عرض/ سامية عياد 
"الأحد قادم" كلمات سجلوها الشهداء بدمائهم على جدران السجون ، فالأحد هو يوم الرب وبالتالى الموت هو ربح للحياة الدائمة مع المسيح فى أحد مستمر أى فرح مستمر ..
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "الأحد قادم" وضح لنا كيف قدم الشهداء حياتهم بفرح ورجاء فى المسيح ، فى هذه الأيام تحتفل الكنيسة ببداية السنة القبطية الجديدة وهو تقويم الشهداء وقد بدأ فى العام 284م وهى السنة التى اعتلى فيها دقلديانوس عرش الامبرطورية الرومانية وصار زمنه أشد عصور الاضطهاد للمسيحية وكانت مصر لها النصيب الأكبر فى عدد الشهداء ولذا سميت كنيستها "أم الشهداء" ، لقد صار الشهداء بمفهوم الحياة الذى أوصى به الله "تحب الرب إلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك.." هذا المفهوم الذى حوله الرسول بولس الى صلاة حين قال "لأن الحياة لى هى المسيح والموت هو ربح.." ومن هذ المنطلق تقدم الشهداء نحو مضطهديهم وهم يغنون وينشدون هذه الكلمات فى قلوبهم ، وصارت السجون والمغاير وغيرها التى وضعوا فيها أماكن للتسبيح وصلوات مرفوعة رغم قسوة الآلام .
 
كان الرجاء هو  سر قوة الشهداء ، اليقين الكامل على وجود الله فى حياتنا "لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا ، الذى هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة" ، نحن نحتاج الى جرعات من نفسية الشهداء حاملى الفرح والرجاء وهم يواجهون الموت ، فالموت ليس نقطة النهاية بل هو انتقال ، فالكثير من الناس اليوم يعيش بفقدان الرجاء والأمل فى كثير من المواقف ، علينا أن نتعلم من آباؤنا الشهداء الإيمان الذى به غلبوا هذا العالم بكل ما فيه ، وإيماننا هو الذى نستطيع أن نغلب به، وإلهنا هو الثابت الوحيد فى عالم لا تنتهى فيه التقلبات والتغيرات.
 
علينا أن نرجع الى كلمة الله ونفهمهما جيدا حتى يعيد الله تشكيل رجائنا وكأننا نتعلم من جديد ونعرف مفهوم الحياة الذى دعى إليه ، الحياة الأبدية التى سعى إليها الشهداء بفرح وصرخوا بكلماتهم المدونة على جدران السجون "الأحد قام" أى قريبا سيلتقون مع المسيح فذاك أفضل ، فليتجدد رجاؤنا ونعرف طريقنا ..