ماجد سوس
منذ قرابة العامين أصدرت صحفية شابة تدعى سارة علام، تعمل في جريدة اليوم السابع، كتاباً بعنوان، أوراق القضية ٨٠٥ مقتل الانبا إبيفانيوس . هذه الصحفية كانت مسئولة عن الملف القبطي في الجريدة لمدة خمسة أعوام وبعد الجريمة البشعة التي راح ضحيتها غدراً ابونا البار رئيس دير الانبا مقار بوادي النطرون قررت ان تقدم بحثاً جريئاً قوية عن كل الاحداث والاطراف المرتبطة بتلك القضية . 
 
راحت تحكي قصة الدير منذ نشأته والخلاف الذي وقع بين البابا شنودة الثالث والاب متى المسكين دون محاباة او تحيز لأحدهما  ثم سطرت أحداث ما بعد نياحة أبونا متى المسكين وكيف تطورت تلك الاحداث ومن هم أطراف المشهد وكيف حدثت الجريمة وتداعياتها
على الجانب الآخر تطرقت الكاتبة لاستجلاء رؤية البابا تواضروس الاصلاحية وعمله من أجل نهضة الكنيسة وتطويرها، وسعيه وراء الوحدة وفي هذا الصدد كان لابد لها أن تشير إلى التيار الموالي والمعارض بكل وضوح مستندةً إلى أدلة صريحة بخط يد المعارض وبكلماته كما هي دون إضافة أو نقصان.
 
حينما تحدثت الكاتبة عن المتهمين لم تتطرق إلى أدلة الاتهام أو الدفاع ولم تدلو بدلوها في الصراع الدائر بين بعض الأوساط القبطية حول الجريمة ومرتكبها فالقضاء قال كلمته، لذا نظرت للأمر كونه جريمة تاريخية تتطلب تحليل الوقائع وربطها بأحداث زمنية حدث بعضها في الماضي تمخض عنها أمور كثيرة كان من بينها تلك الجريمة.
 
الأمرالذي أثار حفيظة نيافة الانبا أغاثون أسقف مغاغة وتحريكه دعوى سب وقذف مباشرة ضد الكاتبة هي أنها أشارت بجرأة إلى معارضته الدائمة للبابا تواضروس ودللت على هذا من بياناته وتصريحاته ووضعت كلماته من قلمه ومن فمه كما هي . 
 
الكاتبة لم تهاجم البابا شنودة ولم تقل عنه أنه أبو الإرهابيين كما زعم البعض لإثارة المجتمع ضدها ، وكل ما قالته عن قداسته كتبته كما هو من كلماته ومن عظاته وهنا نطرح التساؤل لماذا لم يحتج هؤلاء المعارضون على كتابات الإعلامي محمد الباز ضد البابا شنودة وهو أكثر صحفي هاجمه. لماذا لم يتحرك هؤلاء ضد كتاب الباحث روبير فارس عن كتابه "أنياب القديس" والذي وضع على غلافه صورة كبيرة للبابا شنودة . إذا فالأمر لا شأن له بالبابا شنودة.
 
بدوره استطاع البابا الحكيم ذهبي القلب الأنبا تواضروس الثاني والذي كان قد أعلن رفضه للوقوف ضد حرية الصحافة، وصرح بأن تصرف الأب الأسقف كان تصرفاً شخصيا، استطاع رأب هذا الصدع الذي حدث بسبب هذا الكتاب وتم عقد صلح بين الكاتبة ونيافة الأنبا أغاثون في حضور عضوان من مجلس النواب وممثل لنقابة الصحفيين.
 
أما الأمر المستغرب في هذا الأمر  هوان غالبية من هاجم الكتاب وكاتبته لم يقرؤوا الكتاب وأنطبق عليهم المثل الشعبي، تعرف فلان، أيوه، عاشرته، لا إذاً أنت لا تعرفه. هكذا الأمر هنا، تعرف كتاب، نعم ، قرأته، لا، إذا أن لا تعرفه.