في مثل هذا اليوم 6 اكتوبر 1973م..
العملية بدر أو الخطة بدر، هي عملية قامت بها القوات العسكرية المصري كان اسم الشفرة للهجوم المصري على قناة السويس والاستيلاء على خط بارليف والتحصينات الإسرائيلية فيه، مبتدئاً في 6 أكتوبر، 1973. انطلق الهجوم بالتزامن مع هجوم سوري على مرتفعات الجولان، هذان الهجومان مثلا بداية حرب أكتوبر.

سبقت عملية بدر تدريبات بدأت في العام 1968، وبدأ التخطيط العملياتي في 1971 حتى ميعاد العملية، كما سبقها أيضًا العديد من العمليات الخداعية. في المراحل الأولى من الهجوم، يقوم المهندسون العسكريون باستخدام مدافع المياه لتهيئة العديد من الممرات في الساتر الترابي الممتد على الجانب الشرقي من القناة، ويقومون أيضًا بمد الجسور، وتشغيل العبارات؛ لتمكين الجنود من العبور. هاجمت قوات المشاة المصرية تحصينات خط بارليف، وقد هجموا هجومًا مضادًا من قبل المدرعات الإسرائيلية والمشاة.

فاجأ الهجوم الإسرائيليين، وبحلول 7 أكتوبر كان العبور قد اكتمل، حيث تمركز على الجانب الشرقي من القناة خمس فرق من المشاة المصرية. تقدم المشاة لإقامة مواقع دفاعية على رؤوس الجسور الممتدة على طول 160 كيلو مترًا. بعد هدوء نسبي ساد ساحة القتال في 7 أكتوبر، وصلت قوات المدرعات الاحتياطية الإسرائيلية إلى الجبهة، وشنت هجومًا على القوات المصرية المتمركزة في المقابل لمدينة الإسماعيلية. نجحت القوات المصرية في توظيف الأسلحة المضادة للدبابات لصد القوات المهاجمة، وتمكنت من التقدم مرة أخرى. بنهاية 8 أكتوبر كانت القوات المصرية قد استولت على منطقة من الساحل الشرقي للقناة يصل عملها إلى 15 كيلو مترًا.

بالإضافة إلى عبور القناة، تمكنت القوات المصرية من إقامة حصار بحري ناجح ضد إسرائيل في البحر الأحمر (اغلاق باب المندب) والبحر الأبيض المتوسط...

الاستراتيجية المصرية(1967–1970)..
كانت الخطوط العريضة لخطة الهجوم المصرية قد اكتملت بحلول نوفمبر 1972، وبعد ان تغير اسمها من المآذن العالية إلى بدر تتخلص فيما يلي:

1- تقوم خمس فرق مشاة بعد تدعيم كل منها بلواء مدرع وعدد اضافي من الصواريخ مالوتكا المضادة للدبابات – والتي تسحب من التشكيلات الأخرى غير المشتركة في عملية العبور – باقتحام قناة السويس من خمس نقاط.

2- تقوم هذه الفرق بتدمير خط بارليف ثم تقوم بصد الهجوم المضاد المتوقع من الإسرائيليين.

3- ما بين سعت س+18 وسعت س+24 ساعة تكون كل فرقة مشاة قد عمقت ووسعت رأس الكوبري الخاص بها لتصبح قاعدته حوالي 16 كم وعمقه حوالي 8 كم.

4- بحلول سعت س+48 ساعة تكون فرق المشاة داخل كل جيش ميداني قد سدت الثغرات الموجودة بينها واندمجت مع بعضها في رأس كوبري واحد لكل جيش. وبحلول سعت س+72 ساعة يكون كل من الجيش الثاني والثالث قد وسع رأس الكوبري الخاص به بحيث يندمج الاثنان في رأس كوبري واحد يمتد شرق القناة على مسافة تتراوح ما بين 10-15 كم.

5- بعد الوصول إلى هذا الخط تقوم الوحدات بالحفر واتخاذ أوضاع الدفاع.

