Richard Pococke
( 1704- 1765
الرحالة الانجليزي الذي زار مصر خلال الفترة من ( 1737- 1738 ) وكتب عنها أشهر كتبه وسكرتير المجمع العلمي المصري

إعداد/ ماجد كامل
هو رحالة وعالم أجناس وإسقف انجليزي مشهور ؛ أشتهر برحالاته إلي الشرق ومنها مصر ؛حيث كتب عنها كتابا كبيرا كما سوف نري في ذلك المقال . أما عن ريتشارد بوكوك نفسه من أسرة؛فلقد ولد في 19 نوفمبر 1704 في أحدي المدن الإنجليزية من اسرة متدينة شهيرة مما هييء له سرعة الترقي في المناصب الكنسية ؛وتلقي تعليمه في جامعة أكسفورد ؛ حيث درس القانون أولا .ولكنه تحول لدراسة اللاهوت بحكم وضع العائلة ؛ونال منصبا كبيرا في الكنيسة الانجليزية'> الكنيسة الانجليزية حتي وصل الي منصب أسقف أحدي المدن الانجليزية Bishop of Ossory . وخلال الفترة من ( 1733- 1741 ) قام بعدة رحلات إلي فرنسا وايطاليا والمانيا والنمسا . وفي خلال عام 1737 ؛تحول بوكوك الي زيارة بلاد الشرق ؛ حيث زار مصر وفلسطسن ولبنان وسوريا واسيا الصغريي واليونان . ولقد نشرت هذه الرحلات في كتاب شهير له بعنوان "وصف الشرق Description of of the East . ولقد مدح هذه الكتب كثيرا المؤرخ الانجليزي الشهير ادوارد جيبون Edward Gibbon (1737- 1794 ) وخلال الفترة من ( 1747- 1760 ) قام بوكوك بعدة رحلات الي ايرلندا . ولقد توفي أثناء قيامه باحدي الرحلات ؛وكان ذلك يوم 25 سبتمبر 1765 عن عمر يناهز 61 عاما تقريبا . ولقد أودع كل المخطوطات والرسائل التي كتبها في المكتبة البريطانية British Library

ولقد ترك لنا كل ذكريات الرحلات التي قام بها في مجموعة من الكتب نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل اليه :-
1- وصف للشرق وبعض المدن الأخري ملاحظات عن مصر A Description of the East and some other , London ,1743.


2- وصف للشرق وبعض المدن الاخري وتنقسم الي قسمين :- القسم الأول هو فلسطين أو الأرض المقدسة Palestine or the Holy Land ؛سوريا Syria ؛ بلاد بين النهرين Mesopotamia . القسم الثاني بلاد الارخبيل Archipelago ؛ اليونان Greece ؛ وبعض البلاد الأخري في أوربا .

3- جولة في اسكتلندا 1747 , 1750 , 1760 Tours in Scotland

4- رحلات حول انجلترا للدكتور ريتشارد بوكوك أسقف Meath The Travels through England of Dr .Richard Pococke


ولقد جاء ذكره في الموسوعة القبطية Coptic Encyclopedia حيث كتب عنه M .L .Bierbrier فقال عنه " هو ارجل دين ورحالة انجليزي ؛ ولد في ساوثمثتون ودرس في احدي المعاهد العلمية بجامعة اكسفورد . ثم زار مصر خلال الفترة من ( 1737- 1738 ) ووصل الي جزيرة فيلة . وفيما بعد نشر مذكراته عن هذه الرحلة تحت عنوان "وصف للشرق وبعض المدن الأخري في مجلدين ؛ وقد صدرا في لندن خلال الفترة من ( 1734- 1745 ) وهذا العمل يعتبر من أهم الأعمال التي كتبت عن الشرق حيث غطي تفاصيل كثيرة عن هذه المدن . ومازالت هذه المخطوطات التي تسجل هذه الزيارت محفوظة في مكتبة المتحف البريطاني تحت رقم Additions MSS 22995, 22997 – 8” "

ولقد كان بوكوك عضوا في أول مجمع علمي مصري ؛وأصبح سكرتيرا للمجمع خلال الفترة ( 1742- 1743) . ثم توفي في أيرلندا ودفن في كنيسة المسيح بأكسفورد Christ Church , Oxford . ( لمزيد من التفصيل راجع M . L . Bierbrire ;- Pocoke ., Richard , Claremont Coptic Encyclopedia – Claremont Colleges Digital Library ) .

