كمال زاخر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ البابا الجديد يعيد ترتيب البيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ تتبع الكاتبة التغييرات التى يجريها البابا الجديد فى محاولته اعادة ترتيب ادارة البيت من الداخل، فيأتى الانبا رافائيل سكرتيراً عاماً للمجمع المقدس، بالانتخاب، "بعد سنوات قضاها الرجل الحديدى الأنبا بيشوى فوق هذا لكرسى أدار من خلالها لجنة المحاكمات الكنسية، وقد كان مجرد ذكر اسمه يرهب الأساقفة والقساوسة بعدما أحال كثيرين للجان المحاكمة، عزل كهنة وأعاد اساقفة لأديرتهم، إلا أن لحظة التغيير تلك لا تتطلب وجوده، فيعود الرجل الحديدى إلى إيبارشيته وديره يكمل دروسه اللاهوتية كأشهر واعظى الكنيسة وأكثرهم تشدداً أيضاً، وسيبتعد عن الأضواء ربما حتى وفاته".

ـ وتستكمل الكاتبة خريطة التغييرات، وابرزها تجليس الانبا دانيال اسقفا للمعادى، والأنبا يؤانس اسقفا لأسيوط، والأنبا يوليوس لإدارة اسقفية الخدمات. "يتبقى أمام البابا ـ بحسب الكاتبة ـ حجر عثرة واحد لا يستطيع أن يحركه... الأنبا ارميا الذى يظل حتى اليوم رئيساً للمركز الثقافى القبطى، والذى تحول صلابته وقوة علاقاته دون نقله".

ـ ويبدأ اسم الأنبا ابيفانيوس فى الظهور على الساحة، ويبدأ اسمه يتردد فى الإعلام عام 2013 بعد اختياره كرئيس للدير الذى ارتبط اسمه بالأب متى المسكين، دير الأنبا مقار، وفى الصحراء الشرقية يبرز اسم الأنبا بافلى الذى يختاره البابا لخدمة واحدة من مناطق القاهرة كثيفة الحضور القبطى "عزبة النخل" ثم ينتقل للعمل كنائب بابوى لمدينة الاسكندرية، وتعلق الكاتبة "وهكذا يستمر البابا فى تشكيل فريقه الجديد ممن يرى فيهم ما يمثل توجهاته الانفتاحية ورؤيته فى العلاقة مع الكنائس الأخرى التى كانت أكثر انغلاقاً فى عصر البابا شنودة واتسمت بالانفتاح فى عصر البابا تواضروس".

ـ تحت عنوان "تشكُّل الجماعات المناهضة للبابا"، تقترب الكاتبة فى حذر من دوائر الازمة، والتى بدأت مع محاولات البابا الجديد حل واحد من اكثر الملفات "الإجتماعية ـ الدينية" المتأزمة "ملف "الأحوال الشخصية" وبدأ بتقسيم المجلس الاكليريكى "المختص بالاحوال الشخصية" المركزى الى ستة مجالس فرعية موزعة جغرافيا بامتداد الكنيسة داخل مصر وخارجها، واسنادها الى عدد من الاساقفة بعد أن كانت كلها تخضع للأنبا بولا اسقف طنطا،

وتتشكل حملة للهجوم على البابا، مع كل خطوة فى اتجاه الاقتراب من امور استقرت فى الممارسة الكنسية، ومنها حلحلة أزمة الطلاق والاحوال الشخصية، وقبلها أزمة صنع زيت "الميرون"، وموقف الكنيسة من الزواج المدنى، ويواجه البابا ربما لأول مرة مظاهرات احتجاجية من متضرري الأحوال الشخصية اثناء اجتماع الأربعاء الاسبوعى ـ يونيو 2015 ـ فيتعطل الاجتماع، ثم يتوقف، ليعود بعد فترة انقطاع متنقلاً كل اسبوع فى كنيسة مختلفة،

ولأول مرة يصدر عن القمص رويس مرقص وكيل البطريركية بيانا يعلن فيه تعرض البابا لحملة هجوم ممنهجة للنيل منه، ويلوذ البابا بالصمت، ويسعى البيان لتوضيح ابعاد قرارات البابا وموقفه من قضايا الاحوال الشخصية وحرصه على الالتزام بقوانين الكنيسة، والتواصل مع شعبه، ويؤكد البيان على "أن بطريرك الكنيسة يقبل، بحب، الاختلاف معه فى الرأى بل ويرحب بذلك ويسعى لسماع وجهات نظر مختلفة ويهتم بكل رأى، ولكن فى إطار من الاحترام واللياقة، وكثيراً ما يحتوى الرأى بالصبر والمحبة.

ـ تقترب الكاتبة خطوة من جوانب تصعيد الحملة الممنهجة على البابا، فتتناول ظهور "جماعة اطلقت على نفسها (حماة الإيمان)"، والتى بدأت بالتصدى لمتضررى الأحوال الشخصية ومناظرتهم ، لكنها سرعان ما تحولت عبر السوشيال ميديا الى منبر لترصد تحركات البابا فى سعيه للاقتراب من الكنائس الأخرى، ومعارضته. عبر العديد من الصفحات ذات الاسماء الحركية مجهولة الهوية.

ـ ثم تستعرض الكاتبة زيارة بابا الفاتيكان للقاهرة ـ ابريل 2017 ـ وما اسفرت عنه من اتفاقية قبول المعمودية، بين الكنيستين، وما اثارته من جدل، واعلان اسقف الفيوم رفضه لها، وتصعيده للحملة ضد البابا، ومعه اساقفة التيار المتشدد الذين، بحسب الكاتبة، "شنوا حملة شعواء ضد الأمر ورفضوا الاتفاقية مما اضطر الكاتدرائية لتغيير نصها بعد التوقيع عليها من (قبول معمودية الكاثوليك) لـ (نسعى جاهدين لعدم اعادة المعمودية).