المقالب المصطنعة وضعتهما في مرمى انتقاد الجمهور.. وبين أيدي النيابة العامة

استغلا علاقتهما وابنتهما وحتى الموت في سبيل الحصول على المشاهدات
 
كتب - نعيم يوسف
"أحمد حسن وزينب".. اسمان ترددا مؤخرا في أكثر من مرة، وأثارا جدلا واسعا، ليخرجا من عالم الـ"يوتيوب" إلى القنوات الفضائية، بل والمحاكم أيضا، والسبب عبارة عن مقاطع فيديو مثيرة للجدل، وصفها الجمهور بأنها استغلالا لكل شيء، بداية من الموت، إلى الطفلة الصغيرة ابنتهما "آيلين"، من أجل الشهرة وربح المال من موقع نشر الفيديوهات "يوتيوب"، لينتهي بهما الأمر بين يدي النيابة العامة.
 
من هما أحمد حسن وزينب؟
أحمد حسن، وزينب، زوجان مصريان، لهما قناة على "اليوتيوب" تحمل اسمهما، لديهما ملايين المتابعين، ولكن ليس لديهما أي محتوى هادف، هما زوجان لا يقدمان إلا تفاصيل حياتهما الشخصية فقط، بل وبطريقة مثيرة للجدل، وتستفز حتى المتابعين.
 
شهرة بمقالب مصطنعة
اشتهر "أحمد وزينب"، عبر مواقع نشر الفيديوهات والربح منها، عن طريق "المقالب" التي ينفذونها في بعضهما البعض، وبعد زواجهما، وقعا في أول مشكلة مع المتابعين، حيث ظهرت "زينب" دون حجاب، الأمر الذي أثار الجدل بين متابعيهم، واضطروا إلى تبرير هذا الأمر.
 
خرجت زينب لتؤكد أنها لم تكن محجبة في الأصل، وأنها كانت ترتدي الحجاب في وقت "المقالب" والتصوير فقط، وشدد الزوجان على أن هذا الأمر شخصي، وأن الله هو من يحاسب البشر.
 
تبرير "زينب" لخلع الحجاب أوقع الزوجان في مشكلتين مع المتابعين، أولهما الاعتراف الضمني من "زينب" بأن هذه المقالب ليست صحيحة، وأنهما "يمثلان" على الجمهور، ويستخفان بعقله، حيث يتم الإعداد للتصوير وكل منهما يعلم جيدا أنه "مقلب" ومع ذلك يستمرون في التصوير، والمشكلة الثانية، هو هجوم بعض معارفها عليها، والتأكيد على أنها كانت "محجبة"، وكانت تظهر في خروجاتهم "محجبة"، وأنها كاذبة.
 
أزمة الطفلة الصغيرة
مرت أزمة الحجاب بسلام، ورزق الله الزوجان بطفلة أطلقا عليها اسم "آيلين"، وفي أغسطس الماضي بثا مقطع فيديو عن الطفلة، اعتبره مشاهديهما أنه استغلال للطفلة، وأثار المطقع جدلا واسعا، تقدم المجلس القومي للأمومة والطفولة على إثره ببلاغ للنائب العام، وسرعان ما أعلن الثنائي اعتزالهما "يوتيوب"، وأنهما لن يفعلا ذلك مرة أخرى، ولكن بعد ساعات قليلة بثا فيديو آخر، أعلنا فيه تراجعهما، وأن هذا القرار كان وقت غضب.
 
في شهر، يونيو الماضي، دخل الزوجان في مشكلة أخرى، وهي تصوير "أحمد" لزوجته، عقب وفاة والدها وهي منهارة حزنًا على فقدانه، وزعم أنها فقدت جنينها التوأم، لينهال عليهما سيلا من الانتقادات، والاتهامات باستغلال حتى حرمة الموت من أجل التربح.
 
