سليمان شفيق
وتركيا تنقل الف ارهابي الي مناطق القتال ضد ناكوموكرباخ
حث مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه مساء كلا من أرمينيا وأذربيجان على وقف المعارك في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه، والعودة إلى طاولة الحوار. في المقابل، رفض رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان أمس الأربعاء إجراء مفاوضات حاليا، أو نشر قوات دولية لحفظ السلام أو قوات روسية. ويخوض الطرفان منذ الأحد معارك دامية هي الأعنف منذ 2016 أوقعت نحو مئة قتيل .

وعبر أعضاء المجلس في البيان عن "دعمهم لدعوة الأمين العام الجانبين لوقف القتال على الفور، وتهدئة التوترات والعودة بدون تأخير إلى مفاوضات بناءة".

وجاء البيان الرئاسي في ختام اجتماع طارئ عقده المجلس تلبية لطلب الدول الأوروبية الأعضاء فيه وهي بلجيكا وإستونيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
أرمينيا ترفض أي تدخل خارجي:

واعتبر رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان الأربعاء أن فكرة إجراء محادثات مع أذربيجان تحت إشراف روسيا سابقة لأوانها، وذلك في اليوم الرابع من المواجهات الدامية في ناغورني قره باغ.

وصرح باشينيان لوسائل إعلام روسية حسب وكالة إنترفاكس "من غير المناسب الحديث عن قمة بين أرمينيا وأذربيجان وروسيا فيما لا تزال معارك عنيفة جارية" معتبرا أنه "من أجل إجراء مفاوضات، يجب أن تكون الأجواء والظروف مناسبة".

كما قال المسؤول الأرمني إن بلاده "في هذه المرحلة" لا تعتزم طلب تدخل في النزاع من جانب تحالف عسكري بقيادة روسيا، هو معاهدة الأمن المشترك التي تضم العديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة ومن بينها أرمينيا.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن باشينيان قوله إن بلاده لا تدرس نشر قوات حفظ سلام في الإقليم المتنازع عليه.

تحركات عسكرية على خط التماس:
هذا، وتضمن البيان أن أعضاء المجلس "يدينون بشدة استخدام القوة، ويأسفون للخسائر في الأرواح والخسائر البشرية في صفوف المدنيين". وأعرب أعضاء مجلس الأمن "عن قلقهم إزاء التقارير بشأن أعمال عسكرية واسعة النطاق على طول خط التماس" في الإقليم..

وفي نهاية البيان "أعرب أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم الكامل للدور المركزي للرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحثوا الجانبين على العمل الوثيق معهم من أجل استئناف الحوار بصورة عاجلة وبدون شروط مسبقة".

وذكر دبلوماسيون أن البيان الذي أقره المجلس بعد اجتماع استمر نحو ساعة، قد اقترحه الرؤساء المشاركون الثلاثة لمجموعة مينسك، مما سهل اعتماده.

نحو مئة قتيل:
ومنذ الأحد الماضي ، تخوض القوات الانفصالية في جيب ناغورني قره باغ المدعومة سياسيا وعسكريا واقتصاديا من أرمينيا، والقوات الأذربيجانية، معارك دموية هي الأعنف في المنطقة منذ 2016

وليل اول امس الثلاثاء، قالت السلطات الأرمينية إن طائرة حربية تركية قد أسقطت إحدى مقاتلاتها في معارك عنيفة مع أذربيجان، وهو ما نفته بشدة أنقرة حليفة باكو

ولم تستجب أرمينيا وأذربيجان للدعوات الدولية المطالبة بوقف لإطلاق النار حول قره باغ، الإقليم ذي الغالبية الأرمنية الذي أعلن انفصاله عن أذربيجان في تسعينات القرن الماضي. وتقول كل منهما إنها كبدت الأخرى خسائر فادحة.

ويخوض الطرفان منذ عقود نزاعا حول قره باغ، وقد حملت كل جهة للجهة المقابلة مسؤولية تأجيج الاشتباكات العنيفة الأخيرة والتي أوقعت إلى حد الآن نحو مئة قتيل.

اتهمت أرمينيا امس تركيا بإسقاط إحدى مقاتلاتها في معارك عنيفة مع أذربيجان، ما أدى إلى مقتل الطيار. وهو ما نفته أنقرة. ويخشى مراقبون من التدخل التركي في النزاع لصالح أذربيجان، ما قد يسبب في توسعه بحكم أن روسيا تعتبر من جانبها حليفة لأرمينيا في إطار ائتلاف عسكري معها

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان عبر فيس بوك إن المقاتلة التركية كانت تجري طلعة جوية لمؤازرة سلاح الجو الأذربيجاني في قصف تجمعات مدنية في أرمينيا عندما أسقطت المقاتلة الأرمينية، ما أسفر عن مقتل الطيار.

وقال مدير الإعلام في الرئاسة التركية فخر الدين التون: "لا صحة إطلاقا للمزاعم القائلة إن تركيا أسقطت مقاتلة أرمينية".

وأضاف "على أرمينيا أن تنسحب من الأراضي التي تحتلها بدل اللجوء إلى هذه الدعاية السخيفة".

كذلك، رفضت وزارة الدفاع الأذربيجانية اتهامات يريفان، وقال متحدث باسمها للصحافيين إن: "هذه المعلومة هي كذبة أخرى للدعاية الأرمينية".

التدخل التركي يوسع مجال النزاع
يخشى إذا ما اندلعت حرب مباشرة بين أذربيجان المسلمة وأرمينيا ذات الغالبية المسيحية أن تُستدرج إلى النزاع قوتان إقليميتان هما روسيا وتركيا، اللتان تدعم كل منهما الطرف الآخر في النزاع.

وتنضوي يريفان في تحالف عسكري يضم جمهوريات سوفياتية سابقة بقيادة موسكو. وحض الكرملين الثلاثاء تركيا والأطراف المتحاربة على العمل من أجل "التوصل لتسوية سلمية لهذا النزاع بالسبل السياسية والدبلوماسية".

ومن شأن تدخل تركيا المباشر في النزاع أن يؤدي إلى تصعيد خطير بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة بين القوات الأذربيجانية والأرمينية حول منطقة ناغورني قره باغ .

وإلى الآن لم يستجب طرفا النزاع للدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار في المنطقة، في حين أعلن كل طرف تكبيد الطرف المقابل خسائر فادحة.

وتخوض أذربيجان وأرمينيا منذ عقود نزاعا حول قره باغ، وقد حمّلت كل جهة للجهة المقابلة مسؤولية تأجيج الاشتباكات العنيفة التي اندلعت الأحد وأوقعت إلى حد الآن نحو مئة قتيل.

ودعت قوى خارجية من بينها الولايات المتحدة وروسيا إلى وقف فوري لإطلاق النار واستئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنوات حول مستقبل قره باغ.