6- يتم استخدام وحدات الإبرار الجوي والبحري على نطاق واسع لعرقلة تقدم احتياطات الإسرائيليين من العمق وشل مراكز قيادته.

من أهم الأسباب التي أدت إلى اتخاذ بالعبور:
1- إذا نحن قمنا بتركيز هجومنا على مواجهة صغيرة – كما هو الحال في جميع عمليات العبور السابقة عبر التاريخ – فإن ذلك سوف يعرض قواتنا لضربات جوية شديدة، سواء أثناء مرحلة تجمعها في اتجاه الاختراق أم أثناء عملية عبورها الفعلي. 2- إذا ما استخدمنا فرق المشاة التي تقوم بالدفاع غرب القناة في القيام بالهجوم، بحيث تقوم كل فرقة مشاة من مواقعها الدفاعية بعبور القناة من القطاعات التي في مواجهتها، فإن ذلك سوف يقدم لنا المزايا التالية: • سوف تبقى القوات المكلفة بالهجوم في خنادقها التي تضمن لها الاختفاء والوقاية لأطول مدة ممكنة قبل أن تغادر هذه المواقع وهي في طريقها للهجوم. • سوف نستفيد من التجهيز الهندسي الموجود في منطقة كل فرقة لأغراض الدفاع للاستعانة به ضمن متطلبات التجهيز الهندسي الذي يستلزمه للهجوم، وبالتالي نوفر الكثير من أعمال التجهيز الهندسي. • ان ذلك سيجعل أوضاع قواتنا في الهجوم تكاد تطابق مع أوضاعها في الدفاع، وبالتالي لا تكون هناك حاجة لاجراء تحركات كبيرة بين قواتنا قبل الهجوم، مما قد يلف نظر العدو فتضيع من فرصة المفاجأة.

3 - إذا اختار العدو أن يقوم بتوزيع هجماته المضادة على طول المواجهة فإنه سوف يضطر إلى توزيع مجهوداته وسوف تكون لدينا فرصة ممتازة لصد هجماته الأرضية والجوية بواسطة دباباتنا وصواريخنا المضادة للدبابات وصواريخنا المضادة للطائرات المنتشرة على طول الجبهة. ولو أن العدو لجأ إلى هذا الأسلوب فإن فرصته في نجاح هجماته المضادة تكاد تكون معدومة. أما إذا قام بتركيز هجومه المضاد على قطاع واحد أو إثنين من قطاعات الاختراق، فإنه قد تكون لديه فرصة أفضل في تدمير رأس كوبري لفرقة أو إثنين – بعد تحمله خسائر جسيمة- ولكن ذلك سوف يتركنا شرق القناة برؤوس كباري سليمة لعدد ثلاث فرق على الأقل، ومن خلال هذه الفرق يكون في إمكاننا استعادة الموقف في القطاعين اللذين يكون العدو قد نجح في تدميرهما...

التخطيط والتجهيز:
كان التعديل الذي تم ادخاله على الخطة الهجومية جرانيت 2 والذي أدى الى تسميتها باسم الخطة جرانيت 2 المعدلة (الخطة بدر بعد ذلك) هو الاستيلاء على خط المضايق الاستراتيجية في سيناء.وكان الغرض من هذا التعديل هو اقناع القيادة السورية بالخطة الهجومية المصرية عند اجراء عملية تنظيم التعاون بين الجيشين المصري والسوري قبل الحرب، اذ لم يكن معقولا أن تستهدف الخطة السورية تحرير مرتفاعت الجولان والوصولو الى الخط نهر الأردن – الشاطئ الشرقي لبحيرة طبرية على عمق حوالي 25 كم من خط بدء الهجوم، بينما تقتصر الخطة المصرية على ذلك الهدف المتواضع الذي كانت تتضمنها الخطة الأصلية جرانيت 2 وهو انشاء منطقة رءوس الكباري على عمق 10-12 كم شرق القناة، وتبعا لذلك أصبح يطلق على خطة العبور وانشاء رءوس الكباري اسم المرحلة الأولى، بينما أطلق على خطة تطوير الهجوم شرقا للاستيلاء على المضايق اسم المرحلة الثانية.