مقلب جديد
عاد الزوجان وبثا فيديو آخر يحمل اسم "عملنا مقلب في آيلين"، حيث غيرت "زينب" بشرتها إلى سوداء، وارتدت باروكة صفراء، وأيقظا طفلتهما الصغيرة، التي فوجئت بتغيير ملامح والدتها ودخلت في نوبة بكاء شديدة.
 
الفيديو أثار غضبا واسعا، واتهم الجمهور "أحمد حسن" وزوجته باستغلال ابنتهما للحصول على المشاهدات العالية، وطالبوا بضرورة عقابهما، وقدم البعض بلاغًا ضدهما، لدى المجلس القومي للأمومة والطفولة، بتهمة الاتجار بالبشر، الذي أحال البلاغات إلى النيابة العامة، التي أمرت بالقبض عليهما.
 
كانت النيابة العامة تلقت كتابًا من "المجلس القومي للطفولة والأمومة" يفيد تلقي "خط نجدة الطفل" يوم الثالث عشر من شهر سبتمبر الجاري بلاغًا عن نشر المتهمين مقطعًا مصوَّرًا بقناتهما الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "Youtube"؛ تضمن تخويفهما طفلتهما والسخرية من خوفها ورد فعلها؛ وذلك لرفع نسبة مشاهدة المقطع بقناتهما سعيًا إلى تحقيق الربح، وأنه سبق الشكوى منهما خلال عام ٢٠١٩ لتعريضهما طفلتهما للخطر واستغلالها للربح بمثل تلك المقاطع.
 
وقالت النيابة العامة أنها شاهدت المقطع المتداول وتبينت نشره بصفحة خاصة بالمتهمين بموقع التواصل الاجتماعي "Youtube" تحت عنوان «عملنا مقلب في إيلين»، حيث ظهر الخوف على الطفلة المذكورة بعد أن غيرت المتهمة لون بشرتها وظهرت عليها بهذا المظهر، وقد لاحقت المتهمة طفلتها حتى انتابها بكاء شديد خلال سخرية من المتهمين، وعلى ذلك أمرت «النيابة العامة» بضبط المتهمين لاستجوابهما، وندبت خبيرًا اجتماعيًّا بـ«خط نجدة الطفل» لإعداد تقرير عن حالة الطفلة المجني عليها ومدى تعرضها للخطر ولأي صورة من صور الاستغلال الاقتصادي أو التجاري، والذي أكد بتقرير مبدئي استغلال المتهمين طفلتهما تجاريًّا وتعريضها لإساءة نفسية وللخطر، موصيًا بتسليمها إلى جدتها لوالدها لحين انتهاء التحقيقات وإيداع تقرير نهائي بحالة الطفلة والتوصيات اللازمة نحو رعايتها.
 
الحبس بأمر النيابة العامة
وأمرت النيابة العامة بحبس والدي الطفلة "إيلين" احتياطيًّا لاتهامهما باستغلالها اقتصاديًّا وتعريضها للخطر، حيث كانت "وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام" قد رصدت مطالبات عدة بمواقع التواصل الاجتماعي بالتحقيق مع والدَي الطفلة "إيلين" المدعوين "أحمد" وزينب؛ لاستغلالهما الطفلة في تحقيق ربح مادي بترويج مقطع مصوَّر تضمن تخويفَهما طفلتهما والسخرية من خوفها وردِّ فعلها،وبعرض الأمر على السيد المستشار النائب العام أمر سيادته بالتحقيق في الواقعة.
 
إخلاء سبيل بشروط
 
اليوم، أعلنت النيابة إخلاء سبيلهما ولكنها وضعت 5 شروط، وهي كالتالي: 
1- حسن رعاية ابنتهما ايلين وندمهما على ما ارتكباه في حقها.
 
2-عدم تكرارهما تصوير ابنتهما.
 
3- سداد ضمانًا ماليا قدره 40 الف جنيه.
 
4- تكليف المختصين بمجلس الأمومة والطفولة باستمرار متابعة الحالة الاجتماعية للمجني عليها ووالديها وذويها.
 
5- منع استغلالها بأي صورة من صور الاستغلال مرة أخرى أو تعريضها للخطر.