كتب – روماني صبري 
يتصاعد التوتر في شرق المتوسط، جراء مواصلة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سعيه لنهب موارد الطاقة هناك، ودعت باريس إلى قمة تجمع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط وهي البرتغال وأسبانيا وإيطاليا وقبرص ومالطا واليونان في إطار الأزمة، أثينا تريد الحصول على أسلحة للدفاع عما تعتبرها مناطق في الجرف القاري الخاضع لسيادتها، فرنسا وأمريكا ينتميان إلى حلف الناتو ولكن طرفا يقف إلى جانب اليونان والآخر إلى جانب تركيا، على الأقل بالنظر إلى السفن الحربية التي تشارك في مناورات في المتوسط.
 
لليونان حقوق في المتوسط 
ولمناقشة ذلك، قال كارول سابا، كاتب سياسي متخصص في الشرق الأوسط، الموضوع شائك، وبالطبع الدولة اليونانية لها حقوق في المتوسط، لكن لننظر للجزر اليونانية وكيف تنتشر في البحر المتوسط، اقل جزيرة في القانون الدولي ممكن تبعد عن البحار التابعة لها والتي يحق لليونان أن تستخرج منها الثروات الموجودة 6 ميل، واليونانيين حاولوا زيادة الرقم إلى 12 ميل، وهذا ما آثار حفيظة الأتراك.    
 
اليونان تدافع عن سيادتها وحقها 
وبدوره شدد عبد اللطيف درويش، أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات في جامعة كاردف متروبوليتان البريطانية في أثينا، على أن اليونان دولة تدافع عن حقوقها وسيادتها على جزر يسكنها يونانيين، لافتا :" لذلك ثروات هذه الجزر من حقها.
 
مردفا:" يحق لليونان الدفاع عن نفسها بأي طريقة، ومرد ذلك إلى الاعتداء على ترابها الوطني وثرواتها، جزر يعيش فيها يونانيين وتخضع للسيادة اليونانية منذ الحرب العالمية الثانية، فيخرج شخص ما ويقول أريد أن أقاسمك الثروات كوني قريب من بئر الماء الذي تملكينه – يقصد الدولة التركية-." 
 
حنين عثماني للخلافة العثمانية 
ولفت كارول سابا، الكاتب السياسي المتخصص في الشرق الأوسط، قائلا :" مشاكل الشرق الأوسط معقدة، فيما يخص قضايا الحدود الكثيرة غير المرسمة، والحدود المغتصبة، الأزمة الليبية، الصراع العربي الإسرائيلي، كذلك الحدود البحرية، وقضايا الماء في الشرق الأوسط، لكننا فقط نسلط الضوء اليوم على الغاز والنفط الثروة الجديدة ، وكذا محاولات السيطرة على المواصلات شبكات التواصل.
 
مردفا :" العقيدة السياسية التي كانت نجحت في ضبط الإيقاع وكل هذه الأمور في المنطقة، هي عقيدة "حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي لم يعد الآن كما كان في السابق، إلى جانب تراجع الدور الأمريكي بالشرق الأوسط، كذلك نشهد اليوم تقارب تركي روسي.
 
موضحا :" مشكلة أنقرة ان سياساتها تتغير، فتركيا التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى، والتي دخلت المنظومة الغربية من خلال "الناتو"، عادت تتحدث اليوم عن حنينها للخلافة العثمانية، فراحت تتوسع بمنطقة الشرق الأوسط.
 
كما لفت :" لذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاول جاهدا الدفع بجماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد العربية وفشل في هذا الشيء.
 
وأوضح عبد اللطيف درويش، اليونان توافق بالجلوس على مائدة المفاوضات، مقابل انسحاب البوارج العسكرية التركية، فمن المستحيل مناقشة شخص تجلس تتفاوض معه وهو يخترق مياهك الإقليمية، وارى ان ما يحدث اليوم هو صراع بين شركات ومؤسسات، فدول تضرر اقتصادها بشكل كبير جراء تفشي فيروس كورونا التاجي المستجد، فرات الحل عبر مصادر الطاقة – في إشارة واضحة لتركيا-.