بقلم: أمانى موسى
يختزله الأرثوذكس في حفنة من الطقوس التي باتت مع الوقت خالية من روح العبادة الحقيقية، مع التلويح من آن لآخر بالجحيم المنتظر للجميع فيما عدا المؤمن المواظب على الأصوام والطقوس!! لتتحول إلى ألة ممارسة طقوس مفرغة من أي علاقة حقيقية.
 
يختزله الإنجيليين في حفنة من التسابيح التي تنهك الجسد والعقل لتصل به إلى مرحلة من النشوة أو اللا وعي، واختزال صورة الله على أنه الإله ذو العصا السحرية الذي يجول يصنع المعجزات والمعجزات والمعجزات! لتتحول إلى بائس يقف في الطابور انتظارًا لواحدة منهم!
 
يراه الإرهابيين ذلك الشخص الدموي الشره لدماء البشر باستمرار وجنته المزعومة مفروشة بجماجم البائسين من البشر وعضامهم المسحوقة! لتتحول إلى إرهابي قاتل سفاح بدرجة امتياز انتظارًا للجنة المزعومة الممتلئة عن أخرها بالملذات الجسدية .
 
بينما الملحدين يرونه شخص كوميدي شرير يتلذذ بما يحدث على مسرح الأرض من تمثيليات قتل وترويع وأمراض وهو يديرها ببراعة وتلذذ بآلام البشر!!
ترى أين الله الحقيقي من بين كل هذه الصور "المشوبة الشوهة"؟ هل هو الإله الدموي القاتل، أم صاحب العصا السحرية لحل المشكلات أم المتواجد والمستقر داخل مجموعة الطقوس أم الإله المازح المتلاعب بأقدار البشر ومصائرهم؟
 
تصوراتنا عن الله هي نتاج عقولنا وشخصياتنا ونفسياتنا.. ومن ثم ننقل تشوهاتنا النفسية والشخصية لصورة الله، ونحده بإطار معين، وهو بريء من كل هذه الصور المشوبة المشوهة التي يروجها الآخرون عنه وكأنها "هو".