د. مينا ملاك عازر

زاوية على ناصية أحد شوارع منطقة الدراسة، حي الجمالية، تحيطها القمامة من كل اتجاه، وتسيطر الرائحة الكريهة، والمشهد المقزز على المكان، الذى سرعان ما تحول إلى لوحة فنية تخطف العين، بسواعد أبناء الحى التي مُدت لتشارك بها، تحت إشراف ورسم إسلام حمدي مأمون، شاب عشريني، خريج كلية سياحة وفنادق، أحد سكان الحى، ويعمل في مجال بعيد تماماً عن هوايته ، وهى الرسم، وفى أيام الحظر الطويلة سُنحت له الفرصة بأن يحول الهواية إلى شيء ملموس، ويستغل مكان خصصه سكان شارعه للقمامة ليكن هو وجهته الأولى.
 
 مساحة متوسطة نسبياً، مليئة بالقمامة، تطوع إسلام أن يتخلص منها وينظفها ويبدأ في الرسم: الزبالة شيء كان عاملنا كلنا إزعاج، اقترحت الفكرة والشباب تعاونوا معايا، اللي شالوا القمامة، واللي اهتم بالنظافة، واللي دهن الجدران، وهى خلفية رسمتي، وبعدين بدأت أنا لوحدي أرسم وألون.
 
٣٠ يوماً تقريباً استغرقها إسلام في تلوين رسمته، وشارك معه سكان المنطقة بالمجهود والمال كان يقعد كل يوم كام ساعة يلون، وفى ناس كتير بعتت له فلوس ودعمته، وفعلاً الناس دلوقتي مابقتش ترمي زبالة من نفسها.
 
حقيقي الشعب المصري مليء بالجمال ومحبيه وداعمي الخير والعمل التطوعي تحية لإسلام ولمن ساندوه ودعموه، قهر كورنا وقهر الزبالة، ودعم النظافة، فتحية واجبة له ولأهل حيه الكرام، ويا رب تُعمم تجربته ومبادرته، الفن يحارب الفساد.