[جزء ثان]
بقلم : كمال زاخر
مناخات الكتابة ومناخات القراءة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أجدنى بحاجة، ومن يتابع طرحي أيضاً، إلى وقفة مع ردود فعل متابعات الجزء الأول، وهى تأتى غالباً كاشفة لمناخات القراءة، فى حدود دوائر المهتمين بالمتابعة والتعقيب، وقد تراوحت بين الصدمة والرفض والاستحسان، بنسب متفاوتة تحمل دلالات لا تقل أهمية عن الأراء نفسها، على أننى رصدت أن عدداً غير قليل من الرافضبن يعلن موقفه الرافض دون أن يقرأ طرحى، وبينهم نشطاء ومتعلمون، وثمة قطاع يري أن الشأن القبطى مغلق دون غير المسيحيين، ولا يحق لهم مناقشته أو طرحه، حتى لو كان عملهم المهنى البحث عن الخبر والحدث والمعلومة، وتحليلها، وعلى الرغم من أن الذين خرجوا به خارج سياجات الكنيسة، مبكراً جداً، وخارج دوائر الأقباط، هم من قيادات الكنيسة ورموزها، وطرحوا خلافاتهم على شاشات القنوات الفضائية العامة، وفى اجتماعاتهم العامة والمتلفزة، وعلى صفحات الجرائد، وفى كتب حملت حواراتهم، ولم يكن المحاورون من رعيتهم، وقد عرضنا بعض منها فى مقال سابق "مقتل الأنبا ابيفانيوس ... للصدام جذور"، ويمكن العودة اليه على موقع "الأقباط متحدون"
واللافت أن البعض من الممتعضين يلحون فى طلب الدولة المدنية، والعلمانية أحياناً، ويبكون على اطلال المواطنة، فيما يبنون أسوراً تعزلهم خلف دولة دينية بنكهة قبطية. ويسوقون مبررات هذه الازدواجية، والتى لا تختلف كثيراً، أو قليلاً، عن من يقفون قبالتهم على الجانب الأخر من نهر الطائفية.
والبعض يحاسبون الكاتبة على ما لم تقله فى الكتاب الأزمة، تأسيساً على استحضار تقارير أخرى كتبتها فى سياقات مختلفة فى جريدتها، بل وقد يذهبون الى تحميلها مسئولية ما تنشره تلك الجريدة وموقعها الإلكترونى، والبعض، ولأنه لا يريد أن يصدق الوقائع الصادمة التى احتوتها فصول الكتاب، وأوراق القضية، يقيم الدنيا ولا يقعدها، يعتبر النشر يأتى استهدافاً للكنيسة وربما للعقيدة (!!)، ويذهب الى أخر حدود التماهى، فيعتبر الراهب المدان هو الرهبنة، والأسقف محل التناول هو الكنيسة. ويتبنى مبدأ عصمة البابا، ويجرده من انفعالاته وانسانيته، إلى حد التصنيم، بالمخالفة لما تعلم به الكنيسة، وادبيات الإنجيل والكتاب.
احيانا يصبح الحوار عبئاً وربما عبثاً، خاصة عندما ينطلق من قاعدة "قالولي"، دون الرجوع للطرح محل الحوار، وهو ما صادفته مع كثيرين هنا، وربما لذلك عزيزى المتابع قصدت ألا آت على ذكر جماعات التشويه والهجوم الممنهج، فقد اراحتنى تقنيات التواصل من صداعهم، ففضلت أن ادعهم يجترون غثائهم.
فى كل الأحوال فإن للكتابة تكلفتها، وللقراءة عيون متباينة، وللنقد والحوار أدواته، وهى كلها لصيقة الصلة بدرجة الوعى، وبمساحة الاستنارة، وتشابكات الرؤى، وتفاعيل الغرض، ومدى شفافيته وصوابه.
دعونا نعود للكتاب وما يحمله من متابعات واطروحات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشواك فى حلق الكنيسة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ ترصد الكاتبة ظاهرة انشاء كيانات تطلق على نفسها وصف "دير" دون أن تكون كذلك، وتعد أديرة وهمية، وهى لم تلتزم بما ورد بلائحة الأديرة التى صدرت عن الكنيسة عام 2013، ضمن سعى البابا تواضروس إعادة تنظيم الإدارة الكنسية بمختلف فروعها، والأديرة إحداها، وتورد الكاتبة الشروط والإجراءت الواجب اتباعها حتى يتم الاعتراف بالمكان "ديراً" قانونياً، يحظى باعتراف الكنيسة، ويتم إخطار الجهات الرسمية المعنية بالدولة بذلك.
 
