أنا رجل فى الخمسين، أعمل بوظيفة مرموقة، متزوج من ١٧ سنة.

أعانى طوال فترة زواجى من وساوس وافتراءات من زوجتى، وظنون سيئة وإهانات لى ولأهلى. وحاولت بشتى الطرق الحفاظ على بيتى وعلى ابنى الوحيد الذى أتى من عملية حقن مجهرى لوجود مشكلة فى الحبل المنوى غير مؤثرة على العلاقة الزوجية، ومع ذلك ألقى معايرة باستمرار أنها تحملت مشاكل الحمل وأدوية العملية من أجل «مشكلتى» مع العلم أن ذلك لم يوثر على صحتها فيما بعد بشهادة الأطباء.
 
هى مريضة بالوسواس القهرى بتشخيص الأطباء، وترفض تناول العلاج بحجة انت عايز تطلعنى مجنونة؟ ليس لها أحد أتحدث معه، فأمها نفس الشىء وأبوها بيعانى مع أمها من نفس الوضع مع ٤٥ سنة زواج، وكل أقاربها عارفين الحالة وبيدعولى ربنا يكون فى عونك، مع العلم أننى غير مقصر فى أى شىء مادى أو معنوى، فلوس وهدايا وسفر وكل الدعم فى جميع المواقف، لا أدرى ماذا أفعل، وليس عندى استعداد لضياع ابنى مع مريضة نفسيا، أرجو المشورة وجزاكم الله خيرا.
 
ــ سيدى العزيز
كل التقدير لك.. وكل الشكر على شجاعتك ومروءتك.. وكل الدعوات بالشفاء لزوجتك الكريمة..
المرض النفسى ــ مهما كان ــ ماينفعش يُسمح له بفرض سطوته على الأسرة.. والمريض النفسى – تحت أى ظروف ــ ماينفعش يُسمح له أن يؤذى من حوله..
 
فيه فرق كبير بين المرض النفسى، وبين استمراء المرض النفسى..
 
وفيه فرق أكبر بين المريض النفسى، وبين من يستغل مرضه النفسى..
 
انت وكل من فى موقفك أمامهم اختيار من ثلاثة: محاولة علاج المريض عند طبيب نفسى مختص، سواء بالعلاج الدوائى أو العلاج النفسى أو كليهما.
 
وفى حالة رفض المريض ذلك، يمكن حجزه فى مستشفى نفسى (رغما عن ارادته أحيانا)، ومن ثم علاجه حتى تمام الشفاء.
 
وفى حالة مقاومة المريض ــ زوجتك ــ فى هذه الحالة، أو تهربه من الدواء أو العلاج أو الحجز، فأمامك كل الخيارات الأخرى.. وصولا إلى الانفصال.
 
أنت يا سيدى مسئول عن الرسائل النفسية التى تصل من زوجتك إلى ابنك.. هى ممكن توصله إنه قليل ومش كفاية.. وممكن توصله إن طول الوقت متهم وموضع شك.. وممكن توصله إنه لا يستحق الحب والاحترام.. ده غير ما وصل إليه بالفعل عن معنى وشكل الزواج، ومعنى وشكل الحب، ومعنى وشكل الأمومة والأبوة.
 
نحن نتعاطف مع المريض النفسى.. لكننا لا نبنى علاقتنا به على الشعور بالذنب (تجاهه)..
نقدم له يد المساعدة.. لكننا لا نغرق معه لو أصر على الغرق..
نصبر عليه كثيرا جدا.. لكننا لا نسمح له بالأذى..
اقرأ الإجابة مرة أخرى بعناية.. واتخد قرارا فى أى اتجاه.. أو لن تتخذه أبدا..
دعواتى للجميع..
نقلا عن الشروق