في مثل هذا اليوم 2 اكتوبر1952م..
وفاة فهمي ويصا، السياسي المصري وفدي بارز..

فهمي بك ويصا (1884 - 2 أكتوبر 1952) سياسي مصري بارز في النصف الأول من القرن العشرين.

ولد "فهمي بك ويصا" بأسيوط عام 1884م. وتعلم في الجامعة الأمريكية ببيروت ، ثم تخرج في جامعة أكسفورد، الجامعة التي تخرج فيها بلدياته من (مديرية أسيوط) محمد محمود باشا سليمان. وكانت تلك الجامعة مركزا لتعليم أبناء البيوتات في تلك السنوات. وفي 24 يوليو 1913 بأسيوط تزوج "إستر أخنوخ فانوس" وبعد إعلان الوفد الأول في 13 نوفمبر 1918 وأقبل عليه الأقباط أفواجا ، إنضم فهمي ويصا وإستر فهمي ويصا إلى الوفد وكانا من الأبناء المخلصين لزعيم الأمة "سعد زغلول" ولخليفته "مصطفى النحاس". وظل عضوا بمجلس الشيوخ منذ عام 1924 حتى تاريخ وفاته في 2 أكتوبر 1952.

وشكل "مصطفى النحاس باشا" وزارته السادسة من (مايو 1942 - أكتوبر 1944) ، وكما ذكرنا أنفا أنه طرأ تعديل في 2 يونيو 1943 على الوزارة دخل بمقتضاه "فهمي حنا ويصا بك" عضو مجلس الشيوخ (وزيرا للوقاية المدنية).

إستر فهمي ويصا (19 فبراير 1895 - 28 أغسطس 1990) من رائدات الحركة النسائية المصرية والحركة الوطنية في ثورة 1919 بمصر.

منذ أن ولدت بأسيوط في 19 فبراير 1895م إلى أن تزوجت في 24 يوليو 1913 كان إسمها : "إستر أخنوخ فانوس" ، وبعد أن تزوجت "فهمي ويصا" تحول إسمها إلى "إستر فهمي ويصا". إسم والدها "أخنوخ" من الأسـمـاء التي وردت في (العهد القديم – التوراة) وإسـم زوجـها "ويصا" من الأسماء التي عرفـت في مصر القديمة ، أما إسمها "إستر" فبعض المصادر تقول أنه كلمة فارسية معناها (كوكب).

والدها "أخنوخ" كان له دور في الحياة الحزبية المصرية في عام 1908. وبعد أن نتحدث عن زوجها "فهمي بك ويصا" الذي كان وزير (الوقاية المدنية) في 2 يوليو 1943 ، في التعديل الذي طرأ على وزارة "مصطفى النحاس باشا" السادسة. وكان فهمي بك ويصا وقت ذاك عضوا بمجلس الشيوخ.

أخنوخ فانوس (1856-1918) المحامي الشهير بأسيوط، إلتحق بالجامعة الأمريكية ببيروت عام 1870، وعاد في 1878. وأسس جمعية خيرية في أسيوط لمساعدة منكوبي الأزمة الإقتصادية ونقص المواد الغذائية. وإشتغل بالمحاماة أمام المحاكم الأهلية إبتداء من عام 1884. ومنحته الجامعة الامريكية درجة الدكتوراة الفخرية عام 1910 ، ورأس المجلس الإنجيلي العام بالقاهرة. كان شخصية لها دورها الإجتماعي بدرجة ما، دخل مجال الأحزاب من الباب الطائفي. كان العقد من 1907 إلى 1914 عقد تأسيس الأحزاب. وتواجد على الساحة حزبان كبيران. كل منهما له قيادته المعروفة وله أفكاره وسياسته وهما: الحزب الوطني: مصطفى كامل ومحمد فريد ، وحزب الأمة: محمود باشا سليمان ، وأحمد لطفي السيد. وعام 1908 وعلى صفحات جريدة (مصر) عدد 2 سبتمبر أصدر "أخنوخ فانوس" دعوته لتأسيس الحزب المصري. كان البرنامج مغاليا في مصريته وعلمانيته ، ودعوة للتمثيل الطائفي فيما إقترحه من نظام نيابي. وظهر الطابع الطائفي للحزب فيما كتبه "أخنوخ فانوس" وترحيب الصحافة الإنجليزية به.

وقاطع الأقباط هذا الحزب كما قاطعه المسلمون ولم يدخله أحد غير مؤسسه ، أي أن الحزب مات في المهد. وفي مقتبل الأيام كان "أخنوخ فانوس" محاصرا من الرموز القبطية ذات الإتجاه الوطني والقومي أمثال "واصف غالي" وويصا واصف وسنوت حنا" وربما كان التوجه الطائفي لدى "أخنوخ" هو الذي أود رد الفعل لدى إبنته "إستر" التي عاشت وماتت وفدية ، ولدى ابنه "جميل" الذي إقترب من الوفد في عهده الجديد بعد أن عاد الوفد للساحة السياسية...