ـ وتشير الكاتبة إلى أن "هناك بعض الأديرة تخضع لإشراف الكنيسة لحين الحصول على اعتراف المجمع المقدس بها، ولكنها فى الوقت نفسه كانت قد حصلت على تصريح رسمى من البطريركية لشراء الأرض، تلك الأديرة مازال أمامها وقت للاعتراف بها، مثل دير الأنبا مكاريوس بوادى النطرون، وهو الأمر الذى يختلف كلياً عن تلك الأماكن التى بنيت دون إذن الكيسة ولم تسعَ لتقنين أوضاعها أو الحصول على اعتراف رسمى بها.
 
ـ وتورد نماذج لهذه الأماكن التى قال أصحابها أنها أديرة قبطية بالمخالفة للحقيقة منها؛ "ما يسمى دير الأنبا كاراس، ودير عمانوئيل للفتيات، كلاهما بوادى النطرون، ومنشآت تسمى يوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية (وهو غير دير بطمس الذى يشرف عليه الأنبا بطرس الأسقف العام)، ودير الزيتونة بطريق العبور".
 
وتذكر الكاتبة أن "البطريركية حذرت الشباب والشابات الأقباط من تنظيم (خلوات) أو التقدم للالتحاق بالرهبنة فى هذه الأماكن، وحذرت الأقباط ورجال الأعمال من تقديم أى عطايا مادية أو عينية لهذه الأماكن".
 
ـ تتعرض الكاتبة لأزمة دير الأنبا مكاريوس الواقع فى محمية وادى الريان الطبيعية (الفيوم)، فتذكر أنه "رغم حصوله من قبل على تصريح من الكنيسة بالبناء إلا أنه لم يحظ باعتراف المجمع المقدس حتى الآن"، و"يعرف باسم الدير المنحوت، حيث سبق وعاش فيه القمص متى المسكين مع تلاميذه من الرهبان، حين دب الخلاف بين (أبونا متى) والبابا كيرلس السادس 1960"، وتنقل عن مذكرات الاب متى الشخصية كيف اهتدى الى تلك المغائر، وسكن فيها بعد اعدادها لتصلح للإقامة والتعبد، وكيف تقبل الأب متى الهجوم عليه "بالرضا والشكر"، حتى انتهت ازمته ومن معه من رهبان فى مايو 69، حين عفا قداسة البابا كيرلس السادس عنهم وأعادهم لرهبنتهم ورتبهم، بتوسط ابونا صليب سوريال، أحد ابرز كهنة الجيزة آنذاك.
 
ـ تشير الكاتبة إلى "أزمة الأديرة تحت التأسيس" وجدل علاقتها بالأقباط، وتحذير الكنيسة لجموع الأقباط منها، ونموذجها ما اطلق عليه دير الأنبا كاراس، والذى جمع القائمين عليه نحو 33 مليون جنيه دون علم الكنيسة، وانتهى بهم المطاف للاستيلاء عليه بواسطة الراهب الذى طردته الكنيسة.
ـ تسرد الكاتبة نبذة تاريخية عن ظهور الرهبنة بمصر وملابساتها، ثم التحولات التى طرأت عليها حديثا بحكم زحف العمران ليقترب من الأديرة، والتنامى الرهبانى داخل الأديرة، والتوسع فى المشروعات الانتاجية داخلها، وظهور "البزنس الديرى" وتنقل عن باحث قبطى، صحفى بالأساس، اقترب من ازمة الأديرة بشكل معاصر، ومن تحليله الرأسمالى للأزمة، وتبدل العلاقة الرهبانية من علاقة رأسية بالله الى علاقة افقية بالأرض، وارتداد الصراع إلى ما عرف فى اوروبا فى عصورها الوسطى بـ "الإقطاع الرهبانى".
 
ـ تحكى الكاتبة عن مغامرة استكشاف هذا الدير عام 2015، تستعرض جغرافية المكان، ودروب الوصول اليه، واللقاء مع أشهر رهبان هذا الدير والذى قاد المواجهة مع موظفى الإدارة، وتورد عديد من اقوال الرهبان عن قصة الخلاف وما لديهم من اوراق وملفات النزاع، "ملف يخص وزارة البيئة، وملف يخص خطوات اعتراف الكنيسة بالدير، وملف ثالث لوزارة الآثار التى اعترفت فعلياً بأثرية المكان، وملف رابع لأزمة الطريق الدولى الجديد". والملف الأخير هو الذى عطل استكمال الكنيسة لإجراءات اعترافها بالدير، وتصاعد الازمة بين الكنيسة والرهبان، والتى تدعمت بأزمة بناء سور حول ارض الدير المتنازع عليها، وتختتم الكاتبة هذا الطرح بقولها "بعد سنوات من استعداء الكنيسة والدولة معاً بسبب رفض رهبان الدير شق طريق الفيوم الدولى، انتهت الأزمة بالقبض على الراهب بولس الريانى المتزعم لموقف الرهبان، وإيداعه سجن الفيوم بتهم التعدى على موظفى وزارة البيئة، وحكم عليه بعقوبة الحبس سنة، وقضى عقوبته بالفعل وخرج بعدما تم تسجيل أرض الدير باسم البابا تواضروس (بحسب لائحة الأديرة) وتنفيذ اتفاق إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات والذى يقضى بتقنين أوضاع الدير رسمياً وشق طريق الفيوم ماراً به".
 
