د. مينا ملاك عازر

أفكاري في رأسي، ومقالاتي وإن -لا قدر الله- تم إعدامي، لن تعدم، ولن تعدموا أفكاري، لكني أتحدث عن المصارع الإيراني الذي أعدمته الدولة الإيرانية بتهمة مقتل حارس أمن أثناء احتجاجات عام 2018، وبعيداً عن شهادة الأم التي قالت أن الدولة الإيرانية ضغطت وعذبت ابناءها حتى شهدوا بعضهم على بعض حتى أن شقيق أفكاري الرياضي والمصارع الإيراني، حكم عليه بحكمين أحدهما أربع وخمسين عام والآخر سبع وعشرين عاماً، وبعيداً عن تغريدة المحامي الخاص بالمصارع الإيراني بأن اللقطات التي أخذت دليلا على اتهام الرياضي الإيراني في مقتل حارس الأمن كانت قبل وقوع الجريمة بساعة، وأنه لا يوجد فيديو واحد يوثق تلك اللحظة ويشهد على أفكاري، لكنني أحب أن اركز على مواقف اللجنة الأوليمبية العالمية التي رفضت ما قامت به الحكومة الإيرانية من إعدام للمصارع والبطل الوطني الإيراني، كما أنني وإن تغاضيت عن تصريحات ترامب التي كانت تدعو لعدم إعدام أفكاري، لا يمكنني أبداً أن أغض النظر عن موقف أكثر من خمس وثماني ألف رياضي عالمي يشجبون ما قامت به إيران ونددوا به وطالبوا بعدم مشاركتها في أي احتفاليات رياضية. 
إيران قتلت أفكاري، وهو بطل وطني لرياضة يقدرها الجميع وذات شعبية جارفة في إيران، قتلته لأنه رمز شارك في الاحتجاجات الشعبية التي قامت ضد الحكومة الإيرانية، بغض النظر وحسب رأيي عن ضلوعه في مقتل حارس الأمن أم لا، تحلق الجماهير حول رمز كهذا، ذو شعبية جارفة أمر يقلق النظام الإيراني الذي لا يحب سوى نفسه، ولا أعتقد أنه حتى يحب بلاده، فقط يبحث عن إنجازات وانتصارات إقليمية ولو باهتة، خاصة وأنه يتورط في لبنان في أزمات طاحنة تكاد تعصف بشعبية حزب الله بعد كارثة مرفأ بيروت وانكماش مده في سوريا .
 
إيران نظام اقتصادي يعاني، ولولا العلاقات الأوربية الإيرانية لعادت إيران مرة أخرى في عزلتها، يتأزم الموقف أكثر وأكثر حينما تقفز إسرائيل بمعاهدة السلام للإمارات ومنها للبحرين، تكاد تلامس بنفسها الحدود الإيرانية، وهو ما يزعج النظام الإيراني خاصة أن البحرين التي تتميز بأغلبية شعبية شيعية كانت تحلم إيران أن تمد وتبس نفوذها عليها، كل هذا تقلص وتوانى وتلاشى بعد ما جرى من سلام بينها وبين إسرائيل، أي أن النظام البحريني تقارب مع العدو الإسرائيلي العدو للنظام الإيراني. 
 
الموقف يزداد تأزماً على النظام الإيراني إقليمياً ودولياً لم يعد له سوى الحوثيين في اليمن منفذ وملجأ، ومنفذ للانتصارات على الجانب السعودي، تهديداً للحدود الجنوبية، لذا أتوقع المزيد من المحاولات والهجمات على السعودية التي  تطالها قبضة يد الإيرانيين، ولكنني في المقابل أتوقع المزيد من ضبط النفس السعودي لتفويت الفرصة لإشعال حرب في المنطقة.
 
المختصر المفيد العالم يئن.