وفي 7 يونيو 1973 جرت في القيادة العامة بمدينة نصر عملية تنظيم التعاون للخطة الهجومية المشتركة بين القوات المصرية والسورية التي حضرها الفريق أحمد اسماعيل قائد القيادة الاتحادية واللواء بهي الدين نوفل رئيس هيئة عمليات القيادة الاتحادية وعدد من كبار القادة المصريين والسوريين، حيث تم تحديد أهداف خطة الهجوم على الجبهتين وتوحيد التوقيتات لضربتي الطيران والمدفعية وساعة س. والأمر الجدير بالملاحظة هو أن المرحلة الأولى من الخطة كانت تناقش خلال عملية تنظيم التعاون على المستويات كافة بكل تفصيلاتها الدقيقة، بينما كان يتم المرور على المرحلة الثانية مرورا سريعا. وقد برر الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر هذه الظاهرة في مذكراته بأنه هو شخصيا لم يكن يتوقع مطلقا أن يطلب من القوات المصرية تنفيذ المرحلة الثانية،وأن هذا كان هو نفس شعور قائدي الجيشين الثاني والثالث.[11]

والأمر الذي يمكن ادراكه بوضوح من تحليلنا لسير الوقائع والاحداث خلال الايام الاولى من الحرب ان القيادة المصرية بعد نجاحها في تحقيق المرحلة الاولى من الخطة "بدر" وهي اقتحام قناة السويس وتحطيم خط بارليف وانشاء منطقة رءوس الكباري على عمق 10-12 كم شرق القناة، لم تفكر جديا في تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الهجومية الموضوعة، اذ لو كان الامر موضع تفكيرها حقا لسارعت باغتنام فرصة تركيز إسرائيل لمجهودها الرئيسي ضد الجبهة السورية في الشمال وفرصة ما صدفه الهجوم المضاد الرئيسي لإسرائيل أمام قوات الجيش الثاني المصري يوم الاثنين 8 أكتوبر من فشل ذريع، وما منيت به القوات المدرعة الإسرائيلية في سيناء من خسائر فادحة في الدبابات في الأيام الثلاثة الأولى من الحرب لتقوم بتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة "بدر"، ولبادرت باصدار الأمر لقواتها بالتقدم يوم 9 أكتوبر على أكثر تقدير في اتجاه الشرق للاستيلاء على خط المضايق الجبلية الاستراتيجية، اذ ان هذا كان أفضل توقيت ممكن لتنفيذ هذه العملية خلال أيام الحرب كلها. أما القرار السياسي الذي صدر بتطوير الهجوم شرقا صباح يوم 14 أكتوبر، فعلاوة على ما شابه من خطأ من ناحية التوقيت، كما سبق أن أوضحنا، فان الخطة ذاتها التي أصدرتها القيادة العامة لتنفيذ هذا القرار كانت تختلف تماما عن خطة التطوير الأصلية التي كانت تتضمنها الخطة جرانيت 2 المعدلة "بدر" والتي اجريت على أساسها عملية تنظيم التعاون على جميع المستويات، والتي اطلق عليها اسم المرحلة الثانية. فان خطة تطوير الهجوم الاصلية كانت تقضي بتقدم القوات الرئيسية المصرية من منطقة رءوس الكباري شرق القناة مدعمة بالفرق المدرعة والميكانيكية التي في النسق الثاني في غرب النقاة في اتجاه الشرق بهدف الاستيلاء على المضايق اي اختراقها والوصول الى مداخلها الشرقية واتخاذ مواقع دفاعية على الخط العام قلعة الجندي-المداخل الشرقية لممري متلا والجدي –بير جفجافا-بير العبد، اي تقدم الخط الدفاعي المصري بأكمله من منطقة رءوس الكباري على عمق 10-12 كم شرق القناة الى الخط الحائطي الجبلي الغربي لسيناء على عمق 70-80 كم شرق القناة الذي يعتبر في الواقع خط الدفاع الطبيعي عن مصر.!!