في مثل هذا اليوم 22 سبتمبر1919م..
قيام حكومة الاحتلال البريطاني بتشكيل لجنة عرفت باسم لجنة ملنر للتحقيق في أسباب اشتعال الثورة المصرية المعروفة بثورة 1919، وتقديم مقترحات لتنظيم الأحوال في مصر التي اشتعلت فيها الثورة بقيادة سعد زغلول..

ألفرد ملنر، الڤايكونت الأول ملنر KG, GCB, GCMG, PC (23 مارس 1854 - 13 مايو 1925)، كان رجل دولة ومدير مستعمرات بريطاني لعب دور قيادي بارز في صياغة السياسة الداخلية والخارجية فيما بين منتصف عقد 1890 حتى أوائل عقد 1920. وكان أيضا شخصية محورية في الإمبراطورية البريطانية في الأحداث التي أدت إلى قيام الحرب الأنگلو بويرية في عام 1899–1902، وأثناء عمله كمفوض عام، اشتهر بالإضافة إلى ذلك لاشرافه على جمع الأعضاء الشباب للخدمة المدنية الجنوب أفريقية، والتي تعرف بشكل غير رسمي باسم كيندرگارتن ملنر، الذين في بعض الحالات، أصبحوا أنفسهم شخصيات بارزة في ادارة الامبراطورية البريطانية. في الرمحلة الأخيرة من حياته، من ديسمبر 1916 حتى نوفمبر 1918، كان من أبرز أعضاء مجلس وزراء الحرب برئاسة ديڤيد لويد جورج..

بالرغم من أنه كان مخول لتطبيق القانون بعد أن دُعي إلى the bar في إنر تمپل عام 1881، فقد إنضم إلى طاقم پول مول گازيت تحت رئاسة جون مورلي، ليصبح مساعد رئيس تحرير وليام توماس ستيد. عام 1885 ترك الصحافة من أجل عمل سياسي محتمل كمرشح ليبرالي لقسم لندن في مديلسكس، لكنه خسر في الانتخابات العامة. بعد تقلده منصب السكرتير الخاص لجورج گوشن، ترقى عام 1887، عندما أصبح گوشن مستشار الخزانة، وبعد عامين، استخدم نفوذه لتعيين ملنر مساعد وزير المالية في مصر. ظل في مصر أربع سنوات، تزامنت فترة منصبه مع الاصلاحات الكبرى الأولى، بعد درء خطر الإفلاس. عاد إلى إنگلترة عام 1892، ونشر إنگلترة ومصر، والذي على الفور، أصبح رواية موثقة للعمل الذي تم منذ الاحتلال البريطاني. لاحقاً في العام نفسه تم تعيينه رئيس مجلس ادارة إنلاند رڤنو. عام 1894 مُنح CB وفي عام 1895 KCB.

ظل ملنر رئيس مجلس ادارة إنلاند رڤنو حتى عام 1897. كان يعتبر واحداً من أنزه المسئولين البريطانين وأكثرهم حكمة، وكان منصبه كرجل الآراء الليبرالية المعتدلة، الذي كان على ارتباط وثيق بگوشن في الخزانة، كرومر في مصر وهيكس-بيتش (لورد سانت ألدوين) وسير وليام ڤرنون هاركورت في إنلاند رڤنو، جعله الشخص الذي قد يمتلك ثقة الجميع. لحظة اختبار قدرته في أقصى سعتها حانت الآن.

في أبريل، استقال لورد روسميد من منصبه كمفوض أعلى في جنوب أفريقيا وحاكم مستعمرة الكيپ. تسبب في هذا الوضع جيمسون ريد الذي كان واحداً من أكثر الأشخاص حساسية وصعوبة، وجوزف تشامبرلين، السكرتير الاستعماري الآن، واختير ملنر خلفاً لروسميد. وتمت الموافقة على الاختيار ودياً من قبل زعماء الحزب الليبرالي واعترف به بترحام في 28 مارس 1897 في عشاء وداع على شرف رئيس الوزراء المستقبلي هربرت هنري أسكويث. وتم التعيين علانية لكونه رجل دولة بريطاني مقبول، موضع ثقة العامة، والذي قد يذهب لجنوب أفريقيا للنظر في جميع الظروف، ولصياغة السياسة التي يبنغي أن تجمع بين التمسك بالمصالح البريطانية مع محاولة التعامل العادل مع حكومات ترانسڤيل ودولة أورانج الحرة.

