زهير دعيم
الظّرف الحالي ؛ ظرف الخوف من وباء الكورونا ، هو ظرف قاسٍ ، شرس وقاهر ، يُلفّع النّفوس بالملل مرّة والخِشية والرّعب مرّات ..

   والسؤال المطروح هو :
 إلى متى ؟!!  الى متى سيبقى هذا الفايروس الصّغير و اللعين يُمسك بخِناق البشرية ويشلّها شلًّا ، ويهشم كبرياءها ويدوس كرامتها ، ويُفقر حالها وأحوالها؟
 الى متى ؟
 هل من بصيص أمل ؟

هل من بارقة في آخِر النّفَق ، الذي حتّى اليوم لا نرى آخِره...
   كلّ هذه والبشرية ما زالت تهرول أكثر فأكثر  نحو دروب سدوم وعامورة ؛ كيف لا !!! والشّرّ يستطير ، والعنف يُعربدوالعدل يتبخّر ،  والطّمع يُحلّق،  والانشقاقات تزداد يومًا بعد يوم ، ناهيك عن الإنحلال الخُلُقيّ المُهيمن .

    لقد وضع الانسان نفسه مكان الله ، فجاءت الكورونا لِتُعرّيَهُ حتى من ورقة التّين ، فبانَ عجزه ، وظهر قصوره  ، وأضحى موضع شفقة .
فالعالم أضحى مشفىً واحدًا كبيرًا ، والكِمامة أضحت جزءًا لا يتجزّأ من الحياة ، نفطر ونتعشّى بها ومعها ، ومن يدري فقد ننام معها غدًا في فصل الشتاء.
   هناك مَن يقول : " قرّبَت "
 وهناك من يقول : " آخِر الأيام "

 وهناك من يُطمئن أن المصل الواقي على الطّريق !!!
 ويبقى السؤال هو : كم طول هذه الطريق ؟
   وحتّى يأتي المصل ، وحتى تُفرَج  ، دعونا نرفع عيوننا نحو السّماء ، نحو ربّ العَرَش ؛ نعود كما الإبن الضّالّ ، نادمين ، تائبين ، متضرّعين فأنا على يقين لا تشوبه شائبة،  أنّ إله السماء أب ولا أحنّ ، يترّأف علينا ، يحمينا و يحفظنا .
 ألَسنا صنع يديه ؟ ألسنا أولاده ؟

 فالمصل الواقي الحقيقي هو هو العودة الى ربّ السماء ، فهو القادر على محق الأوبئة..
 زرع الربّ حدائق أيامكم صحّة وهدأة  بال ٍ وطمأنينة .