كتب – محرر الأقباط متحدون

قال الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية، " إن المرأة كانت حاضرة وبعمق منذ نزول الوحي الشريف، ومرورًا بالمراحل التاريخية المتعاقبة".
 
جاء ذلك في حواره الأسبوعي في برنامج " مع المفتي " المُذاع على " قناة الناس "، مضيفًا أنه عند قراءة التاريخ قراءة صحيحة ومتفقة مع الروايات الثابتة نلحظ أن حضور المرأة كان واضحًا وبشدة في شخص السيدة خديجة في مرحلة مكة المكرمة، ثم بعد ذلك قادت المسيرة العلمية أمنا عائشة، فقد شهد لها النبي بالعلم؛ فقال: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" ويقصد أمنا عائشة، فضلًا عن بقية أمهات المؤمنين وفضلًا عن الصحابيات.
 
واستشهد فضيلته ببعض الأمثلة التي تؤكد وبوضوح فقه المرأة وحواراتها العلمية الآية تنصب حول فهم النص، كالصحابية سُبَيْعَة الأسلميَّة، فقد توفِّي عنها زوجها، وهي حاملٌ، فولدت بعد وفاة زوجها بقليل، فلمَّا وضعت حملها تجمَّلت للخطَّاب؛ فهمًا للآية " وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ " (سورة الطلاق 4)، فقال لها بعض الصحابة إن عدتها لم تنته بعد استنادًا لقوله عز وجل " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا " ( سورة البقرة 234)، فأشار عليها بعض الصحابة بسؤال النبي قالت سبيعة: فسألت النَّبي عن ذلك فأفتاني بأنِّي قد حللت حين وضعت حملي، وأمرني بالتَّزويج، إن بدا لي.
 
وأضاف فضيلة المفتي أن هذا النموذج وغيره يؤكد حضور المرأة في عصر النبي، وهذا لا يقلل من شأن الصحابة الرجال، بل يؤكد شغفهم الشديد لمعرفة الحكم الشرعي، ولطرق استنباط المناهج الفقهية.
 
وأكد فضيلة المفتي أننا أمام نموذج يجب أن يستثمر في وقتنا الحاضر، بل ويجب أن نفخر بأن المرأة المسلمة كانت مشاركة وبفعالية في كل المشاهد الوظيفية والقضائية ومشاهد إبداء الرأي والمشهد العلمي على مر العصور الإسلامية.
 
وأضاف فضيلته أن من يقرأ هذه المرحلة من الزمن والحركة اليومية والأخذ بالأسباب ويتلمس ما عند الحضارات الأخرى في الأزمنة المختلفة بعد رسول الله يعطينا رسائل واضحة بأن الإسلام لم يتقوقع، بل نجد أنه أعطى المرأة والرجل كافة الحقوق ليعمروا هذا الكون محققين المصلحة في الدنيا والآخرة.