ـ دير الأنبا كاراس؛ مشروع أسسه راهب قفز من اسوار دير الأنبا مقار، كان ضمن مجموعة العشرين، والدير يأتى ضمن الأديرة غير المعترف بها كنسياً، وفقاً للائحة الأديرة المعتمدة من المجمع المقدس 2013، ويقع الدير بالقرب من دير البراموس بصحراء وادى النطرون، وقد صدر عن الكنيسة قراراً بتجريد هذا الراهب من رهبنته وعودته لإسمه العلمانى فى سبتمبر 2018.
 
ـ تلتقى الكاتبة بالراهب صاحب المشروع فى ديره هذا، الذى يذكر أن وراء تأسيسه سيدة "كان الأنبا كاراس شفيعها، وشفاها من مرض السرطان، وهى التى سعت لدى قداسة البابا شنودة، لتأسيس مكان على اسمه، وحصلت على إذن وموافقة من قداسته بهذا، ويستطرد الراهب أن قداسة البابا شنودة قد فوضه بهذا، وبالإتفاق مع هذه السيدة تم اختيار المكان وشراؤه وكتبوا الأرض باسمها، وأولادها، ومازلت ـ بحسب الراهب ـ حتى الأن هكذا".
ـ يقول الراهب "فى الايام الأخيرة لحياة البابا شنودة طلب الأنبا بيشوى (مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس) أن يصبح مسئولاً ومشرفاً على تأسيس الدير معى، ووافق البابا شنودة على ذلك، وحين جاء البابا تواضروس اعتذر الأنبا بيشوى عن الاستمرار فى اشرافه على الدير، والدير مستوفى الشروط، ولكن دير البراموس المجاور لنا بدأ يتسبب فى مشاكل معنا، وقالوا (مينفعش دير جمب دير!!)، وأحد الأساقفة قال (إنتوا بتنافسوا البراموس.)، ورهبان البراموس رأوا أن دير الأنبا كاراس سيقلل من دخلهم ومن الزيارات وكلام من هذا القبيل."
 
ـ يواصل الراهب: "اعتذر الأنبا بيشوى ولم يقبل الأنبا ابيفانيوس الاشراف على هذا الدير لضخامة مسئوليات دير انبا مقار، واستكملت اجراءات بناء الدير، ثم بدأت الهوجة عام 2015، بعد شرائى مزرعة 8 أفدنة دفعت منها قسطين فقط".
 
ـ يحكى الراهب تفاصيل اتفاقه واختلافه مع رهبان انضموا اليه، وتواصلوا مع البابا تواضروس، الذى ارسل له الأنبا ابيفانيوس الذى يطلب منه كتابة الدير باسم البابا، لكن الراهب يرفض لأن الارض ليست ملكه بل ملك السيدة التى اشار اليها، فيخيره بين العودة لدير ابو مقار أو البقاء حيث هو، فاختار ان يبقى بالمكان الذى تعب فيه وأسسه.
 
ـ تصدر الكنيسة بياناً تعلن فيه أن هذا الدير غير معترف به، ويعلن دير انبا مقار عدم مسئوليته عن هذا المكان، ويعود الانبا بيشوى للظهور كمكلف من البابا بحل الازمة، وتجرى فى النهر مياه كثيرة، الكنيسة مصممة على نقل الملكية باسم البابا، بحسب لائحة الأديرة، والراهب مصمم على موقفه وعلى اعتراف الكنيسة بالدير أولاً، وتتصاعد المواجهة. وتبقى الازمة.
 