وصل سير ألفرد ملنر الكيپ في مايو 1897 بعد صعوبات مع الرئيس كروگر على قانون أليانز الذي تم تعديله، وكان حراً بحلول أغسطس لاطلاع شخصياً على البلاد والشعوب قبل اتخاذ تقرير الخطوط الرئيسية للسياسة التي سيتم تبنيها. بين أغسطس 1897 ومايو 1898 سافر في مستعمرة الكيپ، محمية بتشوانالاند، رودسيا وباسوتولاند. كان ذلك أفضل لتفهم وجهة نظر الكيپ الهولندية وبرجوازيو ترانسڤيل ودولة أورانج الحرة، وتعلم ملنر أيضاً في تلك الفترة الهولندية و"التآل" الجنوب أفريقية. توصل إلى استنتاج أنه لن يكون هناك أمل في السلام والتقدم في جنوب أفريقيا في الوقت الذي لا يزال فيه "خضوع بريطاني دائم للهولنديين في إحدى الجمهوريات".

كان ملنر يشير غلى الوضع في الترانسڤيل، فيما بعد اكتشاف الذهب، توافد الآلاف من طالبي الذهب من أوروپا، لكن معظمهم بريطانيين. تدفق الأجانب هذا، أٌشير إليه باسم "الغرباء" Uitlanders، مهدداً جمهوريتهم، ورفض كروگر رئيس الترانسڤيل منح "الغرباء" الحق في التصويت. الفلاحون الأفريكانيون، المعروفون بالبوير، قاموا بتأسيس الترانسڤيل كأرضهم الموعودة، بعد الترك الكبير الذي خرجوا أثناؤه من مستعمرة الكيپ، والذي كان يهدفون منه إبعاد أنفسهم قدر المستطاع عن الحكم البريطاني. نجحوا بالفعل من الوقوف ضد ضم الترانسڤيل إلى الامبراطورية البريطانية أثناء الحرب الأنگلو-بويرية، الصراع الذي كان أكثر جرأهم وأدى إلى توقيع معاهدة سلام، والتي كانت تفتقر بشكل كبير إلى وجود ذريعة مقنعة، مما جعلها من الصعب جداً على البريطانيين إيجاد مبرر دبلوماسي لضم الترانسڤيل مرة أخرى.

وبالتالي وقفت التنراسڤيل المستقلة في طريق الطموح البريطاني للسيطرة على عموم أفريقيا من الكيپ إلى القاهرة. أدرك ملنر هذا، مع اكتشاف الذهب في التنراسڤيل، توازن القوى في جنوب أفريقيا أدى إلى التحول من كيپ تاون إلى جوهانسبورگ. خشي إن لم تصبح جميع أفريقيا بالكامل تحت السيطرة البريطانية سريعاً، فالترانسڤيل حديثة الثراء، التي يسيطر عليها الأفريكانيين، يمكنها أن تتحد مع أفاركة الكيپ ويتعرض الموقع البريطاني بالكامل للخطر في جنوب أفريقيا. وأدرك ملنر-كما ظهر من خلال اعادة الانتخاب المظفر لپول كروگر لرئاسة الترانسڤيل في فبراير 1898-أن حكومة پريتوريا لن تقدم على مبادرة بنفسها لرد مظالم "الغرباء". أعطى هذا ملنر ذريعة لاستخدام مسألة "الغرباء" لمصلحته.

فندق لورد ملنر في ماتجيزفونتين، جنوب أفريقيا.

في خطاب ألقاه في 3 مارس 1898 في گراف راينت، معقل لأفريكانيين في الكيپ الواقعة تحت سيطرة البريطانيين، أوجز تصميمه على ضمان الحرية والمساواة للرعايا البريطانيين في الترانسڤيل، ودعا الاستعماريين الهولنديين لحث حكومة پريتوريا على استيعاب مؤسساتها، واتجاه وروح ادارتها، لصالح التجمعات الحرة في جنوب أفريقيا. تأثير هذا الإعلان كان عظيماً وأثار قلق الأفريكانيين الذين، في ذلك الوقت، كانوا ينظرون بتوجس إلى الاستئناف الظاهري لسيسل رودس في زعامة حزب تقدم الكيپ (البريطاني).

