يحلم الجميع بامتلاك المهارات الخاصة اللازمة من أجل النجاح على المستوى العملي أو الوظيفي، وكذلك من أجل سهولة تكوين العلاقات والحفاظ على استمراريتها على المستوى الاجتماعي، ما يبرز أهمية تنوع المهارات الشخصية ويدفعنا للكشف عنها وعن أكثر المهارات الوظيفية المطلوبة في سوق العمل.

تعريف المهارات الشخصية

تعرف المهارات الشخصية بتلك الأدوات التي يملكها الإنسان بحيث تساهم في تكوين العلاقات بسهولة مع البشر، كما تساعده على التعبير عن أفكاره وعن آرائه الخاصة، لتجعل من التواصل مع الآخرين عملية أكثر سهولة ويسر.

تساعد المهارات الشخصية أيضا وإلى جانب المهارات الوظيفية أو التقنية، في سهولة إيجاد فرص العمل المناسبة، وتساهم في التطور والنجاح على صعيد العمل، لذا تعتبر المهارات الشخصية من الضروريات اللازمة من أجل تحقيق الأهداف الخاصة اجتماعيا وعمليا.

تنقسم المهارات الشخصية إلى مهارات التواصل ومهارات الاستماع، إضافة إلى مهارات تنظيم أو إدارة الوقت، وكذلك إبداء التعاطف مع الآخرين، علاوة على مهارات أخرى متعددة تؤدي في النهاية ومع امتلاك أغلبها إلى سهولة الوصول للأهداف الموضوعة.
أساليب تنمية القدرات الشخصية

في وقت يعتبر فيه التمتع بالمهارات أو القدرات الشخصية من الأمور الإلزامية، فإنه لا بد من السعي إلى تنمية تلك المهارات بشتى الطرق، وفي مقدمتها الصراحة التامة فيما يخص تحديد نقاط القوة والضعف، حيث يعني الإلمام بمناطق القوة لدى الإنسان السعي إلى التطور فيها، فيما يؤدي إدراك المهارات الشخصية الغائبة إلى محاولة تعويضها.

تعتمد أساليب تنمية القدرات الشخصية على نوعية تلك القدرات المفقودة، فإن كان الإنسان يفتقد على سبيل المثال إلى مهارة إدارة الوقت، فعليه أن يبدأ في علاج تلك الأزمة عبر بدء يومه من خلال تحديد المهام المطلوبة منه وكتابتها، ثم تحديد الأولويات، قبل تقسيم الوقت بما يساعد على تنظيم تلك المهام وعدم الإحساس بالضغط النفسي.

كذلك يعني افتقاد القدرة على التواصل أو الاستماع، ضرورة تعلم الإنصات إلى كلام المتحدث، دون الاهتمام فقط بمحاولة الرد أو الاستنتاج أو الحكم على الآخر دون تفكير، علما بأن التدرب على كل ذلك يعد من أساسيات النجاح في التمتع بالمهارات المطلوبة ولو بعد فترة من الوقت.

تعد القراءة والاطلاع بشكل عام على كل ما هو جديد، من وسائل وأساليب تنمية القدرات الشخصية، حيث يساعد ذلك من ناحية على زيادة فرص فهم الآخر ومن ثم سهولة التواصل معه، فيما يساعد من الناحية الأخرى على زيادة الثقة بالنفس، والتي تعتبر أيضا من عوامل النجاح عمليا واجتماعيا.
المهارات الوظيفية الأساسية

إلى جانب المهارات الشخصية الضرورية، هناك بعض المهارات الوظيفية الأساسية التي يجب أن يتمتع بها الشخص حتى يصبح قادرا على النجاح في عمله، وفي مقدمتها امتلاك القدرة على التفكير النقدي، حيث يساعد الشخص على ملاحظة الأزمات والسعي إلى علاجها دون تردد، كما أن التفكير النقدي يزيد من شغف صاحبه في العمل بل ويدعم قدراته على الإبداع.

مهارة أخرى من المهارات الوظيفية المطلوبة تتمثل في القدرة على القيادة، فحتى إن لم تكن الوظيفة قيادية شكلا، فإن المسؤول دائما ما يبحث عن الشخص الذي يتمتع بالقليل من تلك القدرات، حتى تساعده على اتخاذ القرارات الصعبة أحيانا، علما بأن امتلاك تلك المهارة يعني التمتع بالقدرة على مواجهة الأزمات دون قلق أو رغبة في الانسحاب.

تعد القدرة على حل المشكلات من بين المهارات الوظيفية الأساسية أيضا، حيث تشمل تحديد المشكلة ومدى خطورتها، قبل طرح الحلول الممكنة والسعي إلى اختيار أكثرها منطقية وملاءمة للموقف، وهي المهارة التي لا يتمتع بها الكثيرون، لذا تعد من المهارات المطلوبة دائما في سوق العمل، مثلها مثل المرونة والقدرة على التكيف.

لا يوجد شك في أن التمتع بمهارات التفاوض والتعاون المثمر، إلى جانب التحلي بالحماس والطاقة من أساسيات النجاح في العمل، إلا أنه من المفترض أن تظل مدعومة ببعض من المهارات الشخصية، التي تجعل من التعامل بصفة يومية مع الزملاء في العمل والمدراء وكذلك العملاء من الخارج، مهمة سهلة وغير معقدة.

في الختام، يتطلب عالمنا الحالي محاولة العمل على زيادة المهارات الشخصية يوما بعد الآخر، وعدم الاكتفاء بما نملك من أدوات، حيث يعد ذلك الضامن الوحيد من أجل تحقيق النجاح الشخصي والحفاظ عليه مهما طال الوقت.