ـ وتستعرض الكاتبة مشكلة ضبط اشكالية التبرعات وتقنينها خاصة فيما يتعلق بـ "الموالد" الشهيرة، ومحاولات البابا تقديم نظام ادارى جديد يحمل اسم "برنامج البابا تواضروس للرعاية الاجتماعية" يجمع فيه هذه التبرعات بشكل مركزى ثم يعاد توزيعها على الفقراء، لكنه لم يجد تجاوبا من بعض الاساقفة المسئولين عن هذه الموالد والموارد، ويقفز هنا اسم الأنبا اغاثون كمعارض للفكرة والمشروع، فيصدر البابا قراراً باخضاع اموال كنيسة الجرنوس (أحدى نقاط مسار العائلة المقدسة والواقعة تحت اشراف الانبا اغاثون) بعد تصاعد الخلاف بين الاسقف وشعب الكنيسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عودة لأوراق القضية
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ تجريد إشعياء المقارى: يبدو أن ما تجمع لدى الكاتدرائية من معلومات عقب جريمة مصرع الأنبا ابيفانيوس، المروعة والصادمة، كانت وراء صدور قرارات ضبط الرهبنة، وقرار تجريد الراهب اشعياء المقارى من رهبانيته، وهو القرار الذى جاء قبل أيام من تقديمه للمحاكمة كمتهم أول فى القضية 805 كلى وادى النطرون، قضية مقتل الأنبا ابيفانيوس.
 
ـ وجاء قرار التجريد مبنياً على تقرير لجنة خاصة شكلتها اللجنة المجمعية لشئون الرهبنة والأديرة، قامت بالتحقيق مع هذا الراهب "بخصوص الاتهامات والتصرفات التى صدرت عنه والتى لا تليق بالسلوك الرهبانى والحياة الديرية وكسره لنذور الرهبنة، الفقر الاختيارى والطاعة والعفة"
ـ فى فبراير 2017، ينشر أحد المواقع خبراً لافتاً، عن شكاوى وردت للموقع من هذا الراهب معترضا على قرار نقله الى دير الزيتونة بالعبور، كتوصية من الانبا ابيفانيوس مقدمة للبابا، اللافت فى الخبر ليس الشكوى من النقل وانما تضامن 45 راهباً معه. الأمر الذى ادى الى التراجع عن قرار نقله وبقاءه بدير أنبا مقار بعد أن كتب الراهب إقراراً خطياً يعلن فيه التزامه وخضوعة لأبيه الاسقف الأنبا ابيفانيوس، وظل متواجدا بالدير حتى وقوع الجريمة.
ـ كان قرار التجريد بمثابة تمهيد لإحالة هذا الراهب للمحاكمة الجنائية بقرار من النائب العام، ويعترف الراهب امام النيابة بما وجه اليه من اتهامات، لكنه يعود فينكرها أمام المحكمة.
 
ـ تنقل الكاتبة طيف من اعترافات الراهب المتهم نقلاً عن تحقيق صحفى لأحد محررى الجريدة التى تعمل بها، والإعترافات فى مجملها تسرد ملابسات ودوافع الجريمة ولحظات تنفيذها، وهى فى ظنى بعيداً عن السياق القضائى تحتاج لأن تحال الى علماء فى الطب النفسى وربما علماء الإجتماع، ففيها الكثير من الاشارات الدالة على أزمة حقيقية لدى هذا الشخص وأحسبه نموذجاً لكثيرين مازالوا يعيشون فى مواقعهم.
 
ـ فلتاؤس المقارى؛ هو المتهم الثانى فى قضية مقتل الأسقف، قريب الصلة بالراهب اشعياء، ويجمعهما الانتماء لمجوعة العشرين، ومعارضتهما لرئيس الدير، وكان ضمن الموقعين على التماس منح اشعياء فرصة أخرى، والذى اسفر عن تراجع البابا عن قرار نقله السابق الاشارة اليه.
 
ـ اقدم هذا الراهب على محاولة انتحار تم نقله فى اثرها الى مستشفى بالقاهرة لاسعافه، وتلتقيه الكاتبة وتجرى معه حواراً صحفياً فى المستشفى، بعد نقله الى مستشفى قصر العينى، وحجزه بعنبر المحبوسين بأمر من النيابة العامة بعد اتهامة بالاشتراك فى جريمة مقتل الأسقف، وهو حوار يحتاج الى تحليل نفسى على غرار اعترافات المتهم الأول.
 
ـ يأتى اجتماع البابا الأسبوعى التالى لجريمة مقتل الأسقف وسط حالة من الترقب والانتظار من جموع الأقباط بل وكل مصر، ويخرج البابا ليهدئ الناس ويطمئنهم على حال الأديرة والكنيسة، وأن الأمر صار بيد جهات القضاء، ولا محل فيها للخواطر، ولن نتستر على أحد، واعلن البابا أنه اصدر قرارات لضبط الأداء الرهبانى وأنه بصدد صدور قرارات أخرى وطلب من شعب الكنيسة مساعدة الكنيسة فى ذلك. وأورد البابا العديد من القصص المثيلة فى التاريخ الرهبانى والحروب التى يواجهها الراهب والدير، وقال "اعرفوا أيها الأحباء قيمة الأديرة القبطية فى حياتنا الروحية وقيمتها فى مصر، الاديرة واحات صلاة تصلى للعالم كله وهى حارسة لحدود مصر، وكلمة راهب تعنى انسان يرهب وجه الله".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتبة تقترب من اسقف مغاغة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ ارسل البابا تواضروس رسالة واضحة لجماعة ملأت الدنيا صخباً بأنها حامية الإيمان، ودأبت على ترصد قرارات وتحركات البابا بالهجوم بشكل سافر، كانت رسالته "ان الإيمان ليست سلعة لكى نحميه وحامى الإيمان هو المسيح".
 
