سليمان شفيق
بدأت فرنسا اخذ دور متقدم في الاتحاد الاوربي بعد انسحاب بريطانيا وتقلص دور المانيا ، وتصديها لحماية البحر المتوسط من همجية وبلطجة تركيا ، كما نلاحظ قيام ماكرون بالتعرض للولايات المتحدة ورفضة لان يكون الخلاف الامريكي الصيني علي حساب العالم ، كما اعلن رفض اوربا للعقوبات الامريكية علي ايران وفي هذا السياق ، ناقش الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان مساء اول امس الثلاثاء خلال محادثات هاتفية استمرت نحو ساعة التوتر في شرق المتوسط. وأكدت الرئاسة الفرنسية في بيان عقب الاتصال الهاتفي أن ماكرون طلب من أردوغان أن تحترم تركيا "سيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي".

ودعا ماكرون نظيره التركي إلى الالتزام "بشكل لا لبس فيه" بوقف التصعيد في المتوسط.

من جهتها، أصدرت الرئاسة التركية بيانا قالت فيه إن الرئيس رجب طيب أردوغان أكد لماكرون أن تركيا تتوقع من باريس أن تتبنى نهجا "بناء" في الخلاف بين أنقرة واليونان في هذه المنطقة".
 
وقد أعلنت اليونان في وقت سابق الثلاثاء أنها ستُجري محادثات مع تركيا للمرة الأولى منذ العام 2016، في وقت تتكثف الجهود من أجل خفض التوتر بين العضوين في حلف شمال الأطلسي في منطقة شرق المتوسط.

وقالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان إن "اليونان وتركيا اتفقتا على إجراء محادثات استطلاعية في إسطنبول قريبا"

إلى ذلك، أرجئت القمة الأوروبية المخصصة للأزمة في المتوسط والتي كانت مقررة في 24-25 سبتمبر إلى الأول والثاني من أكتوبر بعد اكتشاف إصابة بكوفيد-19 في أوساط رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وفق ما أعلن متحدث باسمه.

وكان  قد وصف ماكرون اوردغان  من قبل بأنه "عديم الكفاءة" في تصعيد جديد للسجال التركي الفرنسي حول أزمة شرق المتوسط والذي اتخذ طابعا شخصيا بين رئيسي البلدين.

وتبادل أردوغان وماكرون الإهانات على مدى شهور بعدما اتخذا مواقف متناقضة حيال عدة نزاعات بدءا من ليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، ووصولا إلى خلاف تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية.

من جهة اخري قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس الثلاثاء في خطابه للجمعية العالمة للأمم المتحدة إن "العالم لا يمكن اختزاله بالخصومة بين الصين والولايات المتحدة"، داعيا المجتمع الدولي إلى "بناء تحالفات جديدة". وبشأن الصراع الليبي، قال إن "العمل جار على اجتماع جميع جيران ليبيا مع الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدة في إيجاد حل للأزمة".

وقال ماكرون: "لسنا محكومين جماعيا  بأن نكون في شكل ما مجرد شهود على عجز جماعي".

وبشأن الملف النووي الإيراني، قال الرئيس الفرنسي إنه "يتعين وضع إطار عمل ضمن اتفاق 2015 النووي لضمان ألا تحوز إيران أسلحة نووية مطلقا
وأضاف قائلا إن واشنطن لا يمكنها تطبيق آلية معاودة فرض العقوبات لأنها انسحبت من الاتفاق النووي، مؤكدا أن الأوروبيين لن "يتنازلوا" عن رفضهم العقوبات.

وقال ماكرون إن "فرنسا مع شريكتيها ألمانيا وبريطانيا ستظل تطالب بتنفيذ تام لاتفاق فيينا 2015"، و"لن تقبل بالانتهاكات التي ترتكبها إيران"، لكنه تدارك "بالرغم من ذلك، لن نتنازل حيال تفعيل آلية ليست الولايات المتحدة في موقع يتيح لها أن تفعلها من تلقاء نفسها بعد خروجها من الاتفاق".

وكان الرئيس الإيراني قد قال في خطابه للجمعية العامة: "لا يسع أمريكا فرض لا المفاوضات ولا الحرب على طهران"، مشيرا إلى أن الجمهورية الإسلامية ليست ورقة مساومة في انتخابات الولايات المتحدة ولا في سياستها الداخلية.