في مثل هذا اليوم 18 سبتمبر1900م..
محمود فوزي دسوقي جوهري (18 سبتمبر 1900 في القاهرة- 12 يونيو 1981) رئيس وزراء مصر (21 أكتوبر 1970 - 17 يناير 1972) ووزير خارجية مصر من ح. 1952 - ح. 1964.

وُلد محمود فوزي دسوقي جوهري عام 1900 وينتمي الى عائلة شركسية تسمى حاخوا من قبيلة الشابسوغ الشركسية الكبيرة، إحدى أكبر القبائل الشركسية في شمال القفقاس.

نال درجة الليسانس عام 1923م من القاهرة ودرس في انجلترا وحصل على الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة كلومبيا الأمريكية. وقد عمل منذ تخرجه من الجامعة عام 1923 في السلك الدبلوماسي المصري، بدرجة «تلميذ قنصلي»، بعد تصريح «٢٨ فبراير ١٩٢٢»، وقيام السلك الدبلوماسي المصري المستقل، واكتساب مصر حق التمثيل الخارجي، بمقتضي ذلك التصريح ووفقًا لـ«دستور ١٩٢٣»،

بدأ كاتبا في القنصلية المصرية في نيويورك عام 1937م ثم مأمورا للقنصلية المصرية في كل من اليابان والقدس والأردن حتى عام 1946 م. ثم اختير مندوبا لمصر في الأمم المتحدة ثم مندوبا لمصر في مجلس الأمن الدولي عام 1949م. كما قام بمهمة سفير لمصر في لندن لمدة ثلاثة أشهر فقط عند قيام ثورة 23 يوليو 1952م في مصر.

أصبح وزيرا للخارجية المصرية في أول حكومة ثورية مصرية بعد ثورة 23 يوليو 1952م . وظلّ طوال ستة عشر عاما بعد الثورة المصرية عام 1952م يتولى شؤون مصر الخارجية كوزير خارجية لها ليصبح بتفانيه واخلاصه احد ابرز رجال السياسة المصرية في العصر الحديث والذي أرسى الدعائم الرئيسية للسياسة المصرية ووضع الخطوط العامة لهامسخّرا جميع قدراته وامكاناته لذلك .

شارك بنشاط وبأدوار رئيسية في مفاوضات الجلاء ابّان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م وفي وضع مبادىْ حركة عدم الانحياز وفي تأسيس منظمة الوحدة الافريقية.

عُيّن مساعدا لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية عقب نكسة يونيو 1967م واختير أمينا للجنة وضع الدستور المصري عام 1969م .

تمّ إختياره رئيسا لوزراء مصر في أعقاب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وتولِّى الرئيس أنور السادات الحكم مِن بعده في عام 1970م. وتمّ اختياره فيما بعد نائبا لرئيس الجمهورية، ولكنه تقدّم باستقالته من هذا المنصب في أغسطس عام 1974م معتزلا العمل السياسي بعد ان مارسه على مدى أكثر من نصف قرن.

توفي في القاهرة في شهر يونيو 1981م .

كانت له مزرعة بالبدرشين، محافظة الجيزة.

ولا شك أن «محمود فوزي» قد اكتسب قدرات كثيرة من المواقع التي شغلها طوال حياته الدبلوماسية الثرية، فكان معروفًا بإجادته اللغات الأجنبية، وفصاحته في اللغة العربية وهدوئه الشديد، وميله للعزلة، والاستغراق في التأمل، فضلاً عن تذوقه للآداب والفنون، حتي إنه كان مغرمًا بتنسيق الزهور علي الطريقة اليابانية في مستهل حياته الدبلوماسية. كما كان واسع الثقافة، متذوقًا لاختلاف الشخصيات الحضارية في الأماكن التي عمل بها.[1]. إلا أنه كان سلبيا، إلي حد كبير، في تعامله مع الضباط الأحرار من شباب ثوار «٢٣ يوليو ١٩٥٢»، ربما لأنه اقتنع منذ البداية بأنهم سوف يفعلون ما يريدون، فآثر السلامة، واكتفي بالجانب المهني والحرفي في وظيفته، فهو المتحدث رفيع الشأن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد تأميم قناة السويس.

ثم في أعقاب العدوان الثلاثي، وهو صاحب الخطوة الشهيرة في انتقاد شاه إيران السابق عندما كان الأخير داعمًا لإسرائيل، والتي قال فيها: (لقد شاه وجه الشاه وآن لشعب إيران أن يضحي بشاه)، فضلاً عن أن كفاءته الدبلوماسية لم تكن محل جدل، بل كانت دائمًا مثار احترام وتقدير، دوليا وإقليميا، ولكن الرجل في تعامله مع الرئيس الراحل «عبدالناصر» كان تنفيذيا تبريريا بالدرجة الأولي،

وعندما استشاره «عبدالناصر» في إحدي الخطوات التي يزمع القيام بها، قال له أب الدبلوماسية المصرية «محمود فوزي»: (إن هذا الأمر - يا سيدي الرئيس - يحتاج إلي قرار مستمد من إلهام الزعامة، وليس مجرد رأي وزير الخارجية!) مع أن مهمة رئيس السلك الدبلوماسي هي مهمة سياسية بالدرجة الأولي، فهو المستشار الأول لرئيس الدولة في الشؤون الخارجية، وعندما يتعامل وزير الخارجية مع نظام عسكري، فإن مسؤوليته تكون مضاعفة،

كما أن مهمته تبدو أحيانًا أكثر تعقيدًا، ولكن الفيصل دائمًا هو حسه الوطني وشعوره القومي. وأتذكر الآن اللقاء الوحيد الذي جمعني بالدكتور «محمود فوزي» عندما جاء للعلاج في لندن عام ١٩٧٥، وذهبت مع صديقي وزميلي في السفارة حينذاك السفير «أحمد والي» لزيارة جد ابنه في المستشفي، الذي كان يخضع فيه لعلاج جراحي بالعاصمة البريطانية.

رئاسة الوزارة:
قبل أن يولّيه الرئيس الراحل «السادات» رئاسة أول حكومة في عهده، ويومها قال الدكتور «محمود فوزي» للإعلام: (إن المصريين يريدون أن يشعروا بأن أمورهم تؤخذ بجدية!).. رحم الله رائد الدبلوماسية المصرية، الذي يذكره الناس في كل مكان بالتوقير والاحترام والعرفان.!!