المصرية لحرب 1973
الخطة المصرية لحرب أكتوبر 1973، هي مجموعة الخطط العسكرية التي وضعت لتنفيذها في حرب أكتوبر، وهي؛ الخطة 200، خطة الفريق محمد صادق، وخطة المآذن العالية، وخطة جرانيت 2 أو الخطة بدر والتي اقترحها سعد الدين الشاذلي وتم تنفيذها مع اضافة بعض التعديلات لتلائم أهداف الهجوم على الجبهة المصرية والسورية في نفس الوقت.

خطة التمويه:
اعتمدت الخطة المصرية السورية لاستعادة سيناء والجولان على الخداع الاستراتيجى حيث دخلت القيادة السياسية في مصر وسوريا قبل الحرب في مشروع للوحدة مع ليبيا والسودان رأى فيه العدو حالة استرخاء للقيادات السياسية في البلدين. ولم ير فيها بحسب ما جاء في " مذكرات حرب أكتوبر " للفريق سعد الدين الشاذلي بعدها الاستراتيجى في أن ليبيا والسودان قد أصبحا هما العمق العسكرى واللوجيستى لمصر. فقد تدرب الطيارون المصريون في القواعد الليبية وعلى طائرات الميراج الليبية ونقلت الكلية الحربية المصرية إلى السودان بعيدا عن مدى الطيران الإسرائيلى ، وقد سمح مشروع الوحدة بجلوس القادة العسكريين في مصر وسوريا على مائدة المفاوضات أمام عيون الموساد للتنسيق فيما بينهم على موعد الحرب. كما تم تطوير مصلحة الدفاع المدني قبل الحرب بمعدات إطفاء قوية وحديثة ومنها طلمبات المياه التى استخدمت في تجريف الساتر الترابى بطول الجبهة وذلك بعيدا عن عيون الموساد.

كانت حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر تختلف تماماً عن الجولات الثلاثة السابقة بين مصر وإسرائيل (1948-1956-1967). حيث كانت القوات المسلحة المصرية تجد نفسها مدفوعة إلى قتال مع العدو الإسرائيلي دون إعداد أو تخطيط، وإنما تنفيذاً لقرار سياسي لا يتوافق مع قدرة وكفاءة القوات المسلحة. فكان الطبيعي أن تنتصر إسرائيل في الجولات الثلاثة. لكن الموقف اختلف تماماً في حربي الاستنزاف وأكتوبر73 بما سمح بظهور قدرة القوات المسلحة. وهذا سيجعلنا نستعرض الصورة بشكل أكبر بما يوضح دور المقاتل المصري في مختلف الأسلحة (مشاة - بحرية - صاعقة - مهندسين ...الخ) في كافة المواقع وعلى مدار سنوات امتدت من يونيو 67 وحتى أكتوبر 1973.

حجم القوات الإسرائيلية أمام الجبهة المصرية
القوات المكلفة بالدفاع عن شمال سيناء

المجموعة 252 عمليات، المكونة من 4 لواء مدرع، لواء مشاه آلي، لواء مشاه، كتيبة نحال (للدفاع عن المناطق الحيوية). بالإضافة إلى أسلحة دعم مكونة من 3 كتيبة مدفعية، 3 كتيبة هاون ثقيل، وكتيبة مقذوفات مضادة للدبابات، وعناصر إدارية وفنية. توزع على ثلاث أنساق: النسق الأول العملياتي: لواء مشاه، لواء مدرع، كتيبة ناحال موزعة في النقط القوية، والاحتياطات القريبة (حتى 5 كم). النسق الثاني العملياتي: 2 لواء مدرع موزعة بالكتائب، في عمق سيناء على تقاطعات الطرق الهامة. الاحتياطي العملياتي، لواء مشاه آلي في رفح، ولواء مدرع في تمادا (بعد التعبئة). يصل إجمالي القطع الرئيسية في هذا الحجم من القوات إلى: حوالي 491 دبابة قتال متوسطة، 216 مدفع ميدان وهاون، وذلك بعد استكمال التعبئة.