ويذكر بيتر فرانس في مقدمة كتابه "إغتصاب مصر " ترجمة محمد مستجير ؛ حيث ذكر الرحلات التي قام بها ريتشارد بوكوك إلي مصر فقال عنها " وخاطر الأب بوكوك شوطا أبعد في عام 1737 ؛حيث أبحر في النيل حتي جزيرة فيلة . وعاد لينشر مجلدين بإسم وصف الشرق في عام 1734 – 1745 .( راجع الكتاب المذكور ؛ صفحة 20 ) .

وفي دراسة بالغة الأهمية للأستاذ سعيد رخا مدير متحف رشيد الوطني كتب عن ريتشارد بوكوك ؛ وبعد أن قدم تعريفا بسيرته الذاتية وأشهر رحلاته إلي مدن الشرق ومنها مصر وفلسطين وسوريا ولبنان وسوريا وآسيا الصغري واليونان ؛ونشرت هذه الرحلات فيما بعد في وصفه للشرق خلال الفترة من ( 1743- 1745 ) ركز الأستاذ سعيد رخا في دراسته علي مدينة رشيد حيث وصلها خلال نهاية شهر أكتوبر 1737 حيث وصفها فقال عنها " رأيت رجلا عجوزا طيب القلب وشاب في الثمانية عشر ؛وعندما سار هذا الاخير علي طول الشوارع ؛ قبل الناس يديه ؛وكذلك كان في أيام الجمعة ؛عندما أعتادت النساء علي زيارة المقابر ؛كان هؤلاء الرجال الجالسون يجلسون عادة عند المدخل ؛ كما ذكر بوكوك في مذكراته انه تحرك في 24 اكتوبر من مدينة الإسكندرية من اجل الانتقال الي روفترا ( رشيد حاليا ) كما أطلق عليها في كتابه بالتعاون مع القنصل لانجليزي؛حيث تم نقلنا عبر منفذ بحيرة والتي هي في الجزء السفلي من الفرع النيلي الكانوبي . وروفينا التي دعاها المصريون برشيد علي حافة فرع من فرع النيل هو " بولينيوم القديم "وواحد من أقدم الأماكن في مصر . يمتد بطول حوالي ميلين ويشرف علي أثنين أو ثلاثة من الطرق الطويلة . التلال حول هذه المدينة تظهر كما لو كما لو كانت الحواجز الحواجز القديمة من البلد الجميل من الدلتا . . أما في الشمال ؛ فإن حدائق البرتقال والليمون بمزارع أشجار النخيل وحقول الأرز والبحيرات الصغيرة تثير فرحة العين . وعلي الجانب الأيمن من النهر ؛علي بعد حوالي ميلين من روفيتا ؛يظهر أبراج مستديرة في الزوايا . وهناك قمت بتخليص قطع من الرخام الأصفر مغطاة بالكتابة الهيروغليفية . وفي خلال رحلتي في Rofetto ذهبت إلي بطريرك الإسكندرية اليوناني . ثم قمت ( أي بوكوك نفسه ) برسم خريطة صغيرة لسراديب الموتي في الإسكندرية ؛نيكوبوليس ؛ خريطة جزيرة لاتفيا ؛ علي مقربة من رشيد وكان ذلك خلال عام 1843 .