كان لملنر نظرة سلبية للأفريكانيين، وكقضية فلسفية، كان ينظر للبريطانيين "كعرق متفوق". وهكذا، وباهتمام محدود في الوصول لحل سلمي للصراع، أصبح توصل إلى الرأي القائل بأن السيطرة البريطانية على المنطقة لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق الحرب. وكان السلام عن طريق التفاوض إشكالية في ظل تفوق الأفريكانيين على البريطانيين في كلاً من الترانسڤيل، الدولة الحرة والكيپ. لم تقتصر هذه الآراء على ملنر وحده والدليل في خطاب 11 مارس الذي كتبه بريطاني آخر، جون إكس مريمان، إلى ثونيس ستين، رئيس الدولة الحرة، "الخطر الأكبر يكمن في توجه الرئيس كروگر وأمله العقيم في بناء دولة على أساس من الأقليات ضيقة الأفق الغير مستنيرة، ورفضه العنيد لجيمع احتمالات استخدام المواد المتاحة لديه لتأسيس جمهورية صحيحة على أساس ليبرالي. دولة بمثل هذه الحالة لن تستمر. يجب أن تتفكك من التعفن الأصيل".

بهدف أنگلزة منطقة الترانسڤيل أثناء حرب البوير الأولى، خطط اللورد ملنر لفرض تأثير التعليم البريطاني في المنطقة للسكان الناطقين بالإنگليزية. أسس في جنوب أفريقيا سلسلة من المدارس عرفت باسم "مدارس ملنر". تتألف هذه المدارس من مدرسة پريتوريا الثانوية للبنات، مدرسة پريتوريا الثانوية للبنين، مدرسة پوتشفستروم الثانوية للبنين، مدرسة هامليتون الابتدائية، مدرسة سانت ماريز المعاصرة.[1]

بالرغم من أن ليس جميع زعماء الاتحاد الأفريكاني يحبون كروگر، إلا أنهم كانوا مستعدين لدعمه سواء كان يضمن الاصلاحات أم لا، من خلال نفس النتيجة، كان موقف ملنر المفتعل لا يمكن الدفاع عنه. تزايدت الصعوبات التي واجهها، عندما قعدت الانتخابات العامة في مستعمرة الكيپ، حصل الاتحاد على الأغلبية. في أكتوبر 1898، متحركاً بطريقة دستورية دقيقة، دعا ملنر وليام فليپ شراينر للإصلاح وزارته، على الرغم من علمه أن مثل هذه الوزارة سوف تعارض أي تدخل مباشر لبريطانيا العظمى في الترانسڤيل. واقتناعاً منه بأنه حال إستمرت الأوضاع على ما هي عليه، فستكون النهاية فقدان بريطانيا لجنوب أفريقيا، جاء ملنر إلى إنگلترة في نوفمبر 1898. عاد إلى مستعمرة الكيپ في فبراير 1899، ضامناً الدعم الكامل من جوزيف تشامبرلين، على الرغم من أن الحكومة لا تزال تعلق أملاً على الجزء المعتدل من الكيپ ودولة أورانج الحرة الهولندية سيحث كروگر على منح حق التصويت إلى الأغراب. وجد أن الوضع أكثر خطورة عما تركه قبل مغادرته، من عشرة أسابيع. كانت جوهانسبورگ في حالة غليان، بينما وليام فرانسيس بوتلر، المفوض الأعلى بالنيابة في غياب ملنر، أظهر ما يدل على عدم تأييده لمظالم "الأغراب".

في 4 مايو أرسل ملنر برقي لا تنسى إلى المكتب الاستعماري، اصر فيها على أن إخماد الفوضى في الترانسڤيل كان ضرب جذور الشر-العجز السياسي للجرحى. "قد تبدو مفارقة"، كتب قائلاً، "لكن صحيح أنها الطريقة الوحيدة لحماية رعايانا هي مساعدتهم في التوقف عن أن يكونوا من رعايانا". سياسة ترك الأشياء بفردها فقد أدت إلى تبدل الأمور من سيء إلى أسوا، و"حالة التدخل تعتبر ساحقة". رآى ملنر أن منح حق التصويت فقط للأغراب في الترانسڤيل من شأنه أن يجلب الاستقرار للوضع الجنوب أفريقي. قال أنه لا يستند في خطابه عن الترانسڤيل على المعاهدات، وأنه حرص على تظيف كلمة "سيادة" كمجرد "مسألة اشتقاقية"، لكنه يدرك تماماً أن مشهد آلاف الرعايا البريطانيين في الترانسڤيل في وضع "الهلوت" (حسب تعبيره) نال من هيبة الامبراطورية البريطانية في أنحاء جنوب أفريقيا، ودعا إلى "بعض الأدلة الدامغة" على نية الحكومة البريطانية في عدم التخلي عن موقفها الثابت. أرسلت هذه البرقية تلغرافياً إلى لندن، وكانت هناك نية لنشرها على الفور، لكن الحكومة تركتها سرية لفترة من الوقت.