جنوب سيناء
"قوة مارشال" من قدامى المظليين، تكون اللواء 99 مشاه، ولواء مدرع (مكون من 4 كتائب من الدبابات العربية المستولى عليها من الجبهة المصرية والسورية في حرب يونيه 1967، بعد تجهيزها بمدفع 105 ملليمتر المستخدم في القوات المدرعة الإسرائيلية).

حجم القوات الإسرائيلية المكلفة بالقيام بالضربات المضادة على الجبهة المصرية
أو التي تحشد في سيناء في حالة اكتشاف نوايا القوات المصرية للهجوم:3 قيادة مجموعة عمليات (تعبأ مع الألوية التابعة لها وتعمل كاحتياطي إستراتيجي متمركزة داخل إسرائيل، حتى يتقرر الجبهة التي يركز ضدها الجهود الرئيسية للقتال

أولاً:

5 لواء مدرع.
2 لواء مشاه آلية.
1 لواء مشاه.
1 لواء مظلي.
يصل إجمالي هذه القوات من القطع الرئيسية إلى: حوالي 649 دبابة قتال متوسطة، حتى 272 مدفع ميدان وهاون. تعبأ القوات المذكورة من الاحتياطي المستدعى، وتعمل كاحتياطي إستراتيجي، متمركزة داخل إسرائيل، حتى يتقرر الجبهة التي يركز ضدها الجهود الرئيسية للقتال أولاً، فتنقل باستخدام الناقلات إلى مناطق الفتح العملياتي لبدء أعمالها القتالية، وهو ما يستغرق عادة 3 ـ 5 يوم.

الهجوم المفاجئ:

الجبهة السورية: بداية الهجوم والهجوم الاسرائيلي المرتد

افتتحت مصر حرب 1973 بضربة جوية تشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد في تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية. وقد استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. ولقد كانت عبارة عن ضربتين متتاليتين قدر الخبراء الروس نجاح الأولى بنحو 30% وخسائرها بنحو 40% ونظراً للنجاح الهائل للضربة الأولى و البالغ نحو 95% وبخسائر نحو 2.5% تم إلغاء الضربة الثانية. وكان الطيارون المصريون يفجرون طائراتهم في الأهداف الهامة والمستعصية لضمان تدميرها ومنهم على سبيل المثال محمد صبحي الشيخ وطلال سعد الله وعاطف السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات وغيرهم.

نجحت مصر وسورية في تحقيق نصر لهما، إذ تم اختراق خط بارليف، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية،ومنعت القوات السرائلية من استخدام انابيب النابالم بخطة مدهشة كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في مرتفعات الجولان و سيناء، وأجبرت اسرائيل على التخلي عن العديد من أهدافها مع سورية ومصر، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، ومدينة القنيطرة في سورية. ولولا التدخل الأمريكي المباشر في المعارك على الجبهة المصرية بجسر جوي لإنقاذ الجيش الإسرائيلي بدءا من اليوم الرابع للقتال، لمني الجيش الإسرائيلي بهزيمة ساحقة على أيدي الجيش المصري. تم اختيار تاريخ 6 اكتوبر وهو تاريخ مولد الرئيس حافظ الأسد....

جاء الهجوم في 6 أكتوبر 1973 الذي وافق في تلك السنة عيد يوم الغفران اليهودي. في هذا اليوم تعطل أغلبية الخدمات الجماهيرية، بما في ذلك وسائل الإعلام والنقل الجوي والبحري، بمناسبة العيد. وقد وافق هذا التاريخ العاشر من رمضان، وهو أيضاً تاريخ ميلاد حافظ الأسد.

تلقت الحكومة الإسرائيلية المعلومات الأولى عن الهجوم المقرر في الخامس من أكتوبر فدعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية گولدا مئير بعض وزرائها لجلسة طارئة في تل أبيب عشية العيد، ولكن لم يكف الوقت لتجنيد قوات الاحتياط التي يعتمد الجيش الإسرائيلي عليها.