ـ يبادر الأنبا اغاثون بالرد على الرسالة، عبر عظة متلفزة ومنقولة على الهواء مباشرة، ويمكن للمتابع أن يجمع قطع البازل المتناثرة الى جوار بعضها لتكتمل خريطة التربيطات، فها هى واحدة من اقوى القنوات القبطية، تقطع ارسالها الطبيعى لتنتقل الى بث خارجى، كان المنتظر والمتوقع أن تغطى كعادتها احتفالات دير درنكة "بمولد العذراء" السنوى، فإذا بها تذهب بكاميراتها الى ايبارشية مغاغة لتنقل عظة اسقفها، والتى تحمل عنوان "أعمدة الكنيسة الخمسة"، كان الاسقف يقرأ عظته من ورق معد مسبقاً، "ان الكتاب المقدس وصف رسله بالفلاحين والمزارعين والسقاة والفعلة وحماة الإيمان"، يتوقف عن القراءة ويعقب ارتجالياً "صحيح حامى الإيمان هو الرب، ولكن من إئتمنه الله على الإيمان لابد أن يحميه ويحرسه، الحارس هو الرب لكن من خلال الوكلاء، بولس الرسول قال أه حامى الإنجيل (!!)".
 
ـ تسترسل الوريقات المكتوبة والتى يقرأها الأسقف فى التأكيد على هذه الفكرة المحورية، وتحذر مما يوصف بالمدارس الحديثة والتيارات الفكرية الخاطئة، وتتعرض الوريقات لقرارات وقف الرسامات الكهنوتية بين الرهبان لثلاث سنوات، وتصفه بأنه هدم للكهنوت الذى هو أحد أعمدة الكنيسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البابا شنودة الغائب الحاضر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأتى الرياح هذه المرة من الجانب البعيد من الكرة الأرضية، من الولايات المتحدة الأمريكية، عبر حوار تلفزيونى تبثه قناة "لوجوس القبطية التابعة للكنيسة رسمياً"، كان عنوان الحوار "مقتل الأنبا ابيفانيوس"، وكان ضيف الحلقة الأنبا سرابيون اسقف لوس انجلوس، وفيه يرفض الأسقف "ارجاع اسباب القتل الى الخلافات العقائدية أو ما يمكن تسميته اصطلاحاً الخلاف بين فريقى البابا شنودة والقمص متى المسكين الذين يعيشون بين اسوار دير واحد"، ويبرأ البابا شنودة من أية أخطاء إدارية قد يكون ارتكبها أثناء إدارة ملف دير أنبا مقار"، وقال الأسقف "أن الذين يشيرون إلى وجود خلاف عقائدى بين رهبان الدير يحاولون التنفيس عما فى صدورهم ضد البابا شنودة، فلا وجود لرهبان شنوديين ومتاويين وهو أمر لا أساس له من الصحة"، ووفقاً للأنبا سرابيون فى حواره "فإن القمص متى المسكين وضع نظاماً رهبانياً له مميزاته وله عيوبه، فقد حاول إعادة الرهبنة لعصورها
الأولى" ويستطرد الأسقف "حين كنت راهباً فى دير الأنبا بيشوى كان يأتينا رهباناً من دير الأنبا مقار لأنهم لا يستطيعون احتمال هذا النظام"، وهو نفس ما قاله البابا شنودة قبلاً.
 
ويرى الأسقف أنه عقب وفاة القمص متى المسكين، حدث خلل فى نظام الدير الرهبانى، حتى ان الأنبا ميخائيل طلب إعفائه من مهمة الاشراف عليه، فاضطر البابا شنودة للإشراف بنفسه عليه لمحبته للدير، وهكذا يعفى الاسقف البابا شنودة تماماً من مسئولية رسامة الرهبان، الذين ينتمى اليهم الراهبين المتهمين بالقتل.
 
ويتساءل الاسقف لماذا لم يتم علاج ما يقال عن انحرافات، خلال مدة رئاسة الانبا ابيفانيوس والتى امتدت لست سنوات؟.
 
