ايمن منير

لا يُشغلنا ذلك فنحنُ نطلُب الرحمة مِن رب العباد وليس مِن إنسان .. للرد علي الكثير مِن الإخوة المُسلمين المُتشددين .. علماً بأننا لا نفعل نفس الشيئ حينما ينتقل شخص مُسلم ولا نُعلق تعليقاتً جارحة ونقول لايجوز عليهِم الرحمة ..! فأن كان اله النصاري هو كلمة الله وهو ديان العالمين ومِن الصفات التي ذكرها القرآن عن المسيح: "وجيهاً في الدنيا والآخرة"وقد شرح أئمة المُفسرين معنى هذا الوصف باستفاضة .. وخرجوا منه بعلو مركز المسيح علواً عجيباً  فوجيهاً في الدُنيا تعني النبوة .. ووجيهاً في الآخرة تعني الشفاعة  والمسيح هو الوحيد بين الأنبياء  الذي وصف بالوجاهة في القرآن.
 
غير أن القرأن يدعوه نبياً ومع ذلك يعترف بالوهيتهِ حينما يقول عنهُ كلمة الله وروحهِ 
فهل الله ينفصل عن كلمتهِ وروحهِ .. وهل هُناك دياناً للعالمين بخلاف الله ..! 
 
وقد تكرر هذا اللقب ، فورد في سورة آل عمران (45): " إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين".. وورد في سورة النساء (171): "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه".
 
يعترف القرأن بولادتهِ المُعجزية ومُعجزاتهِ 
وبأنه كان يُكلم الناس بالمهد وهو صبياً بعُمر ثلاث سنوات ويُعلم بمجامع اليهود
 
وقد ذُكر إسم المسيح عيسي بن مريم عشرُ مراتً بالقرأن 
 
- موته ورفعه إلى السماء:
وقد ورد في ذلك "إذ قال الله يا عيسى إني مُتوفيك. ورافعك إليّ ومُطهرك من الذين كفروا .. وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة .." (سورة آل عمران 55)
 
- يسوع المسيح وحده وُلد من عذراء مُتميزاً عن كل بني البشر وكل الأنبياء بلا إستثناء .. قالت مريم للملاك:”أنّى يكون ليَّ غلام ولم يمسَسُني بشر ولم أك بغيّا .. قال كذلك قال ربُّكِ هو عليَّ هيِّن ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضيّاً”(سورة مريم 20-21).
 
– يسوع المسيح وحدهُ تميز عن جميع بني البشر بكونه كلمة الله أي التعبير الحق لذات الله وأزلية كينونتهِ :”إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته”(سورة النساء 171 وآل عمران 45). ومادام هو كلمة الله اي كلمة ذات الله والله ( روحهِ )  وذاتهِ وكلمتهِ واحداً فاذاً هو الله المُتجسد بشهادة القرأن وإنما رسول الله تعني المُرسل من قبَّل ذاتهِ لعمل الخلاص وإتمام الفداء .. فليس معني رسول دائماً ولابُد ان يكون بشراً إستلم الوحي فرسول تعني الأتي برسالة الله اي الأتي برسالة ذاتهِ وإلا فيكون هُناك تضارُباً بين نصفي الأية فبنفس الأية يشهد القرأن بانهُ كلمة الله التي لا تنفصل عن ذات الله وإنما مُمكن تجسُدها مع وجودها بذات الله فإقنوم الكلمة ( كلمة الله ) اخذ جسداً وهو لازال موجوداً بذاتهِ ( فمَن كان لله مُشيراً وما ابعد أحكامهِ عن الفحص وطُرقهِ عن الإستقصاء ) لماذا تحكمون علي التجسُد بأنه لم يتم وكآن الله لايستطيع ذلك بعقلً بشري محدود لايعرف إلي الان كيف خلق كل هذه المجرات وألتي تحتوي علي عشرات المجموعات الشمسية ونحن نعيش بنقطة بداخل مُحيط علي كوكب بالنسبة لما وُجد مِن مجراتً فهو كمِثل ذرة التُراب 
 
وبنفس الوقت لا نستطيع معرفة كيف يُدير الله هذه المنظومة ..! علماً بأن ذلك لا شيئ لما خلقهُ واوجدهُ بالسماء مما لم ترأهُ عين ولم تسمع بهِ اُذُن ولم يخطُر علي بال إنسان 1كو 9:2 
 
– قيل عن يسوع وحده أنه إنبثاق من روح الله، لذلك لم يحتج إلى ولادة جنسية تناسلية كبقية الناس:”إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمتهِ ألقاها إلى مريم وروح منه”(النساء 171).
 
– يسوع المسيح وحدهُ وبإستثناء عن جميع بني البشر تكلم في المهد بحسب القرآن (سورة مريم 23-33). فالقرآن يُخبرنا بأن المسيح لم يحتج كي يعلّمه أحد أي شيئ ولا حتى الكلام .. ويقول الكتاب المُقدس في هذا المِضمار:”من قاس روح الرب ومن مُشيره يُعلّمه .. مَن علَّمهُ في طريق الحق وعلمهُ المعرفة وعرّفهُ سبيل الفهم”(إشعياء 13:40و14).. من طبيعة الحال لا يوجد إنسان يستطيع أن يعلم من انبثق من روح الله إذ أنه عالم بكل شيئ .
 