حدد الجيشان المصري والسوري موعد الهجوم للساعة الثانية بعد الظهر حسب اقتراح الرئيس السوري حافظ الأسد، بعد أن اختلف السوريون والمصريون على ساعة الصفر. ففي حين يفضل المصريون الغروب يكون الشروق هو الأفضل للسوريين، لذلك كان من غير المتوقع اختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم.

بدأت القوات السورية الهجوم وانطلقت قذائف المدافع على التحصينات الإسرائيلية في الجولان، واندفعت الآلاف من القوات البرية السورية إلى داخل مرتفعات الجولان تساندها قوة كبيرة من الدبابات على الجبهة السورية، بينما كان طيران سلاح الجو السوري يقصف المواقع الإسرائيلية، وعبر القناة 8,000 من الجنود المصريين، ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60,000 جندي، في الوقت الذي كان فيه سلاح المهندسين المصري يفتح ثغرات في الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع.

في الساعة الثانية تم تشغيل صافرات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل لإعلان حالة الطوارئ واستأنف الراديو الإسرائيلي الإرسال رغم العيد. وبدأ تجنيد قوات الاحتياط بضع ساعات قبل ذلك مما أدى إلى استأناف حركة السير في المدن مما أثار التساؤلات في الجمهور الإسرائيلي. وبالرغم من توقعات المصريين والسوريين، كان التجنيد الإسرائيلي سهلا نسبيا إذ بقي أغلبية الناس في بيوتهم أو إحتشدوا في الكنائس لأداء صلوات العيد. ولكن الوقت القصير الذي كان متوفرا للتجنيد وعدم تجهيز الجيش لحرب منع من الجيش الإسرائيلي الرد على الهجوم المصري السوري المشترك.

تمكن الجيش المصري خلال الأيام الأولى من عبور قناة السويس وتدمير خط بارلڤ الدفاعي الإسرائيلي المنيع. بدأ الهجوم في الجبهتين معاً في تمام الساعة الثانية بعد الظهر بغارات جوية وقصف مدفعي شامل على طول خطوط الجبهة. تحركت القوات السورية مخترقة الخطوط الإسرائيلية ومكبدة الإسرائيليين خسائر فادحة لم يعتادوا عليها خلال حروبهم السابقة مع المسلمين. خلال يومين من القتال، باتت مصر تسيطر على الضفة الشرقية لقناة السويس وتمكنت الجيش السوري سوريا من تحرير مدينة القنيطرة الرئيسية وجبل الشيخ مع مراصده الإلكترونية المتطورة.

حقق الجيش المصري إنجازات ملموسة حتى 14 أكتوبر حيث انتشرت القوات المصرية على الضفة الشرقية لقناة السويس، أما في اليوم التاسع للحرب ففشلت القوات المصرية بمحاولتها لاجتياح خط الجبهة والدخول في عمق أراضي صحراء سيناء والوصول للممرات وكان هذا القرار بتقدير البعض هو أسوأ قرار استراتيجي اتخذته القيادة أثناء الحرب لأنه جعل ظهر الجيش المصري غرب القناة شبه مكشوف في أي عملية التفاف وهو ما حدث بالفعل. في هذا اليوم قررت حكومة الولايات المتحدة إنشاء "جسر جوي" لإسرائيل، أي طائرات تحمل عتاد عسكري لتزويد الجيش الإسرائيلي بما ينقصه من العتاد.

: الجبهة السورية (حرب أكتوبر):
الجبهة السورية، هي جبهة حرب اندلعت في هضبة الجولان بين سوريا وإسرائيل بالتزامن مع الهجوم المتفق عليه بين سوريا ومصر. وكانت كل من مصر وسورية قد اتفقتا على شن حرب تحريرية على إسرائيل التي تحتل هضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء منذ حرب 1967، واتفق وحسب ما حدده الرئيس حافظ الاسد على أن يكون الهجوم بعد ظهيرة يوم السبت 6 تشرين 1973 الذي يوافق عيد الغفران اليهودي.