ـ ازاء هذه التصريحات يبادر الراهب القس يوئيل المقارى إلى الحديث عنها فى تسجيل صوتى أرسله للأنبا سرابيون، فيبادر الاسقف بتسريب التسجيل عبر وسائط الفضاء الالكترونى؛ وفيه ينفى الراهب اسناد المشكلة الى خلافات عقائدية ولاهوتية مؤيداً كلام الاسقف، لكنه يعود فيؤكد أنه وزملاءه الرهبان كانوا يعيشون حياة رهبانية حقيقية مع القمص متى المسكين، وأن هناك من لم يحتملوا هذه الحياة فذهبوا إلى دير الأنبا بيشوى، وهو كلام قد لا يكون فى صالح ابونا متى، ولكنه يعنى أننا عشنا حياة رهبانية صادقة، مضيفاً : 30 راهباً أو أكثر تركوا الدير ولكن 80 راهباً أو أكثر استمروا فيه".
 
يذكر القس يوئيل فى تسجيله أنه تم تكليفه بالجلوس الى الآباء الاساقفة وأبلغهم "أن التسيب الذى وقع فى الدير بعدما دخله الأنبا شنودة عام 2009 هو ما تسبب فى ما حدث، ويواصل فى تسجيله: كانت هناك مجموعة من الرهبان يرغبون فى حياة الفوضى تحت ادعاء الحرية، وحتى فى حياة القمص متى، لقد سمعتها من أحدهم: فاكرين الدير هيبقى لكم انتم، انتوا كبرتم فى السن وهتموتوا والدير هيبقى لينا احنا، ماذا يقصد بهذا الكلام هل سيستمر الدير لاهوتياً أم سيعيشون حياة الفوضى، فقد كان بيننا من يعيش بهذه الروح فى الدير وينتظرون فرصة الإنفلات الرهبانى وهذا ما تم لهم، ويواصل الراهب يوئيل : القمص متى توفى وانتظروا هذه الفرصة التى اتاحها لهم البابا شنودة حين قال لهم اشياء كثيرة من بينها "لا تسمعوا لكلام الشيوخ الكبار"، ويقصد آباء الدير القدامى، ويوجه القس الراهب يوئيل كلامه لأسقف لوس انجيلوس: الأنبا سرابيون راهب وأب لرهبان ويؤسس دير ويستطيع تقييم خطورة هذه العبارات، فالبابا شنودة قال لنا : أنا جاى أخرجكم من القمقم اللى كنتم فيه، فسألته أى قمقم تقصد ياقداسة البابا؟ مستنكراً هل الرهبنة قمقم؟، الرهبنة التى يسميها البابا تواضروس رهبنة الكفن هل هى قمقم؟، ألم يدخلها الراهب باختياره؟، وما جرى فى الدير ليس حرية بل خطية، وكل من يعمل الخطية عبد للخطية، أى حرية يدعو لها؟.
 
ويسترسل الراهب القس يوئيل فى سرد ماهية الرهبنة ومعاناة الانبا ابيفانيوس فى ايامه الأخيرة من مجموعة العشرين والتى انتهت بقتله.
 
ـ بعدها بيوم يتقدم اسقف لوس انجيلوس بشكوى ضد الراهب يوئيل إلى لجنة شئون الرهبنة يتهمه فيها بالنيل من البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث، فيبادر الراهب بنشر اعتذار خطى مكتوب، لكن هذا الاعتذار لم يعفى الراهب من قرار الإيقاف عن ممارسة الكهنوت لمدة عام كامل، وانصاع الراهب للقرار.
 
ـ لا تتوقف الملاحقات الإلكترونية عن محاصرة وتعقب الراهب يوئيل المقارى، الراهب الصامت، الذى اقلقت كلماته القليلة كثيرين، فراحوا ينشرون رهطاً من الاتهامات، فيما كانت التهمة التى حسبوها "خطية للموت" أنه رأى أن ازمة الدير الحقيقية مردها تدخلات البابا شنودة كما جاء برده المسجل، ووضعوا الكاتبة فى نفس قفص الاتهام، ولنفس السبب لأنها وثقت موقف الراهب يوئيل وعقبت بقولها (لا تؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمبدأ عصمة البابا، الذى هو عقيدة كاثوليكية تم اقرارها فى المجمع الفاتيكانى الأول 1870.
 
وتقر هذه العقيدة بأن بابا روما له سلطة شرعية على الكنيسة الكاثوليكية، لذلك وتحت شروط محددة فهو منزه عن الخطأ من قِبل الله فى قضايا تعليم الإيمان والأخلاقيات التى أرادها الله للكنيسة.
 
