كتب - نعيم يوسف
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، اتفاق سلام بين البحرين وإسرائيل، 
 
ووصف "ترامب" الاتفاق بأنه "اختراق تاريخي! تتفق صديقتانا العظيمتان إسرائيل ومملكة البحرين على اتفاق سلام".
 
وأثار إعلان هذا الاتفاق زخما وجدلا دوليا، وبينما رحبت به الكثير من دول العالم، وعلى رأسها مصر، والإمارات، وبريطانيا، وغيرهم، إلا أن حماس وإيران، والسلطة الفلسطينية نددوا بهذا الاتفاق.
 
خطوات تاريخية
في هذا السياق، يقول عاطف سعداوي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، 
إنها خطوة تاريخية، ونقدم التهنئة للبحرين ملكا وشعبا، على هذه الخطوة، وهناك تحول تاريخي، لم يحدث خلال 50 عاما.
 
وأشار "سعداوي"، في لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية"، إلى أنه خلال 50 سنة ماضية، لم يحدث أي اتفاق إلا بين دولتين فقط مع إسرائيل، وهما الأردن ومصر، ولكن خلال شهر واحد في الفترة الأخيرة تم الاتفاق على السلام بين دولتين وربما الأيام المقبلة سيكون هناك دول أكثر.
 
وأوضح الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن دول الخليج وضعها يختلف عن مصر والأردن، لأن الأخيرتين هما دولتا مواجهة وحرب مع إسرائيل، ولكن دول الخليج لم تكن دول مواجهة وحروب مع تل أبيب، وبالتالي فهي أقبلت على السلام بكامل إرادتها، وليس تحت ضغط احتلال أو حل لصراع.
 
قناعة وليس اضطرار
وأشار إلى أن ما أقدمت عليه الإمارات والبحرين ليس تحت اضطرار ولكن قناعة بإنهاء الحروب وفرض السلام، وهذا يعطي المزيد من الأهمية للخطوات الخليجية سواء من الإمارات أو البحرين، أو الدول التي قد تلحق بهما من أجل السلام.
 
أما عبدالله الجنيد، الباحث السياسي في المنامة، فيرى أن الخطوة لم تكن مفاجئة، ولكن قبلها كانت هناك بعض الخطوات لصنع مقاربة في مستقبل السلام، ومستقبل المنطقة، وحلول مشاكلها وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لافتا إلى أنه لا عداء مباشر بين البحرين وإسرائيل، مشيرا إلى أن مملكة البحرين تسعى إلى بناء جسور جديدة بين دول المنطقة.
 
ماذا جنى العرب؟
إلى ذلك، طرح الباحث في الشؤون السياسية، محمد الحربي، سؤالا، وهو: ماذا جنينا منذ عام 1948؟؟ كل الأحداث تدور في حلقة مفرغة، ولا يوجد حل لها إلا السلام، مشيرا إلى أن الأراضي الفلسطينية بعد 1967، كانوا يملكون 22% من الأراضي، ووقتها كان الإسرائيليين مبادرين إلى 30% من هذه الـ22% من الأراضي التي تقع تحت أيدي الفلسطينيين.
 
ولفت "الحربي"، إلى أنه منذ 72 عام، لم يجدي خيار الحرب أي نتيجة في المنطقة، ومسارح العمليات والحرب لا تجني أي ثمار، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني سيستفيد من الاتصال بين دول الخليج وإسرائيل، لافتا إلى أن تركيا على سبيل المثال من أكثر الدول تطبيعا مع إسرائيل، بالإضافة إلى العلاقات التجارية معها.
 
مبادرات فاشلة
أما ماثيو برودسكي، الباحث بمعهد جولد للاستراتيجيات، فقال إن المبادرات الفاشلة السابقة، هي التي اضطرت الولايات المتحدة للعمل على تغيير الوضع، موضحا أنه في السابق كانوا يعملون على القوانين فقط، ولكن الخطة الجديدة تعمل تنفيذ الخطط على أرض الواقع.
 
وتابع الباحث بمعهد جولد للاستراتيجيات، أن الفلسطينيين رفضوا الخطة قبل الاستماع إليها، وربما فيما بعد يضطرون للموافقة عليها، وخطة السلام لن تبقى رهينة لرفض القادة الفلسطينيين الذين يرفضون أي خطط للسلام.