كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
 
إذا كنا نفاخر دومًا بدور وبطولات كتائب البطولة والفداء من أبناء قواتنا المسلحة والشرطة في معاركهم ضد قوى البغي والشر مرتزقة الإرهاب ، ويقدموا أرواحهم على مذابح العطاء الوطني على كل شبر من أرض وطننا الغالي ..  ..
 
وإذا كنا نثمن ونقدر بطولات كتائب  أهل البالطو الأبيض في كل مواقع العمل الطبي والصحي في معاركهم لمقاومة الفيروس الأشرس القاتل عبر الكرة الأرضية ، ويقدمون أيضًا أرواحهم بكل نبل وفداء وإيثار لتصحو أبدان مواطنيهم من جديد بكل ما أوتوا من فوة وعلم وولاء للوطن الغالي ..
 
فقد تابعنا في المقابل كتائب العمل الروحي التي تعمل منذ إعلان مواجهة أبناء الوطن لمخاطر الجائحة الفيروسية البشعة ... فقد أعلنت مؤسساتنا الدينية دعمها المالي والإنساني لكتائب الجيش الأبيض وتعليق إقامة الصلوات في المساجد والكنائس .. وإلى من عارضوا قرارات التعليق من قبل الإدارة الكنسية الأخبار التالية : 
 
أعلن الانبا مرقس مطران شبرا الخيمة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية إصابة ثلاثة كهنة بالايبارشية بفيروس كورونا المستجد، وأوضح المطران في تصريحات صحفية أن اثنين منهما يتلقون العلاج بالمنازل بينما الثالث فى المستشفى...ونصح المطران باتباع إجراءات الصحة والتباعد وارتداء الكمامة والوعى بخطورة الأم مطالبًا أن يرفع الجميع قلوبه لله لكى يرفع الوباء .
 
في ألمانيا : أعلن مسؤول محلي اليوم أن قداساً أقيم مؤخرا في كنيسة بمدينة فرانكفورت الألمانية أدى حتى الآن إلى إصابة 112 حالة مؤكدة بفيروس «كورونا المستجد»، مضيفاً أنه يُجرى تعقب العديد من سلاسل العدوى الأخرى.ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رينه جوتشالك، رئيس هيئة الصحة المحلية في فرانكفورت، قوله إنه يجري فحص 150 شخصاً آخرين بعد اتصالهم بأولئك الذين ثبتت إصابتهم.وحسب البيانات، حضر القداس، الذي أقيم في الكنيسة البروتستانتية المعمدانية بفرانكفورت قبل أسبوعين، 180 شخصاً، ووقع العديد من الإصابات عقب ترك المصلين الكنيسة.وكانت الكنيسة قد أكدت في بداية الأمر الالتزام بكل إجراءات النظافة والتباعد الاجتماعي السارية حالياً للحد من تفشي الوباء، إلا أن بياناً نشرته على موقعها الإلكتروني أظهر اعترافها بوجود أوجه قصور.وجاء في البيان: " بمراجعة ما حدث، سيكون من الملائم لنا ارتداء أغطية الفم والأنف الواقية خلال القداسات والامتناع عن الإنشاد الديني...
 
أرى اذا كان للكنيسة والمسجد من أدوار هامة للمشاركة في تلك المعارك اليومية لمقاومة ذلك الفيروس اللعين  فهو دور توعوي لدعم جهود المنظومة الصحية والدولة في حربنا لمواجهة والتصدي للفيروس، وقد كنت اتوقع وانتظر دور توعوي روحي واجتماعي وتنويري وإنساني من بيت العائلة بقيادة الازهر الشريف والكنيسة في تنفيذ بعض الأعمال المشتركة التي ترسخ على قيم مشتركة تدعوا اليها الاديان السماوية.
 
لاشك ان دور المؤسسة الدينية هام جدا في هذا التوقيت الحرج، ومتاح عبر كل وسائل الميديا الحديثة والقنوات الفضائية، اما بالنسبة للعلاقة الروحية بين اؤسساتنا الدينية فهي متاحه وموجودة من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال المباشر عبر استثمار آليات التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصالعلى الهواء  فلا حاجة للبحث عن وسائل لإعادة الفتح مع مراعاة الأمور الاحترازية لان اي تجمعات فيها مخاطر على الإنسانية والوطن.
 
يا رموزنا الدينية اعملوا معروف أنيروا العقول والأفئدة برسائل توعوية تبعث الطمأنينة والسلام لا الخوف والرعب من عقاب سماوي لقاء ما ارتكب تابعوكم من معاصي .. حدثوهم عن التكافل الاجتماعي ..حدثوهم عن أدوارهم نحو المريض وأهل شهيد كورونا .. علموهم أن الأديان ترفض التنمر وتنادي باحتواء الضعيف ..ارسلوا في النفوس أناشيد السلام والأمل .. علموهم كيف الامتنان لمن يدافعون عنا في كل ميادين الفداء والولاء لمصرنا وشعبنا العظيم ..