فيما تكشف الأحداث المتتابعة أن جماعات كنسية تنشط على مواقع التواصل الإجتماعى ولها صفحات محددة بالاسم، تروج دون وعى لمبدأ العصمة البابوية، فهى تساوى تفاسير وآراء وأفكار البابا شنودة بالعقيدة نفسها، ومن ثم تعتبر كل من اختلف معه مارقاً وينبغى محاكمته.
ـــــــــــــــــــــــــــ
وفاة غامضة أخرى
ـــــــــــــــــــــــــــ
تتوالى الأنباء الحزينة، وهذه المرة من دير المحرق، بموت الراهب زينون المقارى أحد الرهبان الذين نقلوا من دير أنبا مقار فى إثر الجريمة، وهو واحد من مجموعة العشرين، وتضاربت الأقوال بين موته انتحاراً أو إثر مرض مفاجئ، بعد أن شكا آلاماً مبرحة بالبطن، وكان اسمه يتردد فى التحقيقات وجاء ضمن مجموعة المدافعين عن المتهم الأول وضد قرار نقله، وكان الراهب القس زينون متقناً للغة الفرنسية فأُسند اليه مرافقة السياح الفرنسيين ، وكذلك الناطفين بالفرنسية من جنسيات أخرى، فى جولاتهم بالدير، وانتدب للخدمة كاهنا فى فرنسا 2017، لفترة لم تطل، وعاد الى ديره بغير سبب معلن.
 
ـ فى اربعين الأنبا ابيفانيوس يصدر كتاباً تذكارياً عنه، يضم شهادات عديدة عنه سجلها رهبان الدير والعديد من آباء وقساوسة الكنائس الأخرى، تورد الكاتبة بعض منها، ومنهم القس سامح موريس راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، والراهب الدومينيكانى الأب جون جبرائيل، وهى شهادات تحمل دلالات مهمة واشارات لا يمكن اغفالها.
 
ـ تقوم الكاتبة بزيارة للدير بعد السماح بزيارته ضمن مجموعة من الزائرين، وقد خيم عليه سكون قابض، لم يكسره سوى استقبال أحد الرهبان الشيوخ لهم بابتسامة هادئة، وأخذ يشرح للزائرين معالم الدير، ودور الاب متى المسكين فى اعادة إعماره، وحكى نبذة عن أهم محطات الدير التاريخية، ولا يفوت الجولة زيارة المكتبة أشهر معالم الدير، والتى تعد أكبر مكتبة مخطوطات تجعله جامعة بحثية قبطية يقصدها الباحثون فى علوم الكتاب المقدس والتراث القبطى. وتذهب القافلة الى حيث دفن الاسقف فى واحدة من عدة عيون تضم رفات الاباء الرهبان، لا تميزه سوى لافتة رخامية تحمل اسمه، وقبل أن يغادروا الدير يذهبون إلى الموقع الذى دفن فيه الاب متى المسكين، بالقرب من الدير فى منطقة جبلية وفوق تبة عالية لا تصل اليها إلا بالسيارات، يرقد الاب متى تحت التراب دون مشاهد احتفالية مميزة سوى شاهد قبر يحمل اسمه بعدة لغات.
 
ـ وفى وداعهم يقول الراهب الشيخ "إذا كان القديس مقار قد بنى لنا ديرنا هذا، فالدير بنى قرية بنى سلامة وعمَّرها، وهى القرية المجاورة لنا، فقد وهب لها القمص متى المسكين مدرسة تبرع بها الدير وأسسها بعدما كانت الدراسة فى فصول صغيرة، افتتحناها عام 1985 ومازالت تخدم القرية حتى الآن، زودناها بالكمبيوتر وكافة المستلزمات، وتم تأسيسها بناءً على طلب عمدة القرية من أبونا متى.
 
ـ فى عجالة ترصد الكاتبة العلاقة بين الكنيسة والدولة، والتى لم تشهد مصادمات او مواجهات فى عصر الرئيس عبد الناصر، وكانت العلاقات طيبة بين البابا كيرلس السادس والرئيس ناصر،ثم ترصد التغير العنيف بين المؤسستين، بتبنى السادات التوجه الدينى ودعمه للجماعات الاسلامية، وكان من الطبيعى أن تكون ردة فعل الكنيسة دفاعية، لينتهى الأمر باعتقالات سبتمبر 81، التى تضمنت عزل البابا واعتقاله، ثم مصرع السادات ومجئ مبارك، وبقاء البابا رهن الاعتقال (التحفظ) بدير الانبا بيشوى لثلاث سنوات تالية، وتشهد الكنيسة تحولاً فى دورها الاجتماعى كحصن للأقباط فى مواجهة عنف الجماعات الاسلامية، وعبثية دولة مبارك التى حولت الاقباط الى كارت سياسى، وتستمر فى التعامل مع الاقباط بنفس انماط السادات، وفى المقابل يصبح البابا ملاذ الأقباط، ويرحل مبارك عزلاً ويغادر البابا عالمنا إلى السماء فى توقيت مقارب، وتتغير الخريطة فى المؤسستين، الدولة والكنيسة، ولكن يبقى الموروث ثقيلاً فى التعاطى مع التغييرات. وتبقى المقارنات بين البابا الراحل والبابا الجديد قائمة، رغم اختلاف المناخ والتعاطى السياسى، فكان من الطبيعى أن يتراجع نسق الغضب والاحتجاج، ليحل محله التواصل المباشر.
 