قام الطيران السوري في تمام الساعة 13:58 من يوم 6 تشرين بقصف مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان شارك في الهجوم قرابة الـ 100 طائرة مقاتلة سورية، كما فتحت ألف فوهة نيران مدافعها لمدة ساعة ونصف لتنطلق وحدات وقطاعات الجيش السوري عبر الجولان مخترقة خط آلون الدفاعي وصولاً إلى مشارف بحيرة طبرية مكبدة القوات الاسرائيلية خسائر فادحة . وقد تواجد بالجولان وحدات مغربية قبل الحرب عرفت بالتجريدة المغربية ووصلت وحدات عراقية وأردنية وسعودية فور نشوب الحرب.

القتال على جبهة القنال:
واجهت القوات المصرية مشكلة حقيقية عند التخطيط للهجوم من أجل عبور قناة السويس واختراق خط بارليف، لذلك كان الحل الأمثل بالنسبة لها دفع قوات المشاة لعبور القناة على شكل موجات، والتوغل إلى عمق 4 كم، تعززها وحدات الصاعقة المسلحة بالقذائف الصاروخية الموجهة والأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات لأعداد كبيرة، وتبقى تحت تغطية نيران المدفعية والدبابات والصواريخ والطيران، بهدف منع دبابات العدو من الاقتراب من نقاط العبور، وقد نُفذت هذه الخطة بنجاح وتوغلت قوات الصاعقة حتى 8كم، وهاجمت الدبابات الإسرائيلية في مناطق حشودها. لم تتمكن الدبابات المصرية من العبور إلا ابتداءً من منتصف ليلة 6-7، وتمكنت صباح 7تشرين الأول من تعزيز رؤوس الجسور والاستعداد لصد الهجمات المعاكسة الإسرائيلية.[19]

حاول الإسرائيليون شن هجمات معاكسة بالاحتياط المدرع، ولكن القوات المصرية استطاعت تدمير القسم الأعظم من هذا الاحتياط وإيقاف الهجوم المعاكس، ولم تغتنم القيادة المصرية هذه الفرصة لمتابعة الهجوم واستثمار النصر، فتوقفت عند الخطوط التي احتلتها مدة خمسة أيام متواصلة بحجة إعادة التجميع، وهذا ما أتاح للقيادة الإسرائيلية نقل ثقلها النوعي واحتياطيها الاستراتيجي إلى الجهة الشمالية، حيث القوات السورية، وعززت قواتها في الجنوب بما يكفل وقف تقدم القوات المصرية. ولكن عندما قررت القيادة المصرية متابعة الهجوم في 14/10، اصطدمت بمقاومة إسرائيلية عنيفة وكمائن للدبابات، وحاولت القيادة الإسرائيلية شن هجوم معاكس على عدة قطاعات، واشتبكت في معارك ضارية من دون تحقيق نتائج تذكر، إلا أن التفوق أصبح في صالح القوات الإسرائيلية نتيجة للجسر الجوي الأمريكي، ودارت في هذه المنطقة أكبر معارك الدبابات شاركت فيها نحو 2000 دبابة، واستخدم الإسرائيليون فيها أول مرة حوامات مضادة للدبابات مزودة بالصواريخ الموجهة، فكانت مفاجأة الحرب في جبهة سيناء، وكان أثرها حاسماً في صد الهجوم المصري. ووضعت الحكومة الأمريكية وسائط الاستطلاع الأمريكية ووسائل التجسس في خدمة إسرائيل، وكشفت وجود ثغرة غير محمية بين الجيشين الثاني والثالث، بعرض 25 كم، ووجدت فيها القيادة الإسرائيلية فرصتها فدفعت عبر البحيرات المرة ثلاث مجموعات ألوية، تمكن بعضها من السيطرة على منطقة العبور بعد أن تكبدت خسائر فادحة، ونصب جسر طوفي لعبور الدبابات الرئيسية التي تدفقت من الثغرة، وباشرت الانتشار بكل الاتجاهات الممكنة، وسيطرت على منطقة واسعة امتدت إلى تخوم مدينة السويس، واستغلت القوات الإسرائيلية قرار وقف إطلاق النار لضرب قواعد الصواريخ المصرية وتوسيع الممر الجوي لطائراتها، من أجل دعم قواتها التي سيطرت على طريق السويس - القاهرة، وقطعت طرق الإمداد المصرية.

