خالد منتصر
 - أنت جرو بوتين.

- أنت غبى ودمية.

هذا ملخص أهم مناظرة فى التاريخ، المنتصر فيها له الحق فى الضغط على زر أكبر مخازن القنابل النووية فى العالم!!

من شاهد مناظرة ترامب وبايدن، أمس الأول، سيظن أنه فى حارة «سكسكة» أو درب «شكمبة» يشاهد مباراة ردح حوارى لا مناظرة مرشحين أمريكيين سيتحكم أحدهما فى مصير العالم ومستقبله، الاثنان تعدّيا السبعين من العمر، ورغم ذلك لا يوجد أدنى حكمة أو سيطرة على الانفعالات وقذائف الشتائم المتبادلة، المشاهدون لم يخرجوا بأى شىء أو فائدة على الإطلاق، حلبة مصارعة تثبت أن المناظرات الأمريكية وهْم، وأن عقلية الكاوبوى الهوليوودى ما زالت هى المسيطرة على العقلية الأمريكية، وأن ذكريات مباريات محمد على كلاى وفريزر ما زالت هى حلم الأمريكان، وأن مقياس نجاح أى رئيس فى المناظرة هو كم شتيمة قد قيلت وليس كم إحصائية اقتصادية قد ذكرت!!، بالله عليكم ماذا يستفيد المواطن الأمريكى من العبارات والقذائف المتبادلة ما بين الاثنين؟! اتفرجوا على السيناريو والوصف التفصيلى لمباراة المصارعة الحرة ما بين ترامب وبايدن، قال بايدن عن منافسه إن «كل ما يقوله حتى الآن كذب. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه. الكل يعلم أنه كذاب»، وأضاف: «هلّا تخرس يا رجل!» ناعتاً ترامب بـ «المهرج»، من جانبه اتهم ترامب «بايدن» بأنه مجرد «دمية» بيد اليسار الراديكالى، قال ترامب لبايدن: «لا تستخدم كلمة ذكى على الإطلاق معى… فليس هناك شىء ذكى فيك يا جو»، واتهم ترامب «بايدن»، كما ذكرت فى البداية، بأنه دمية فى «اليسار الراديكالى»، وحذَّر من أنه سيكون ضعيفاً للغاية فى مواجهة الجريمة والعنف، ونعت بايدن «ترامب» بالمهرج، وقال إنه إنسان غير ملتزم بالكمامات وقواعد التباعد الاجتماعى، وسخر الرئيس الأمريكى من منافسه الديمقراطى قائلاً إنه لا يمت إلى الذكاء بِصِلة، وقال الرئيس الأمريكى إن بايدن لا يتذكر الجامعة التى التحق بها!

وصف تفصيلى لمباراة صراع على الهبوط فى دورى الدرجة الثالثة، وهذا يؤكد عدم جدوى المناظرات السياسية من أساسه، ليس فى أمريكا فقط بل فى العالم كله، مناظرات صراع الديوك السياسية بين المرشحين صارت ساحة لتلويث السمعة والتربص بالحياة الشخصية، ومنصة إطلاق شتائم وشائعات، المستفيد هى محطات التليفزيون وشركات الإعلانات، لكن أين المواطن؟ أين مصلحته؟ ما هو العائد عليه كاقتصاد ورفع مرتب وقضاء على بطالة ورفع مستوى خدمات وانخفاض أسعار.. إلخ، هل المناظرات هى لصالح الأوطان أم لصالح الأشخاص؟ هل المهم هو «زنق» المنافس فى الكورنر وتسليط الأضواء على ملامح اضطرابه وحبات عرقه، أم المهم كيف يخرج الوطن من مأزقه؟! مناظرات صراع الديوك هى مجرد نتف ريش وفرجة فضوليين ومكاسب سماسرة.
نقلا عن الوطن