وبعد زيارة بوكوك للبطريرك اليوناني ؛غادر رشيد إلي صعيد مصر ثم بدأ في صعوده إلي متن باخرة للسفر إلي النيل في القاهرة الكبري ؛بعد ما بقرب من شهر في تلك المدينة ؛ حيث كان مفتونا بجهاز ارتفاع مقياس النيل ؛ثم اخذ قاربا إلي أخميم ؛حيث قضي عيد الميلاد في الدير القريب ؛ثم زار الكرنك والأقصر ؛حيث شاهد الآثار الشهيرة لمدة أربعة أيام ؛ثم أستقر في أسوان التي وصل إليها في أواخر يناير 1738 . ومن هناك أنتقل إلي ادفو وأسنا حيث زار المقابر الشهيرة للملوك ؛ وفي طريق عودته زار جرجا . ثم عاد إلي القاهرة في نهاية شهر فبرابر ؛ بعد غياب دام أثني عشر أسبوعا . وفي شهر مارس ؛ أبحر بوكوك من ميناء دمياط إلي يافا علي متن قارب للحجاج ؛وبعد رحلة أستغرقت عشرة أشهر من الأراضي المقدسة في الأراضي المقدسة ؛ عاد مرة أخري إلي دمياط عشية عيد الميلاد خلال عام 1738 . وبعد يومين أبحر إلي القاهرة حيث بقي فيها لمدة ثلاثة أشهر زار خلالها الاهرامات في الجيزة وسقارة في نهاية مارس ؛ثم توجه إلي جبال سيناء خلال فترة عيد الفصح ؛ وفي أواخر شهر ابريل رجع للقاهرة ورشيد والاسكندرية ؛حتي أنهي رحلته إلي مصر في 2 يوليو 1742 ؛حيث عاد إلي بلده ؛ونشرت هذه الرحلات فيما في وصفه للشرق كما ذكرنا سابقا .

ولقد وصف المؤرخ الشهير ادوارد جيبون في موسوعته الخالدة " تراجع وسقوط الامبراطورية الرومانية The History of the Decline and Fall of the Roman Empire ؛ حيث قال عنه أنه متعلم متفوق ؛ومن أكثر الأعمال التي صورها في كتبه ي تمثال ابو الهول الذي يظهره بأنف مكسورمنذ مئات السنين ؛ولقد كان جودة ملاحظاته وقدرته علي الرسم علي الخرائط والرسومات التخطيطية ؛ تجعله واحدا من أهم الرحالة في الشرق الأدني ؛حيث أحتل المرتبة الأولي مع فردريك لودفيج نوردون وكارستين نيبور في تحفيز إحياء المصريين في الفن والهندسة المعمارية .... الخ . ..... ... ولقد كرس بوكوك جزءا كبيرا من وقته لدراسة جوانب الثقافة المصرية ؛ويشتهر منها الكتاب الذي ظهر عام 1743 ليس فقط بوفرة الرسومات المعمارية ؛ولكن أيضا تفسيراته للتاريخ القديم والحديث ؛كما قدم بوكوك وصفا حيويا للحياة المصرية المعاصرة ؛وهذا الجانب من عمله هو الذي أكسبه سمعة رائدة في علم الإنسان ؛ ولقد جمع مجموعات رائعة من العملات والآثار ؛ثم شحن ذلك كله إلي والدته في إنجلترا ؛ وبعد وفاته تم توزيعها في مزاد . ويؤكد جيبون أن بوكوك قد أمضي الكثير من وقته في ضيافة الأجانب المقيمين في مصر ( راجع نص الدراسة بالكامل في :- سعيد رخا ؛ مدينة رشيد في عيون الرحالة والمستشرقين ) ( والشكر هنا للاستاذ سعيد رخا لأنه سمح لي بالاستعانة بدراسته القيمة في كتابة مقالي هذا ) .


ويبقي في النهاية حلم وأمل ؛هو العمل علي ترجمة هذه الكتب الخاصة برحلته الي مصر ؛ كذلك أيضا كتب الرحالة الأجانب الذين زاروا مصر علي مر السنين ؛ فهي أفضل مجال لدراسة التاريخ الاجتماعي والثقافي ؛ كذلك أيضا أدب الرحلات .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-M . L . Bierrbrire ;- Pococke ,Richard ;- Claremont Coptic Encyclopedia – Claremont Colleges Digital Library

2- Richard Pococke – Wikipedia
3- Richard Pococke – Irish Egyptology
5- Richard Pococke – Oxford Reference
6- Richard Pococke / British Museum

7- Pococke ,Richard ( 1704- 1765 ) traveler and Church of Ireland
8- Richard Pocoke (Author of Letters From Abroad ) – Good readers
9- سعيد رخا :- مدينة رشيد في عيون الرحالة والمستشرقين ؛ موقع علي شبكة الأنترنت .
10- زاهي حواس وآخرون :- شامبلبون ..... لوجران خطوات علي أرض مصر ؛المجلس الاعلي للآثار ؛2005 ؛ صفحة 20 .