إلا أن توقف القتال على الجبهة المصرية بسبب انكشاف ظهر القوات المصرية للعدو، وإنزال الجسر الجوي بين القوات الإسرائيلية والامريكية بالجبهة المصرية، وخوفًا من أي عملية التفاف حول القوات المصرية، وهو ما كان في أحداث الثغرةعندما حاولت القيادة المصرية الدخول للعمق والوصول للمرات ولفت الانتباه عن الجبهة السورية لتغطية الاختلال بالخطة المتفق عليها مع سورياالتي لم تقم بضرب نقاط القوة لدى إسرائيل في جبهتها بالشكل المؤثر والذي نبهها للحرب مبكرا، والمساعدات العسكرية الأميركية الهائلة لإسرائيل خلال المعارك، والجسر الجوي الأمريكي والمساعدات العسكرية وإنزال الدبابات الأمريكية في وسط ساحة المعركة في الجولان أيضا ساعدت الإسرائيليين على القيام بهجوم معاكس ناجح في الجولان يوم 11 تشرين الأول (أكتوبر)، وحاول الجيش الإسرائيلي بمساعدة أمريكية مباشرة ايقاف الجيش السوري من التقدم نحو الحدود الدولية مما دفع الجيش المصري للقيام بالتوغل داخل جبهتة بدون غطاء يحمية للفت الانتباه عن الجبهة السورية مما تسبب في أحداث الثغرة الشهيرة.

استمر الهجوم المعاكس الإسرائيلي بفضل الجسر الجوي الأمريكي الذي عوض إسرائيل عن خسائرها الكبيرة، وزودها بأسلحة جديدة متطورة، ونجحت القوات الإسرائيلية في الوصول إلى خط وقف إطلاق النار السابق، ومتابعة تقدمها مستغلة فترة الهدوء النسبية التي كانت القيادة السورية تستعيد فيها توازن وحداتها وتعوضها عن الخسائر وتحشد وحدات جديدة، ومستفيدة من الهدوء على جبهة سيناء (10-14 تشرين) وبعد معارك ضارية تمكنت القوات الإسرائيلية من خرق الجبهة السورية باتجاه دمشق والسيطرة على جيب سعسع، إلا أن القوات السورية نجحت في إيقاف القوات الإسرائيلية عند خط تل الشمس - بيت جن، وكانت القيادة السورية في هذه الفترة قد عوضت قسماً كبيراً من خسائرها وأعادت تجميع قواتها الرئيسة استعداداً لمعاودة الهجوم، ولكن الهجوم لم ينفذ لصدور قرار دولي بوقف إطلاق النار اعتباراً من 23/10/1973.

في نفس التوقيت وحسب الاتفاق المسبق قام الجيش السوري بهجوم شامل في هضبة الجولان وشنت الطائرات السورية هجوما كبيرا على المواقع والتحصينات الإسرائيلية في عمق الجولان وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية الإسرائيلية ومحطات الرادارات وخطوط الإمداد وحقق الجيش السوري نجاحا كبيرا وحسب الخطة المعدة بحيث انكشفت أرض المعركة أمام القوات والدبابات السورية التي تقدمت عدة كيلو مترات في اليوم الأول من الحرب مما اربك وشتت الجيش الإسرائيلي الذي كان يتلقى الضربات في كل مكان من الجولان.

