سليمان شفيق
يخيم القلق على الشارع الأوروبي جراء الأعداد المتزايدة للمصابين بفيروس كورونا وتفاقم انتشار الموجة الثانية من الوباء. وهذا ما دفع مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى حث الدول الأعضاء على التحرك بسرعة، وقد ناهزت أعداد المصابين 3 ملايين شخص وتجاوزت 180 ألف حالة وفاة في دول الاتحاد، فيما قالت ستيلا كيرياكيدز، مسؤولة الصحة والأمن الغذائي في المفوضية الأوروبية، إن "الوضع في بعض الدول الأعضاء أسوأ حتى من فترة الذروة في مارس الماضي. وذلك يعني أن الإجراءات الاحترازية التي تم اعتمادها سابقا لم تكن فعالة بشكل كافٍ". ويبقى السؤال الأبرز: هل سيعاد تطبيق حالة العزل التام؟ مع الأخذ في الاعتبار حالة الاقتصاد المُثقل بآثار الموجة الأولى من الوباء.

لذلك دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر في أوروبا جراء معدلات "مقلقة" لانتقال عدوى فيروس كورونا في القارة. وقال المدير الإقليمي للمنظمة في المنطقة، يجب أن تكون أعداد الإصابات التي سجلت في سبتمبر  بمثابة جرس إنذار لنا جميعا".

وأفاد، في مؤتمر صحفي "على الرغم من أن هذه الأرقام تعكس وجود عمليات فحص شاملة، إلا أنها تكشف كذلك عن معدلات مقلقة لانتقال العدوى في أنحاء المنطقة".

 فمنذ بضعة أيام، تواجه إيطاليا التي تفشى فيها الفيروس بشكل واسع في مارس وأرهق نظامها الاستشفائي، ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات بالمرض خصوصا بسبب التنقلات والنشاطات الصيفية للمصطافين. وبحسب آخر حصيلة رسمية نُشرت الأحد، سُجلت 1210 إصابات جديدة بكوفيد-19 في البلاد خلال 24 ساعة. ويرتبط ثلث الإصابات المسجلة في منطقة روما بأشخاص عائدين من عطل في جزيرة سردينيا.

ورغم الارتفاع المفاجئ في عدد الإصابات، أراد وزير الصحة الإيطالي روبيرتو سبيرانزا أن يكون مطمئنا الأحد معتبرا أن الوضع تحت السيطرة ومستبعدا فرض عزل عام مجددا في بلاده. لكن على المستوى المحلي، يتزايد القلق. فقد اقترح رئيس منطقة كامبانيا المحيطة بنابولي الحد من التنقلات بين المناطق من الآن وحتى عودة التلاميذ إلى المدارس.

يستمر عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا في فرنسا بمنحاه التصاعدي بعد تسجيل رقم قياسي جديد بلغ 16096 حالة خلال 24 ساعة مساء الخميس. وإلى جانب هذا تابعت نسبة الاختبارات الإيجابية ارتفاعها أيضا لتبلغ 6,5% مقابل 6,2 الأربعاء و5,4% الأسبوع الماضي. كذلك احتاج 718 مريضا للعناية المركزة بزيادة 43 شخصا عن اليوم السابع.

أظهرت البيانات الصادرة مساء الخميس عن مديرية الصحة العامة الفرنسية تسجيل 16096 إصابة جديدة بفيروس كورونا في غضون 24 ساعة في البلاد، وهو رقم قياسي منذ إطلاق اختبارات الكشف عن الفيروس على نطاق واسع.

وقالت مديرية الصحة إنه بينما تم الإعلان عن إجراءات احتواء جديدة الأربعاء الماضي ، توفي 52 مريضا بكوفيد-19 خلال 24 ساعة في المستشفى.

وسجّل الرقم القياسي السابق الأربعاء، مع أكثر من 13 ألف إصابة جديدة.

وفي مؤشر إلى تنامي المسار الوبائي، ارتفعت مجددا نسبة الإصابات بين الذين خضعوا لاختبارات، فبلغت 6,5% مقابل 6,2% الأربعاء و5,4% الأسبوع الماضي.

واستقبلت المستشفيات في الأيام السبعة الماضية 4258 مريضا جديدا بينهم 718 احتاجوا إلى العناية المركّزة، بارتفاع 43 عن مساء الأربعاء الماضي.

ومنذ بداية الأزمة الوبائية، سجّلت في فرنسا 31511 وفاة على الأقل لأسباب متصلة بالوباء، بينها 20940 في المستشفيات.

وفي إحاطتها الأسبوعية الخميس، أشارت مديرية الصحة إلى "ارتفاع مطّرد (في أعداد) الداخلين إلى العناية المركّزة" وإلى "تسارع انتقال عدوى سارس-كوف-2 بين الذين يبلغون 65 عاما وما فوق.

كما شهدت بريطانيا اول امس الخميس ارتفاعا قياسيا في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد بلغ أكثر من سبعة آلاف حالة، وهو ما حدا بالحكومة البريطانية إلى رفع حالة التأهب لمواجهة الوضع الوبائي المتفاقم وإصدار الأوامر بإغلاق المطاعم والحانات الساعة العاشرة مساء، وفرض ارتداء الكمامات مع تطبيق غرامات مالية على المخالفين للمرة الأولى منذ بدء اتخاذ التدابير الوقائية.

في الولايات المتحدة، صادق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الأحد على استخدام بلازما المتعافين من فيروس كورونا المستجد، لعلاج المصابين بالوباء. ووصف ترامب الإعلان بأنه "اختراق تاريخي" في مسار علاج كوفيد-19، من شأنه "إنقاذ عدد كبير من الأرواح". لكن إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية "إف دي إيه" ذكّرت بأنه لا يوجد حتى الساعة دليل رسمي على أن استخدام البلازما فعّال

ويقول الطبيب لين هوروفيتس المتخصص في الأمراض الرئوية في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك إن "بلازما المتعافين مفيدة على الأرجح، على الرغم من أن هذا الامر غير مثبت بتجارب سريرية، لكنه ليس علاجا إنقاذيا لمرضى مصابين بعوارض حادة".
الوضع العالمي

ارتفع بنهاية شهر اغسطس بلغ عدد الوفيات جراء فيروس كورونا حول العالم ليصل إلى 805,470 شخصا منذ أن ظهر في الصين نهاية ديسمبر، بحسب تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية عند الساعة 11,00 (ت غ) الأحد.، وشددت دول عدة قيودها لمجابهة ارتفاع جديد في الوفيات والإصابات وسط مخاوف من وصول موجة ثانية أكثر شراسة.

والولايات المتحدة التي سجلت أول وفاة بكوفيد-19 مطلع فبراير، هي البلد الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات مع تسجيلها 176,371 وفاة تليها البرازيل (114,250 وفاة) ثم المكسيك (60,254 وفاة) والهند (56,706 وفاة والمملكة المتحدة (41,423 وفاة))