في مثل هذا اليوم 19 سبتمبر1952م..
. كان الفنان الكوميدي العظيم قد توجه الى لندن ليشهد العرض العالمي الأول لفيلمه "أنوار المسرح" ، إلا أن السلطات الأمريكية لم تسمح له بالعودة إلى الولايات المتحدة التي أمضى فيها أربعين عاماً من عمره وحقق شهرته المدهشة. وبسبب آراء شاپلن اليسارية فتحت له اضبارة في مكتب التحريات الفيدرالي الذي كان يعتبره شيوعياً أو مؤازرا للشيوعية. فاضطر تشابلن إلى الإقامة في سويسرا.

سير تشارلز سپنسر "شارلي" شاپلن (و. 16 أبريل 1889 - ت. 25 ديسمبر 1977)، هو ممثل، كوميدي، صانع أفلام إنگليزي، اشتهر في فترة السينما الصامتة. كان شاپلن أشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية الحرب العالمية الأولى. كان يستخدم الإيماء، التهريج والعديد من الروتينيات الكوميديا المرئية، وقد استمر بالنجاح حتى في عصر السينما الناطقة، بالرغم من تراجع عدد أفلامه سنوياً بداية من نهاية عشرينات القرن العشرين. إن أشهر أدواره هو الصعلوك، وهو أول دور قام به مع استديوهات كيستون في فيلم أطفال يتسابقون في ڤينيس سنة 1914 والفيلم القصير عشرين دقيقة من الحب وبعد ذلك فقد قام بكتابة وإخراج معظم أفلامه، بداية من سنة 1916 انطلق في الإنتاج، أما بداية من سنة 1918 فقد عول على ألحانه في موسيقى أفلامه. أما سنة 1919 فقد شارك صحبة ماري بيكفورد، دوگلاس فايربانكس ود.و گريفيث بإنشاء اتحاد الفنانين.

كان شاپلن من أكثر الشخصيات إبداعا وتأثيرا في عصر الأفلام الصامتة، كان متأثرا بسابقيه من الفنانين، ممثل الأفلام الصامتة الفرنسية ماكس ليندر، الذي أهدى له واحد من أفلامه. لقد أمضى 75 سنة من حياته في مجال الترفيه، منذ العصر الڤيكتوري حتى وفاته عن عمر يناهز الـ88 عاما. شملت حياته الخاصة والعامة رفيعة المستوى كلا من التملق والجدل. اضطر تشابلن للبقاء في أوروبا طول الفترة المكارثية في بداية خمسينات القرن العشرين.

حصل شاپلن على المرتبة الـ10 في ترتيب معهد الفيلم الأمريكي 100 عام و100 ممثل. أما سنة 2008، فقد قال مارتين سيف في استعراض كتابه حياة شاپلن: "شاپلن لم يكن مجرد "كبير" بل كان "عظيما"". لكن سنة 1915، فقد خربت الحرب العالمية الكوميديا، الضحك. بقي تشارلي يمارس مهنته حتى بعد 25 سنة خلال فترة الكساد الكبير وصعود أدولف هتلر. وكان لا يصدق أن شخصا قادر في تلك الفترة على الترفيه عن نفوس الناس. لذلك قال عنه جورج برنارد شو: "أنه العبقري الوحيد الذي خرج من الصناعة السينمائية".

(1939–1952).
غاب شاپلن عن السينما مدة خمس عشرة سنة ونيف، عاد بعدها بشخصية بعيدة عن شخصيته المحبوبة «شارلوت المتسكع» إلا أن الجمهور لم يتقبل دوره الجديد وأخذ يعزف عن حضور أفلامه، وخاصة أن آراءه اليسارية، وانتقاداته لإسرائيل كونها دولة غير شرعية ورفضه المتكرر لزيارتها أثارت ضده أحقاداً كثيرة في أمريكا وخاصة في أعقاب مناهضة اليسار.

(1953–1977)
غادر شاپلن إلى أوربة بعد ظهور فيلمه «أضواء المسرح» (1952) Lime Light إلى غير رجعة، واتخذ من سويسرة مقراً له. إلا أنه دعي إلى الولايات المتحدة عام 1972 لنيل جائزة الأوسكاركما قلدته ملكة بريطانية عام 1935 أرفع وسام ومنحته لقب النبالة «سير» Sir.

تزوج شاپلن عدة مرات ورزق عام 1944 بابنته جيرالدين Geraldine صارت ممثلة سينمائية، وشاركته الظهور في أفلامه «أضواء المسرح»، و«ملك في نيويورك»، و«كونتيسة من هونغ كونغ».

كانت شخصية «شارلوت المتسكع» التي ابتدعها تشابلن نموذجاً إنسانياً فريداً للشريد البسيط الخجول، يعذبه قدره والناس وهو حائر راضٍ بما كُتب له تارةً وناقم على القدر والمجتمع تارةً أخرى، وكان إيمانه بغلبة الخير على الشر قوياً. ولعل طفولته التعيسة ساعدته في إتقان دور المشرد الذي اشتهر به، فكان هذا الفنان القصير القامة، ذو القبعة والشارب الأسود، والسروال العريض المليء بالثقوب، والحذاء الطويل المهترئ، والعصا في يده، مثار إعجاب جميع الجماهير في كل مكان في عالم السينما.!!