– يسوع المسيح وحدهُ تميَّز عن جميع الأنبياء بعصمته وأنفراده بالكمال إذ أخطأ جميع الأنبياء وذُكرت خطاياهم في القرآن وكان المسيح المُستثنى الوحيد إذ أنه “وجيها في الدنيا والآخرة”(آل عمران 45).
 
– كما أن النبي العربي محمد (ص) شهد لكمال المسيح وعصمتهِ شاهداً بأن المسيح وحدهِ .. مُتميزاً عن جميع بني البشر .. لم يستطع الشرير أن يمسهُ عند ولادتهِ .. قال: “كل إبن آدم يطعنهُ ( ينخسهُ ) الشيطان في جنبه حين يولد غير عيسى إبن مريم .. ذهب ليطعنهُ فطعن الحجاب”.
 
–  يسوع المسيح وحده تمـيّز عن الجميع بأنه الخالق:”إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً”(آل عمران 49). والخالق وحدهُ هو الله فالله لا يُعطي إختصاصاتهِ لأحد وإلا فليُعطي مجدهُ ايضاً لاي أحد وبذلك نري العديد مماً يُطلق عليهُم الله ..! 
 
(سفر إشعياء ٤٢: ٥ «أنا الرب هذا إسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات.
 
–  يسوع وحدهُ إنفرد بمعرفة أسرار الناس وبذلك لا يُقارنهُ أحداً من الناس:”وأُنبئكم بما تأكلون وما تدَّخرون في بيوتكم إنَّ في ذلك لآيةً لكم إن كنتم مؤمنين”(آل عمران 49).
 
– يسوع المسيح وحدهُ إستطاع أن يصنع المُعجزات والخوارق التي لم يستطع أن يعملها شخص آخر:”وأُبرئ الأكمة والأبرص ..”(آل عمران 49).
– يسوع المسيح وحدهُ إستطاع أن يقيم الموتى بأمر من فمه المبارك:”وأحيي الموتى..”(آل عمران 49 والمائدة 110).
 
– يسوع وحدهُ إنفرد بلقب المسيح النبوي :” إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمتهِ ”(النساء 171) .. وقد عرّفت التوراة عن شخص المسيح المُنتظر قائلة :”ها أيام تأتي يقول الرب وأقيم لداود غُصن بر فيملُك مُلك وينجح ويُجري حقـاً وعدلاً في الأرض .. وهذا هو إسمهُ الذي يدعونهُ بهِ : الرب برنا ” ( إرميـا 5:23و6 ).
 
– يسوع المسيح وحدهُ تبادل مسؤولية السُلطان مع الله :” وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلما توفَّيتني كنتَ أنت الرقيب” ( المائدة 120 ) .. وكما قُلتُ سابقاً الله لا يُعطي مجدهُ لآخر ..!
 
– يسوع المسيح وحدهُ صار آية للناس ورحمة من الله (مريم 20) لبني البشر الذين وقعوا تحت أثقال الخطية وأوزارها فحكمت عليهم عدالة الله وقداسته بالهلاك الأبدي. لذلك جاء المسيح المُخلص الوحيد الذي وحدهُ يستطيع أن يُقدم خلاصاً أبدياٍ للناس ورحمة من الله.
 
– يسوع وحدهُ إستطاع أن يقوم من بين الأموات في حين أن كل الأنبياء والزُعماء لا يزالون في قبورهم بعد مماتهِم :” والسلام عليَّ يوم وُلدتُ ويوم أموت ويوم أُبعث حيّاً”(مريم 33).
 
– يسوع المسيح وحدهُ يستطيع أن يُعطي أتباعهِ مركزاً سامياً وتأكيداً ليوم القيامة :” وجاعل الذين اتَّبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ” ( آل عمران 55 ).
 
– يسوع المسيح وحدهُ سيكون الديان الآتي إلى العالم ليدين الأحياء والأموات .. وقد أثبت نبي الإسلام (ص) هذه الحقيقة عِندما قال :” لا تقوم الساعة حتى ينـزل إبن مريم حكماً مُقسطاً (أي دياناً عادلاً للأحياء والأموات)” .. وأُذكركم أيضا أن الله قال مجدي لا أُعطيهِ لآخر  
 
(سفر إشعياء ٤٢: ٥ «أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات.
 
من هُنا نعرف ولابُد ان يعرف الجميع بأننا لا نحتاج لمن يمِن علينا بالرحمةِ ولا أن يحجُبُها عنا عِند مَماتِنا فنحنُ نعبد الله الواحد كلي الرحمةِ والقداسة والمَغفرة والذي يهب أبنائهِ وتابعيهِ الحياة الأبدية 
 
رحم الله الفنان القدير المُنتصر بإلله وأعطي كامل أُسرتهِ الصبر والعزاء والسلام الداخلي