بينما تقدم الجيش السوري تقدمه في الجولان وتمكن في 7 أكتوبر من الاستيلاء على القاعدة الإسرائيلية الواقعة على كتف جيل الشيخ في عملية إنزال بطولية نادرة استولى خلالها على مرصد جبل الشيخ وعلى أراضي في جنوب هضبة الجولان ورفع العلم السوري فوق أعلى قمة في جبل الشيخ، وتراجعت العديد من الوحدات الإسرائيلية تحت قوة الضغط السوري. وأخلت إسرائيل المدنيين الإسرائيليين الذين استوطنوا في الجولان حتى نهاية الحرب.

في 8 أكتوبر كثفت القوات السورية هجومها وأطلقت سورية هجوم صاروخي على قرية مجدال هاعيمق شرقي مرج ابن عامر داخل إسرائيل، وعلى قاعدة جوية إسرائيلية في رامات دافيد الواقعة أيضا في مرج ابن عامر.

في 9 أكتوبر أسقطت الدفاعات السورية أعدادا كبيرة من الطائرات الإسرائيلية مما أوقع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وطلبت إسرائيل المساعدة بصورة عاجلة من الولايات المتحدة لمساندتها على الجبهة السورية.

اجبرت القوات المصرية على توقف القتال على جبهتها بسبب انكشاف ظهر قواتها للعدو وذلك لعدم القدرة على تغطية اكثر من 12 كيلو في عمق سيناء بسبب قرب نفاذ الزخيرة ولأن قدرات المعدات العسكرية لديها (طيران ومدفعية) تسمح بغطية هذا العمق فقط وكذلك خوفا من الالتفاف حولها بسبب إنزال الجسر الجوي بين القوات الإسرائيلية والامريكية في عمق سيناء بالجبهة المصرية والجولان بالجبهة السورية.

أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فقررت مصر الهجوم شرقا لتخفيف الضغط على سوريا.

بناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية في قطاع الجيش الثالث الميداني (في اتجاه السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء الحادي عشر (مشاة ميكانيكي) في اتجاه ممر الجدي، واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر "متلا".

وفي قطاع الجيش الثاني الميداني (اتجاه الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21 المدرعة في اتجاه منطقة "الطاسة"، وعلى المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه "رمانة".

كان الهجوم غير موفقا كما توقع الفريق الشاذلي، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسي، هو أن القوات المصرية خسرت 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي. بمعنى أدق، توقف القتال بالجانب المصري كانت مجبرة عليه لافتقارها لوجود معدات تدعم تقدمها

وكذلك رد الفعل السريع من القوات الامريكية بإمداد إسرائيل بجسر جوي من قاعدة بتركيا وسط ساحة المعركة في الجولان افشل المخطط المصري وساعد الإسرائيليين على القيام بهجوم معاكس ناجح في الجولان، وحاول الجيش الإسرائيلي بمساعدة أمريكية مباشرة ايقاف الجيش السوري من التقدم نحو الحدود الدولية وقد وصلت وحدات من الجيش السوري إلى الحدود الدولية وحول بحيرة طبريا.

الاختراق الإسرائيلي

طاقم دبابة سوپر شرمان إسرائيلية على ضفة قناة السويس
A floating bridge over a canal. Signs are in Hewbrew.

الهجوم السوري:

حملة مرتفعات الجولان:

كان الدفاع الإسرائيلي (خط آلون) على خط وقف إطلاق النار في الجولان يتألف من مواقع محصنة ومصاطب رمي للدبابات، ونقاط استناد شديدة التحصين، ويمتد هذا الخط الدفاعي من جبل الشيخ شمالاً إلى منطقة العال جنوباً، وأمامه خندق متصل مضاد للدبابات بعرض 8أمتار وعمق 3أمتار، تحفه من الأمام والخلف حقول الألغام والحواجز والأسلاك الشائكة، تدعمه نقاط الاستناد المحصنة. ويعتمد هذا الدفاع في الجولان، كما في قناة السويس، في الأساس على تشكيلات الدبابات المتمركزة خلف نقاط الاستناد والقادرة على التحرك والمناورة على جميع الاتجاهات لصد أي هجوم محتمل.