كان المغزى واضحاً للزعماء السياسيين في الكيپ، وفي إصرار يان هندريك هوفماير على عقد مؤتمر سلام في 31 مايو - 5 يونيو في بلويمفونتاين بين المفوض الأعلى وكروگر رئيس الترانسڤيل. قدم ملنر ثلاث مطالب، والتي كان يعرف أن كروگر لن يقبلها: سن التأهل للتصويت في الترانسڤيل والذي من شأنه أن يعطي دفعة لتصويت "الأغراب"؛ استخدم الإنگليزية في برلمان الترانسڤيل؛ وأن جميع قوانين البرلمان يجب أن يتم التصويت والموافقة عليها من قبل البرلمان البريطاني. مدركاً من عدم الإقتناع بموقفه، ترك كروگر الاجتماع باكياً.

عندما اندلعت حرب البوير الثانية في أكتوبر 1899، خول للسلطات العسكرية "الدعم الثابت والمستشارين الحكماء"، كما جاء في عبارة اللورد روبرتس "الشجاع لا يتعثر أبداً". في فبراير 1901، دعا لتأسيس ادارة لدولتي البوير، والتي تم ضمهما الآن للامبراطورية البريطانية، على الرغم من أن الحرب لا تزال جارية. عندئذ استقال من منصبه كحام لمستعمرة الكيپ، في الوقت الذي احتفظ فيه بمنصب المفوض الأعلى. في ذلك الوقت على رأس عدد من معسكرات الاعتقال التي تم إنشائها، توفى 27.000 امرأة وطفل من البوير وأكثر من 14.00 من الجنوب أفارقة السود. أعمال اعادة إنشاء الادارة المدنية في الترانسڤيل ومستعمرة نهر أورانج يجب أن تتم على نطاق محدود بينما العمليات مستعمرة في الميدان. لذا عاد ملنر إلى إنگلترة لقضاء "عطلة توسل-صعب"، والتي قضى معظمها في العمل بالمكتب الاستعماري. وصل لندن في 24 مايو 1901، والتقى بالملك إدوارد السابع في اليوم نفسه، وتم اختياره GCB ومستشار خاص، ورُقي إلى البارون ملنر، من سانت جيمس، في مقاطعة لندن ومن كيپ تاون في الكيپ.[2] متحدثاً في مأدبة غداء أقيمت على شرفه في اليوم التالي، في رد على الانتقادات زعم أنه بمزيد من الوقت والصبر من جانب بريطانيا العظمى، قد يتم تجنب الحرب، وأكد أن من طُلب منهم "المصالحة" كانوا "panoplied hatred"، وذوي طموح جنوي، وجعل لا يقهر".

آخر مهامه العامة الكبرى كانت، بعد ثورة 1919 هناك، ذهابه على رأس بعثة إلى مصر من ديسمبر 1919 إلى مارس 1920 لعمل توصيات حول العلاقات البريطانية المصرية، وخصوصاً حول كيفية التوفيق بين وضع الحماية البريطانية المفروضة في 1915 مع مطالبة سعد زغلول بالحكم الذاتي. وقد قاطع المصريون اللجنة.[7] إلا أن تقرير لجنة ملنر شكـَّل القاعدة لتسوية استمرت عدة سنين.

لجنة ملنر هي لجنة شُكلت في 22 سبتمبر 1919 من قبل الحكومة البريطانية، للوقوف على أسباب ثورة 1919 في مصر.

الأعضاء
الفريد ملنر - وزير المستعمرات (رئيس)
ا. ت لويد - (سكرتير) مُتقن للغة العربية.
أنجرام.. - موطفن بوزارة الخارجية البريطانية(مساعد سكرتير)
رنل رود - سفير إنجلترا في إيطاليا في فترة الحرب العالمية الأولى.
جون مكسويل - قائد القوات البريطانية في مصر في فترة الحرب العالمية الأولى.
أوين توماس - عضو بالبرلمان البريطاني وخبير زراعي.
سبندر - رئيس تحرير جريدة وستمنستر جازيت.
هرست - مستشار قضائي بوزارة الخارجية البريطانية.

النتائج:
فشلت هذه اللجنة لان المصريين قاطعوها لانهم إذا ما لم يقاطعونها فإنهم بذلك يجعلون التوكيلات التي توجد مع سعد لاغية وقام سعد بالتفاوض ولكن في النهاية وصلوا الي إعطاء مصر حرية صورية غير حقيقية فرض الشعب ذلك..!!