شاركت "إستر فهمي ويصا" في المؤتمرات والإجتماعات والإحتجاجات والمظاهرات واللجان العادية والمركــزية والإتحادات النسائية وكل شكل من أشكال الكفاح الوطني من أجل الإستقلال وتأييد "سعد باشا" والوفد ، وإلى جانب هذا كانت لها جهودها الذاتية في العمل الوطني. في عام 1969 أقيم إحتفال بيوبيل تحرير المرأة المصرية وكفاحها الوطني وألقت "إستر فهمي ويصا" كلمة نوجزها فيما يلي:

سيداتي سادتي..
اليوم نحتفل بيوبيل المرأة المصرية. لقد قامت ثورة 1919 تحت قيادة "سعد باشا" ولعبت المرأة المصرية دورا مهما فيها ، وقد أتيحت للمصريات الفرص لتحقيق آمالهن.. وسأقص جانبا من تجربتي الشخصية .. تم القبض على سعد زغلول ورفاقة ونفيهم إلى مالطة في 8 مارس عام 1919. وسافرت إلى القاهرة وتوجهت لمقابلة "حرم سعد زغلول" وعبرت لها عن تعاون السيدات المصريات بالكامل المخلص في الحركة حتى يتم الإفراج عن القادة وحتى تحصل بلادنا على الإستقلال. وفي 16 مارس عام 1919 كانت أول مظاهرة نسائية تطالب بالإستقلاق وإعترضنا الجنود البريطانيين ، واشارت السيدات إلى صدروهن قائلات للجنود: إقتلونا. وبعد أن أوقفونا ساعة تحت الشمس الحارة سمحوا لنا بالتفرق والعودة إلى بيوتنا. وفي اليوم التالي 17 مارس 1919 قررنا أن نشكل لجنة تمثل نساء مصر تعمل إلى جانب الوفد – وقد إجتمعنا بالكنيسة المرقسية ، وكان عددنا ثلاثة آلاف إمرأة. وتم إنتخاب "هدى شعراوي" رئيسة وإنتخاب "فكرية حسن وإحسان القوصي وإستر فهمي ويصا" لسكرتارية اللجنة. وبدأت أعمالنا بإرسال الإحتجاجات وكتابة المقالات في الصحف اليومية. وفي يوم آخر عقدنا إجتماعا سياسيا في أحد المساجد. وذلك بعد إعتقال سعد باشا أرسلت إلى "اللورد اللنبي" أوضح أن ينقلوا إلى أماكن أكثر راحة.

الرسالة إلى اللنبي:

إلى صاحب السعاد فيلد مارشال- اللنبي
سابا باشا – الرمل – الإسكندرية 25 سبتمبر عام 1922.
سمعت مؤخرا أن السيدة "حرم زغلول باشا" قد طلبت اللحاق بزوجها "سعد باشا" حيث تلقت أخبارا تفيد مرضه وأرجو أن يكون مرضه ليس خطيرا ، حيث إن أي شئ يصيبه قد يفسر بسبب منفاه.. واشعر انه من صميم واجبي أن أقنع سيداتكم بأن عودة "زغلول باشا" في الوقت الحالي ضرورية تماما لصالح البلاد ولصالح بريطانيا. وإذا أردتم وضع الحق في نصابه فإن تأييده يمكن أن يحمي البلاد ، كما أنه سيساعد على تسهيل الامور بالنسبة لكم. إن حياة زغلول باشا غالية ويجب علينا عمل أقصى ما يمكننا لحمايتها. إن زغلول باشا سيظل دائما في عين الشعب البطل القومي ولو أصابه أي مكروه فسيكون هو القديس وهو الشهيد الذي ضحى بحياته في سبيل المبدأ. إن السياط التي هوت إنما نزلت على ظهور الأبرياء .. أما السجناء في سيشل.. فأرجو أن تكون سعادتك قد إتخدت بالفعل الإجراءات الكفيلة بنقلهم من هذا المناخ الرهيب غير المحتمل على الإطلاق. هل يمكنك يا صاحب السعادة التكرم بإخطاري عن أي خطوات سيتم إتخاذها قريب؟ أرجو مخلصة أن يكون القرار قد أتخذ بالفعل ، وأن يكون لي الشرف بأن أكون أو من يسمع الأخبار الطيبة.

نائبة رئيسة لجنة الوفد المركزية للسيدات إستر فهمي ويصا.

وكان رد اللنبي على الوجه التالي:


25 سبتمبر 1922
سيدتي الفاضلة مدام ويصا..
ردا على خطابك المؤرخ اليوم ليس هناك ما يدعوني إلى الظن بأن صحة "زغلول باشا" قد ساءت ، وأشعر بالسعادة لأن السيدة حرمه ذاهبة إليه وستكون في صحبته. وإذ أشكرك على إسداء النصيحة في خطابك – وأنا واثق من أنك تعنين كل ما تقولينه – إلا أنني أعتذر عن عدم إمكاني العمل بكل ما تقولين .
المخلص
اللورد اللنبي

حياتها في سطور
ولدت بأسيوط في 19 فبراير عام 1895.
عام 1901 إلتحقت بمدرسة الإرسالية الأمريكية.
في 24 يوليو عام 1913 تزوجت من "فهمي بك ويصا" ، وهو من أسيوط أيضا.
إنضمت هي وزوجها لوفد عام 1919.
في 16 مارس عام 1919 إشتركت في أول مظاهرة نسائية تطالب بالإستقلال.
في عام 1919 تشكلت لجنة الوفد المركزية للسيدات وإختيرت "هدى شعراوي" رئيسة و"فكرية حسن ، وإحسان القوصي وإستر فهمي" للسكرتارية.
في يناير 1920 تشكلت (لجنة الوفد المركزية للسيدات) واختيرت "هدى شعراوي" رئيسة و"إستر فهمي" نائبة للرئيسة.
عام 1923 تشكل الإتحاد النسائي تحت قيادة "هدى شعراوي" وعضوية "إستر فهمي ويصا".
كونت "إستر فهمي ويصا" جمعية المرأة الجديدة.
إرتبطت بجمعية الشابات المسيحيات (1920-1983).
أسست جمعية العمل لمصر عام 1924.
توفيت في الإسكندرية في 28 أغسطس 1990...!!