وقد نجحت القوات السورية إبان التمهيد المدفعي في اقتحام مرصد جبل الشيخ بمجموعة من القوات الخاصة، وفي اقتحام خط آلون، وطمر أجزاء كبيرة من الخندق، باتجاه القنيطرة وباتجاه الخشنية (العال). وتمكنت هذه القوات من اقتحام الدفاع الإسرائيلي في أكثر من قطاع، وشهدت جبهة الجولان على مدى ثلاثة أيام معارك ضارية بالدبابات والمشاة استمرت ليلاً نهاراً، ووصلت الدبابات السورية إلى كفر نفاخ وجسر بنات يعقوب وشارفت على طبرية، في حين تمكنت قوات أخرى من دخول القنيطرة بعد أن تكبد الطرفان خسائر فادحة. غير أن الكفة أخذت ترجح لصالح الجانب الإسرائيلي (على الرغم من وصول تعزيزات من القوات العربية: عراقية وأردنية)، نتيجة التعزيزات الضخمة التي بدأت تصل إلى ميدان المعركة. وقد ركزت القيادة الإسرائيلية جهودها الاستراتيجية على جبهة الجولان لتقديرها أن الهجوم السوري يهدد مصير إسرائيل كله، وقد أتاح هذا التركيز للقيادة المصرية فرصة إكمال عبور القناة بنجاح.

مشاركة بلدان أخرى
A cargo plane with its access door open, men, and a tank
دبابة M60 تنزلها الولايات المتحدة في سيناء لدعم إسرائيل، فيما سمي عملية عشب من النيكل
تدخلت الدولتان العظمى في ذلك الحين في سياق الحرب بشكل غير مباشر حيث زود الاتحاد السوفيتي بالأسلحة سوريا ومصر بينما زودت الولايات المتحدة بالعتاد العسكري إسرائيل. وبعد الاتفاق على وقف اطلاق النار يوم 22 أكتوبر بعد الظهر تبين أن القوات الاسرائيلية لا تحترم هذا الاتفاق بل وتحاول توسيع الأرض التي تحتلها في غرب القناة بأى شكل وحاولت يوم 23 ويوم 24 أكتوبر دخول السويس واحتلالها إلا أن المقاومة الشعبية العفوية صدت اسرائيل عن ذلك الهدف مما حدى بالرئيس السادات أن يطلب من الدولتين العظميين ارسال قوات من عندها لضمان وقف اطلاق النار والعمل على تثبيته فقبل الاتحاد السوفيتى على الفور وأعلن عزمه على ارسال قوات سوفيتية لهذا الغرض بينما اعترض الرئيس الأمريكى نيكسون بشدة وأعلن رده الرافض تماما لتلك الخطوة وفى نفس الوقت أعلن التعبئة الاستراتيجية الشاملة لكل القوات الأمريكية حول العالم بما فيها القوة الأمريكية النووية (وكانت تلك هى المرة الأولى منذ أزمة صواريخ كوبا عام 1962 ) مما أجبر الاتحاد السوفيتى على التراجع. بعد ذلك أعلنت أمريكا أنها سوف ترسل وزير خارجيتها الدكتور كيسنجر إلى المنطقة للعمل على التوصل الى حل وقد كان ذلك بالفعل و بدأت الزيارة في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر وخلال تلك الفترة حدثت حرب استنزاف بين الطرفين الهدف منها هو تحسين الأوضاع غرب القناة لكل منهما قبل بدء المفاوضات في نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وسيطاً بين الجانبين ووصل إلى إتفاقيتي هدنة أحدهما على الجبهة المصرية في يناير 1974 والأخرى على الجبهة السورية في مايو من نفس العام و الأخيرة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل. بدأت مصر وإسرائيل بعد إتفاقية فض الاشتباك الأولى في التباحث بشأن الاتفاقية الثانية و التى تم التوصل اليها في سبتمبر عام 1975. أعقب ذلك التوصل الى إتفاقية اطار عمل لاتفاق سلام شامل في "كامب ديفيد" سبتمبر 1978 ) في عهد ادارة أمريكية أخرى يرأسها الرئيس كارتر وبعدها وقعت الاتفاقية الخاصة بمصر وحدها في مارس عام 1979. وكان الرئيس المصري أنور السادات يعمل بشكل شخصي ومقرب مع قيادة الجيش المصري على التخطيط لهذه الحرب التي أتت مباغتة للجيش الإسرائيلي.

