تحتفل هيئة الأمم المتحدة في هذا الأيام بمرورح 75 عاماً على تأسيسها، وتمثل تلك الأيام بالتحديد الترتيبات والتنسيقات الأخيرة لإعلام ميثاقها الرسمي.

وكان تأسيس تلك المنظمة في وقت دقيق مع نهاية الحرب العالمية الثانية، والذي نتج عنها صعود قوى إقليمة على حساب الأخرى، حيث كانت إحدى المهام الأساسية لتلك المنظمة هي محاولة تفادي الأخطاء التي سبقتها إليها «عصبة الأمم»، ومنع حدوث حرب عالمية مرة أخرى.

وهو الأمر الذي حدث بالفعل، لكن هل بذلك تكون أنهت مهمتها؟

يرى آيان بريمر، أستاذ الجغرافيا السياسية التطبيقية بجامعة كولومبيا، في مقال نشرته مجلة "تايم" الأمريكية، أن الأمم المتحدة فقدت أحد أدوارها؛ حيث النظام الدولي الموجود في حالة من "الفوضى، ولا يوجد شرطي عالمي لفرض القواعد، في الواقع، لا توجد قواعد، الدول تفعل ما تشاء إلى حد كبير - الشيء الوحيد الذي يمنعها هو أن تعمل الدول الأخرى ضدها".

وأضاف بريمر: "في بعض الأحيان، تكون إجراءات مثل العقوبات الاقتصادية كافية، في بعض الأحيان، لا يكونون كذلك - فالسلاح النهائي الذي يتعين على الدول أن تبقي الآخرين تحت المراقبة هو التهديد بالعنف أو الحرب الشاملة".

ومن أبرز الأسباب التي تعكس ذلك، في وصف بريمر، عدم التفاعل مع بداية العالم في التحول بسقوط جدار برلين، ثم تفكك الاتحاد السوفيتي، ثم جاء الحادي عشر من سبتمبر ، ثم الأزمة المالية العالمية، وهلم جرا.

وتابع: "مع كل تلك التقلبات لكن الأمم المتحدة ظلت على حالها في الغالب، فقد تم تجميد هياكل السلطة التي أنشأتها عام 1945 لتعكس موازين القوى في ذلك الوقت، يُحسب له أن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، يعترف بهذا: "أعتقد أن الهيكل الحالي عفا عليه الزمن في العديد من الجوانب".

واختتم: "وأحد الأمثلة على فشلها في العمل الجماعي، كالكفاح ضد ظاهرة الاحتباس الحراري، وهي الجهود التي أدت إلى اتفاقية باريس للمناخ. لكن لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أثبت أمريكا أن الأمم المتحدة ليس لديها قدرة حقيقية على ضمان الالتزام بالنظام الذي أقامته.