ـ يصدر فى العام 2016 أول قانون لبناء الكنائس فى محاولة للخروج من اوجاع الخط الهمايونى، ويأتى القانون انفراجة فى ملف بناء الكنائس، لكن الابرز هو أن الدولة لم تعد تحسب الاقباط كارتاً سياسياً، وان بقيت محافظة المنيا بؤرة ملتهبة فى العنف الدينى.
 
ـ ترصد الكاتبة دور صفحات العالم الإفتراضى فى نقل ما يجرى بالغرف المغلقة داخل اروقة الكنيسة، خاصة الصفحات الأوفر شهرة، فى علاقاتها، ببعض كوادر الكنيسة، وتتلقى دعماً من هذه الكوادر. وكيف تروج مع كل اجتماع للمجمع المقدس لفكرة عزل البابا، وتنتهى جلسات المجمع دون ان يأتى ذكر لما يروجون له، بل يخرج البابا أكثر ثقة ويحصد تأييداً يوما بعد يوم.
 
ـ كانت قضية مقتل الأنبا ابيفانيوس القشة التى قصمت ظهر البعير، وبدأت تتكشف بوضوح الخلافات الكنسية والصراعات الدائرة داخل الكاتدرائية، فى وسط اتجاه البابا للحسم فى ملف الرهبنة والأديرة رغم وجود مصالح اقتصادية يتم تهديدها جراء تلك القرارات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من دفتر الدم والرماد
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تختتم الكاتبة طرحها بصفحات تتجمع فيها اطياف الحزن والدموع وهى تفتح باب ذكرياتها مع مشاركاتها فى تغطية احداث دامية متلاحقة، التى انتزعتها من عملها الصحفى لتكشف لها ابعاد حزن انسانى لم تستطع أن تحتفظ فيه بالمسافة المهنية، فاستغرقها، وقفز فوق قلمها، تقول فى تقديمها "عاشت الكنيسة المصرية أحداثاً مريرة بين حوادث ارهابية متعددة، فى تلك الأحداث الدامية التى اهتزت لها الكنيسة، وخلف عدسات الكاميرا هناك جنود مجهولون تحولت أيامهم من الكتابة والرصد إلى التعزية والربت على الأكتاف، محرروا الملف القبطى الذين شاركوا الضحايا وأسرهم صرخات الحادث الأولى، ثم تقدموا الصفوف ليسجلوا بالدمع ساعات الوداع القاسية، كواحدة من ضمن هؤلاء، أكتب مذكراتى، بعدما لطخ الدم ملابسى، وتمرن قلبى على رؤية الموت ومصافحته والسلام عليه، والتعامل معه كأحد أفرد اسرتى، وكأن تشييع الشهداء من ضمن مهامى اليومية".
 
ـ تأخذنا الكاتبة الى مارثون الحزن، بدءً من جنازة المضيفة الجوية "يارا هانى" واحدة من ضحايا سقوط الطائرة القادمة من باريس، وتروى مرثية بلا ضفاف، ثم تذهب الى قلب الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية لتتابع الجنازة المجمعة لبقية ضحايا الطائرة من المصريين الأقباط، وتعود اليها بعد شهور قليلة، فى شهر ديسمبر لتشهد انفجار ذات الكنيسة "البطرسية" "حين قطع صوت الانفجار تراتيل كيهك العذبة"، وفى جنازة شهداء البطرسية تتأمل الحدث والوجوه والقلوب الواجفة، وتتابع امتزاج الصراخ والنحيب بالزغاريد والألحان الكنسية، وتتوقف ملياً أمام والدة "ماجى مؤمن" طفلة الكشافة التى رحلت بعد أيام متأثرة بجراحها، كانت الأم ترتدى ثياباً بيضاء وترنو مبتسمة فى هدوء للسماء، ثم تخطفنا الكاتبة فى مشوار الدموع الى طنطا وتنقل لنا وصفاً مريراً لمشاهدات تفجيرات الكنيسة هناك، وتنتقل من وسط الدلتا إلى وسط الصعيد، لتغطى حادث دير الأنبا صموئيل بمغاغة، لا فرق فملامح الحزن ومشهد القلوب المنكسرة واحد، ولكن يبقى فى الأفق تعزيات السماء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وغير بعيد أن يكون لنا عودة.
كمال زاخر
براح مدينة نصر