الاتصالات الدبلوماسية
اتصال السادات بكيسنجر في 7 أكتوبر


الصفحتان الأولي والثانية من الوثيفة رقم 54: برقية يوم 7 اكتوبر 1973 من حافظ إسماعيل، مستشار السادات للأمن القومي إلي هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا، بأنه لن يعمق مدي الإشتباكات.

رغم إنتصار العبور الباهر يوم 6 أكتوبر 1973 ، وبينما كانت عمليات عبور الجنود والقوات المصرية للقناة واستمرار القتال مع الجنود الإسرائيليين في نقاط تحصين خط بارليف، وبالتزامن مع سقوط الجرحي والشهداء المصريين، قام أنور السادات بخطوة غير متوقعة، ظهرت عواقبها فيما بعد - إيقاف القتال، والوقفة التعبوية وغير ذلك من العواقب، التي انتهت، بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، فبناء علي تعليمات أنور السادات، أرسل حافظ إسماعيل مستشار السادات للأمن القومي، في يوم 7 أكتوبر 1973، البرقية السرية التالية باللغة الإنجليزية إلي هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات ا لمتحدة. وتتضمن قول السادات "بأنه لن يعمق مدي الإشتباكات ويشرح فيها أهداف مصر من خوض الحرب." وكانت هذه الرسالة سرية ولم يُفرج عنها إلا بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، حيث نشرها مركز جيمي كارتر للسلام. صورة أصلية للبرقية يوم 7 أكتوبر 1973 باللغة الإنجليزية تتضمن قول السادات بأنه لن يعمق مدي الإشتباكات. (وثيفة رقم 54 برقية من حافظ إسماعيل، مستشار السادات للأمن القومي إلي هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا) ويلاحظ أن مصدر قسم الوثائق يوجد في كل من مركز جيمي كارتر، وأيضا في الأرشيف الرقمي لموقع الرئيس محمد أنور السادات في المتحف الرسمي الملحق بمكتبة الإسكندرية ينشر هذه البرقية وثيفة رقم 54 من متحف السادات بمكتبة الأسكندرية.

كانت هذه خطوة مفاجئة لأمريكا، وبعد يوم واحد من اندلاع الحرب، وقد أرسل مستشار الرئيس السادات للأمن القومي حافظ إسماعيل هذه الرسالة السرية إلى هنري كيسنجر، عبر عميل لمخابرات الـ سي آي إيه في القاهرة.

لقد فوجئت الإدارة الأمريكية بهذه الرسالة وفي هذا الوقت المبكر جدا من الحرب والتي تكشف نوايا واضحة للرئيس السادات في كسب سياسي محدد من الحرب. إلا أن الخطوط العريضة لهذا المكسب السياسي لم تكن واضحة، ولا تتفق مع التفوق المصري على ساحة القتال والذي فاجأ الإسرائيليين والأمريكان على السواء، فقد كانت الولايات المتحدة حتى تلك اللحظة ليست لديها اتصالات مباشرة قوية مع مصر. بل كانت توسط الملك فيصل وغيره لإبلاغ مصر بالموقف الأمريكي في محاولة لبداية الاتصالات المصرية.

كان هذا التقارب المبكر سبباً فيما بعد في نجاح السياسة الأمريكية فيما فشلت أن تحققه عسكرياً.!!