كتبت – أماني موسى
 
تدخلات تركية استفزازية في المنطقة بعناوين مختلفة، التنقيب والغاز، حماية الحدود، محاربة الارهاب أو الدفاع عن إخوة الدين وغيرها.
 
اتهامات مباشرة للرئيس رجب طيب أردوغان بانتهاج سياسة افتعال الأزمات للاستثمار فيها. في محاولة للهروب من أزمات داخلية بات تعصف بتركيا.
آخر الأزمات التي تغمس أنقرة يدها فيها، التوتر بين أرمينيا وأذربيجان، مع معلومات عن إرسال مرتزقة،
فلماذا تشعل تركيا المزيد من النيران في ملف ملتهب من دون استغلال نفوذها هناك لتهدئة الأزمة؟ 
 
من جانبه قال السكرتير الدولي لحزب الطاشناق جيرو مانويان، من يريفان، نحن نرى أن أذربيجان بدأت هذه الأزمة وقد حظيت بتشجيع من تركيا بشكل مباشر، والسبب الرئيسي هو أن أذربيجان لديها أزمات داخلية من كورونا وأزمة اقتصادية ومشكلات سياسية واجتماعية متعلقة بالديمقراطية وتريد أن تزيح انتباه الشعب إلى أمور أخرى، ولذا لجأت إلى افتعال حرب وأزمات مع أرمينيا، وتركيا تقوم باستغلال الموقف وتدعي أنها تساعد أذربيجان من أجل إزاحة الانتباه عن مشاكل بالداخل التركي، ومشاكل اقتصادية، بالإضافة إلى المشاكل التي تعانيها تركيا من خلافاتها مع دول المنطقة نتيجة تدخلاتها، ومشاكلها مع أرمينيا.
 
مشددًا بقوله، هنا لابد أن نعود إلى تذكر الإبادة التي ارتكبتها تركيا بحق الأرمن، وهذا أمر لا نستطيع أن ننساه، وأذربيجان بدأت هذه الحلقة من الأزمات لأنها تحاول أن تحل الأزمات بالقوة وليس بالسبل الديمقراطية.
 
على الجانب الآخر قال الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش، من أسطنبول، أن مسألة إقليم كاراباخ والتوتر بين أذربيجان وأرمينيا، ليست أزمة جديدة في الحقيقة، بل تعود لسنوات عديدة، وحدث هذا التوتر مرارًا بين أرمينيا وأذربيجان.
 
وتابع في لقاءه مع قناة سكاي نيوز عربية، منذ نحو 30 عامًا منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان لم يكن هناك سلام دائم في منطقة إقليم كارباغ ولا وقف دائم لإطلاق النار ولا حل دائم أيضًا، ومن ثم في كل مرة يحصل اشتباكات ومواجهات حدودية وهناك دوافع مرتبطة بالداخل الأرمني وربما تكون مرتبطة بالداخل الأذربيجاني، والتي يكون لها السبب في تفجر الأوضاع بين الجانبين، بخلاف وجود دول نمثل قوى إقليمية بهذه المنطقة مثل تركيا وروسيا وإيران، وعليه يكون لهم دور في هذه الأزمات المتجددة بين البلدين.
 
وقال مستشار مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكي، أن تدخل تركيا بشئون دول الجوار بات يشكل تحدي وسؤال مثير للاستفهام، فتكرار مثل هذه الحوادث يجعل الأمور مثيرة للتساؤل، فالمجتمع الدولي قد يتفهم التدخل التركي بشمال سوريا ومحاربة من وصفتهم بالتنظميات الإرهابية، ولكن تكرار مثل هذه التدخلات التركية من الشمال السوري ثم إلى ليبيا ثم إلى التوتر الشديد الذي حدث مع اليونان وكانت تركيا تتجه إلى حافة الهاوية ومرحلة ما قبل الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الجانب اليوناني، ثم تنسحب، ثم ترسل غواصة للتنقيب عن الغاز بمنطقة تتبع دول أخرى وعندما يزداد الضغط الأوروبي والأمريكي تسحب هذه السفينة، ثم التدخل بأزمة أرمينيا وأذربيجان!
 
وشدد الشوبكي أعتقد أن هناك مشكلات بنيوية في توجهات الحكومة التركية الحالية، فتركيا ليست الدولة الوحيدة بالمنطقة التي كانت إمبراطورية، فمصر كانت إمبراطورية قديمة وكذا عدة دول أوروبية، ولا يفعلون مثلما تفعل تركيا.
 
وتابع، الإشكالية الحقيقية عندما تستدعي الإرث وفق دوافع حزبية وأيديولوجية بحيث أنها تفرض على تركيا الدولة الجارة والتي كانت علاقاتها في أغلب الفترات وبجيرانها كانت طيبة، ولكن في عهد أردوغان بدأت السياسة الخارجية تختلف وتأخذ شكل معادي، وبدأت تركيا تتواجد في كل مكان تقريبًا، وتتواجد ليس بمنطق الدولة القومية التي أسسها كمال أتاتورك، بل أنها تتحرك بطريقة هي عكس حتى مفهوم الدولة القومية، تتحرك من خلال أذرع وميليشيات مسلحة تجلب إرهابيين إلى ليبيا، وتدعم الميليشيات المسلحة في الشمال السوري، جلبت إرهابيين أيضًا إلى أذربيجان، مما يؤكد أن الأمر ليس صدفة بل له علاقة بتوجهات الرئيس التركي الحالي وتحولات كبرى في فكر الحزب الحاكم.