كمال زاخر
ــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ رحيل وقدوم
ــــــــــــــــــــــــــــ
"الكتاب الأزمة" تابعته ثلاثاً، حال كونه مقالات، ثم كتاباً مجمعاً ومزيداً، ثم عودة ثالثة اليوم، بقراءة على خلفية الضجة التى احاطته، خلواً من أى انعكاس لرؤية شخصية، أُحمِّلها على سطوره،.

ـ فى مقدمة الكتاب تنبه الكاتبة إلى أننا أمام حدث تتجاوز كونه مجرد "جريمة قتل"، لأنه يأتى فى سياق "حلقة مستمرة من التآمر على البابا تواضروس، لكونه صديقه ومستشاره، وبغير اغفال لكون الأسقف تلميذ القمص متى المسكين، وتجيب على التساؤل الذى مازال يتردد عند كثيرين عن الدافع الذى يدفع "صحفية مسلمة" للكتابة فى شئون الكنيسة، فترد "ليس لدى إلا إجابة واحدة وهى أن الصحفى لا دين له؛ إذ أن انحيازه الأول والأخير للحقيقة لا لشئ آخر"، وتستطرد "وإن كانت الكنيسة قد استهوتنى ودخلت فى أجندة اهتماماتى منذ بداية عملى فى الصحافة، فلم يكن ذلك بعيداً عن تكوينى ونشأتى فى مجتمع مسيحى فى صعيد مصر عضدته بالدراسة والبحث والقراءة فى التاريخ الكنسى واللاهوت والعقيدة."

ـ تنطلق من رحيل البابا شنودة الثالث بعد أن تستعرض ما يتميز به كشخصية متفردة تاريخية فهو "الذى شكل وطوال أربعين عاماً جلس فيهم على سدة كرسى مارمرقس مصدراً وحيداً لكل شئ، فقد كان هو مصدر السلطة الكنسية، وهو ايضاً مصدر العقيدة واللاهوت، ومصدر التشريع"، وظلت تشريعاته وقوانينه وأحكامه قابضة وحاكمة ومسيطرة بتلك الكاريزما الهائلة التى امتلكها فسلب بها العقول والقلوب، وروح الزعامة التى استمدها من خلافه التاريخى مع الرئيس السادات جراء عزله وتحديد اقامته فى دير الأنبا بيشوى خمس سنوات، وكذلك من استاذيته كمعلم للاهوت الكنسى واسقف للتعليم قبل أن يكون بابا للكنيسة، وخبرته وتمرسه فى اللغة والشعر والكلام ..."

" كل تلك السمات الشخصية والظروف التاريخية جعلت من كنيسة ما بعد البابا شنودة أمراً محيراً"

ـ ثم تستعرض الكاتبة ما شهدته الكنيسة عقب رحيله واختيار من يدير الكنيسة فى المرحلة الانتقالية حتى اختيار بابا جديد، فيما يعرف بـ "القائم مقام" وكان الانبا باخوميوس، وتستعرض ترتيبات فتح باب الترشح والانتخابات، حتى تصل الى "الرابع من نوفمبر 2012" وما اسفرت عنه القرعة الهيكلية باختيار "الأنبا تواضروس" الأسقف العام ليصير البابا 118.

ـ تقترب الكاتبة فى عجالة من مشوار من قدمته القرعة للمنصب، الأنبا تواضروس، منذ طرق ابواب الدير ورحلته داخله، ثم انتقاله للخدمة كاهناً فى مطرانية البحيرة فى معية مطرانها الأنبا باخوميوس، ثم اختياره اسقفاً عاماً ليصير مساعداً لنفس الاب المطران وفى نفس ايبارشية البحيرة، وترشحه لمنصب البابا البطريرك، وتقول "لم يكن الأنبا تواضروس الأسقف المساعد بالبحيرة، يتخيل أنه يقترب من كرسى مارمرقس، ولم يطرح اسمه ضمن بورصة المرشحين وهكذا وجد البابا تواضروس نفسه على سدة كرسى مارمرقس، قادماً من الصفوف الخلفية للكنيسة، البعيدة عن العاصمة وصخب وسائل الإعلام".

ـ ترصد الكاتبة ظروف استلام البابا الجديد لمقاليد إدارة الكنيسة وتصفها بأنها "ظروف صعبة واستثنائية" "فبعد أقل من عام من وصوله إلى كرسيه، تدخل البلاد عام حكم الإخوان، ويجد البابا نفسه فى مشهد استثنائى، ففيما هو يحاول استيعاب ما يجرى فى الكنيسة يباغته المجال العام بتغيرات أخرى، ليجد نفسه حائراً ما بين داخل الكنيسة وداخل مصر".

ـ تتسارع ملاحقتها للأحداث ومشاركة الكنيسة والبابا فى خارطة الطريق، ومشاركة الاقباط فى حراك 30 يونيو 2013، ومشهد 3 يوليو الفريد، وزوال غمة الإخوان، وترصد الثمن الذى تحملته الكنيسة وهى تقدم عقب فض اعتصام رابعة 67 كنيسة محرقة على مذبح الوطن.