كمال زاخر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ تجريد ومحاكمة وضبط مفاهيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ تجريد إشعياء المقارى: يبدو أن ما تجمع لدى الكاتدرائية من معلومات عقب جريمة الأنبا ابيفانيوس'> مصرع الأنبا ابيفانيوس، المروعة والصادمة، كانت وراء صدور قرارات ضبط الرهبنة، وقرار تجريد الراهب اشعياء المقارى من رهبانيته، وهو القرار الذى جاء قبل أيام من تقديمه للمحاكمة كمتهم أول فى القضية 805 كلى وادى النطرون، قضية مقتل الأنبا ابيفانيوس.

ـ وجاء قرار التجريد مبنياً على تقرير لجنة خاصة شكلتها اللجنة المجمعية لشئون الرهبنة والأديرة، قامت بالتحقيق مع هذا الراهب "بخصوص الاتهامات والتصرفات التى صدرت عنه والتى لا تليق بالسلوك الرهبانى والحياة الديرية وكسره لنذور الرهبنة، الفقر الاختيارى والطاعة والعفة"

ـ فى فبراير 2017، ينشر أحد المواقع خبراً لافتاً، عن شكاوى وردت للموقع من هذا الراهب معترضا على قرار نقله الى دير الزيتونة بالعبور، كتوصية من الانبا ابيفانيوس مقدمة للبابا، اللافت فى الخبر ليس الشكوى من النقل وانما تضامن 45 راهباً معه. الأمر الذى ادى الى التراجع عن قرار نقله وبقاءه بدير أنبا مقار بعد أن كتب الراهب إقراراً خطياً يعلن فيه التزامه وخضوعة لأبيه الاسقف الأنبا ابيفانيوس، وظل متواجدا بالدير حتى وقوع الجريمة.

ـ كان قرار التجريد بمثابة تمهيد لإحالة هذا الراهب للمحاكمة الجنائية بقرار من النائب العام، ويعترف الراهب امام النيابة بما وجه اليه من اتهامات، لكنه يعود فينكرها أمام المحكمة.

ـ تنقل الكاتبة طيف من اعترافات الراهب المتهم نقلاً عن تحقيق صحفى لأحد محررى الجريدة التى تعمل بها، والإعترافات فى مجملها تسرد ملابسات ودوافع الجريمة ولحظات تنفيذها، وهى فى ظنى بعيداً عن السياق القضائى تحتاج لأن تحال الى علماء فى الطب النفسى وربما علماء الإجتماع، ففيها الكثير من الاشارات الدالة على أزمة حقيقية لدى هذا الشخص وأحسبه نموذجاً لكثيرين مازالوا يعيشون فى مواقعهم.

ـ فلتاؤس المقارى؛ هو المتهم الثانى فى قضية مقتل الأسقف، قريب الصلة بالراهب اشعياء، ويجمعهما الانتماء لمجوعة العشرين، ومعارضتهما لرئيس الدير، وكان ضمن الموقعين على التماس منح اشعياء فرصة أخرى، والذى اسفر عن تراجع البابا عن قرار نقله السابق الاشارة اليه.

ـ اقدم هذا الراهب على محاولة انتحار تم نقله فى اثرها الى مستشفى بالقاهرة لاسعافه، وتلتقيه الكاتبة وتجرى معه حواراً صحفياً فى المستشفى، بعد نقله الى مستشفى قصر العينى، وحجزه بعنبر المحبوسين بأمر من النيابة العامة بعد اتهامة بالاشتراك فى جريمة مقتل الأسقف، وهو حوار يحتاج الى تحليل نفسى على غرار اعترافات المتهم الأول.

ـ يأتى اجتماع البابا الأسبوعى التالى لجريمة مقتل الأسقف وسط حالة من الترقب والانتظار من جموع الأقباط بل وكل مصر، ويخرج البابا ليهدئ الناس ويطمئنهم على حال الأديرة والكنيسة، وأن الأمر صار بيد جهات القضاء، ولا محل فيها للخواطر، ولن نتستر على أحد، واعلن البابا أنه اصدر قرارات لضبط الأداء الرهبانى وأنه بصدد صدور قرارات أخرى وطلب من شعب الكنيسة مساعدة الكنيسة فى ذلك. وأورد البابا العديد من القصص المثيلة فى التاريخ الرهبانى والحروب التى يواجهها الراهب والدير، وقال "اعرفوا أيها الأحباء قيمة الأديرة القبطية فى حياتنا الروحية وقيمتها فى مصر، الاديرة واحات صلاة تصلى للعالم كله وهى حارسة لحدود مصر، وكلمة راهب تعنى انسان يرهب وجه الله".