Oliver كتبها
- د يوسف زيدان سبق له أن إختلق آية و نسبها للإنجيل لتأكيد تهمته بأن الإنجيل هو مصدر المفهوم الإسلامي  للجهاد بالسيف و قد كتبت الرد عليه في مقال بعنوان (جهاد يوسف زيدان) و رغم تعرية تلك الأكاذيب إلا أنه عاود إطلالته من خلال قناة الغد مدعياً هذه المرة أن اللغة القبطية إسم غير صحيح و لا توجد لغة قبطية  لكنها اللغة المصرية القديمة و لا تسمي القبطية إنما السذج من المسيحيين هم الذين يسمونها القبطية لأنهم مصابون بمرض الحنين إلي الماضى.(نوستالجيا).
 
- لأنك لست ساذجاً أقول لك أن اللغة كائن حي له أم و مولد و حياة.لا يعرف الثبات أو التوقف .يتغير و يتطور دوماً.كل اللغات في العالم بدأت من لغات سبقتها و تطورت .اللغة السومرية صارت البابلية أو الأكادية.اللغة اللاتينية أم جميع اللغات الأوروبية فهل لأن اللاتينية مصدرا للإنجليزية يمكنك أن تقول بثقة زائفة أنه لا يوجد ما يسمى  باللغة الإنجليزية بل هي اللغة اللاتينية بحروف إنجليزية إنما البسطاء من الإنجليز يعتقدون أنها اللغة الإنجليزية لأنهم مصابون بمرض الحنين إلي الماضي؟ وقتها كم مليون إنسان في العالم سيسخرون من منطقك هذا ؟
 
- نعم اللغة المصرية القديمة الديموطيقية هي مصدراً اساسياً للغة القبطية.ما العيب في هذا.كل اللغات لها مصدر جاءت منه و صارت لغات مستقلة بإسمها و تراكيبها و تطورها.اللغة القبطية  تكتب بأحرف يونانية ما عدا ستة أحرف مأخوذة من اللغة الديموطيقية ذاتها. خمسة أحرف منها باللهجة الصعيدية ( الأخميمية) و حرف واحد من الستة باللهجة البحيرية .الأكثر من هذا أنه تم إدخال أكثر من ألفي كلمة يونانية إندمجت مع اللغة القبطية و نطقت بنطق قبطي مما يجعلها مختلفة تماماً عن كل من اللغة اليونانية و اللغة الديموطيقية أي المصرية القديمة.فهي تطور لغة شعب إستطاع الحفاظ علي تراثه و موسيقاه و آدابه و ترجماته و كتابه المقدس و تفاسيره بهذه اللغة المتطورة التي تخص الشعب القبطي وحده.اللغة القبطية.
 
-إستخدام اللغة القبطية حتي اليوم في العبادة لا يعني أنها لغة خاصة للصلوات وحدها.لقد كانت لغة الحياة اليومية حتي القرن الثاني عشر لولا المتعصبين.نحن نستخدم القبطية في كنيستنا لأنها ذات مصطلحات لاهوتية و عبارات خاصة و ألحان لا تتوفر في اللغة العربية.اللغة القبطية ليست مقدسة لكنها وعاء يجمع تاريخ شعب عريق فما دوافعك سيد زيدان لإختلاق الإدعاء تلو الإدعاء؟ما سر عداءك للغة القبطية؟
 
- كون اللغة القبطية بأحرف يونانية لا يعني شيئاً.تبقي القبطية لغة و اليونانية لغة و تخرج الديموطيقية من اللغات الحية. وحدة الأحرف لا تعني أنها نفس اللغة.اللغات الأوروبية المختلفة تتفق معاً في الأحرف ما عدا حرف أو إثنين و مع هذا فكل لغة لها نطقها و تراكيبها و لم يدعي أحد أنها ليست لغة.
-إستخدام الأقباط لأحرف يونانية كان تطوراً من اللغة التصويرية إلي اللغة الأبجدية.اي بدلاً من إستخدام الصور إستخدم الأقباط أحرف يونانية بديلة و بقي النطق مختلف عن اليونانية.النطق قبطي و ليس يوناني.مع إختلاف اللهجات القبطية الصعيدية و البحيرية و الفيومية.و تبدو النوبة مفتاح كنز اللغة القبطية حيث حافظت علي هذه اللغة حتي وقت قريب 1700م.و القبطي الذي يعرف القبطية لا يشترط أنه يعرف اليونانية.فأنت تخلط بين الشكل و بين المعرفة للوحدة اللغوية (الحرف أو الكلمة أو الضمير) فكل هذا مختلف عما في الديموطيقية و ما في اليونانية.
 
- البلاد التي بها لغة أصيلة تحافظ عليها و تدرسها في مدارسها و تفتخر بها و تعترف بها لغة رسمية و تتداول بها مراسلاتها فإن لم يكن هذا متاحاً بأكمله فإن بعضه يمكن تحقيقه.فالدول تشتاق أن يكون لها جذور عريقة و لهذا تحرص على إحياء جذورها .إحياء اللغة القبطية مطلب ثقافي و تراثى و علمي هام. اللغة القبطية أحد الروافد التي تصب في هذه الجذور العميقة فلن تستطع إقتلاعها مهما كان تعصبك .إن إنكار لغة شعب هو هجوم متعصب على أصل مصر و محاولة فاشلة لمحو جذورها.كان الأجدر بك أن تفخر باللغة القبطية لأن لك منها تراث و بغيرها لا تراث و لا حضارة و لا علوم أو آداب سوي الشعر الجاهلي.
 
- كانت الحلقة التي قمت بها عن تكذيب الإدعاء بأن نبي الإسلام أرسل رسالة إلي النجاشي ملك الحبشة و لخوفك أن تبدأ الحديث بدون إثبات تعصبك ذكرت إنكارك أن القبطية لغة مستقلة لكي تجعل إستقبال تكذيبك لرسالة النجاشي أمر مقبول.كأن الإساءة إلينا و إلي تاريخنا و لغتنا هو المدخل لتصحيح أكاذيب لا تخصنا.
 
- أخيراً الحاكم بأمر الله 1020م  أمر بقطع لسان كل من يتكلم اللغة القبطية و الأستاذ يوسف زيدان يفعل ما هو أشنع إذ يريد أن يلغي إسم اللغة ذاته.كأنه يقطع لسان اللغة القبطية.