خالد منتصر
تبذل الدولة جهوداً رائعة فى مجال الصحة، ومشروع «100 مليون صحة» وما حدث فى مقاومة فيروس «سى» وبعدها فى الكشف على طلبة المدارس، كل هذه الجهود هى بصمات مهمة وخطوات عظيمة على طريق الرعاية الصحية للمصريين، والأمراض الوراثية خاصة أنيميا البحر الأبيض المتوسط التى استطاعت دول مثل إيطاليا وغيرها مقاومتها والحد من انتشارها بحيث ستودّع الحالات تماماً فى القريب العاجل، فى سبيل مصر خالية من أنيميا البحر الأبيض المتوسط، كتبت لنا أستاذة الأطفال الشهيرة وعالمة أمراض الدم التى لها مكانة عالمية فى هذا المجال د. آمال البشلاوى، تلك الرسالة كبداية حل لهذه المشكلة الطبية المؤرقة، تقول د. آمال البشلاوى:

بعد الإنجازات الرائعة من الحد وعلاج الالتهاب الكبدى الوبائى والإنجاز المتميز الرائع فى الحد من انتشار «Covid-19» المعروف إعلامياً بفيروس كورونا، والقيام حالياً بالكشف وعلاج الأمراض المزمنة تلبية لتعليمات رئيس الجمهورية، أتمنى أن يكون فى خطة الوزارة أيضاً الحد من انتشار مرض أنيميا البحر المتوسط التى قامت معظم الدول التى تعانى من انتشار هذا المرض بما فى ذلك الدول العربية حتى فلسطين للحد من ولادة أطفال جدد يعانون من هذا المرض، وتعتبر مصرنا العزيزة من أكبر الدول التى تعانى من انتشار هذا المرض حيث يولد سنوياً أكثر من 1000 طفل مصاب لكل مليون ونصف المليون مولود سنوياً، ويحمل هذا المرض 9.5% من الشعب المصرى حسب الدراسات التى أجريناها فى أكبر مستشفى للأطفال بمصر «أبوالريش جامعة القاهرة». ويعانى من هذا المرض الآلاف من المصريين، حيث يعانون من الأنيميا الشديدة مع تضخم بالأعضاء المهمة بالجسم والتى تحتاج إلى نقل الدم المستمر طوال الحياة، والذى ينتج عنه تراكم الحديد بالجسم، ويحتاج المريض لأخذ دواء إنزال الحديد الذى يكلف الدولة المليارات، غير عمليات زرع النخاع واستئصال الطحال وغير ذلك من تكلفة على الدولة والأسرة.

وقد حرص سيادة الرئيس على عمل خطة للكشف عن الأنيميا، وفرحنا جميعاً أن تكون أنيميا البحر المتوسط فى خطة وزارة الصحة مع أنيميا نقص الحديد التى تنتشر أيضاً فى الأطفال ويتم الخلط بينهما، ولكن للأسف لم تدرج فى خطة الوزارة حتى الآن رغم العزم من قبل على عملها بعد زيارة الجمعية الدولية لأنيميا البحر المتوسط بقبرص من سنوات والتى تتشرف مصر بأن تكون أحد أعضائها المهمين.

نتمنى جميعاً مع آلاف الأسر المصرية أن يتم الحد من انتشار هذا المرض فى مصر، وأن يكون فى خطة الوزارة القريبة للتنفيذ، ونحن نعرف ونقدر نشاط وحماس وزيرة الصحة، ونثق فى أنها ستهتم باجتثاث هذا المرض من مصر المحروسة.
نقلا عن الوطن