د. مينا ملاك عازر

قرأت تصريحات مستشار أردوغان التي يقول فيها نافيا نية بلاده مواجهة مصر أو أي بلد آخر في ليبيا، وهذا أمر مفهوم ربما لا يزجوا بجيشهم ويكتفون بتواجد خبراء مدربين ما إلى ذلك على أرض المعركة يمكن بسهولة سحبهم ويكتفون بالمرتزقة والإرهابيون الذين نقلوهم من الجانب السوري الذي خسروا فيه الكثير والكثير إلى الأراضي الليبية، والمسألة هنا وببساطة شديدة هل يكذب مستشار أردوغان؟ بالقطع لا أستطيع أن أكذبه، كذلك لا يمكنني أن أصدقه، فالسياسة بها الكثير من المساحات التي يمكننا فيها ممارسة الكذب والمواربة، وإذا التصق هذا بحرب ومعارك دامية متوقعة، نتمنى من الله أن يجنبنا إياها، ليس خوفاً، ولكن رغبة في أن نتقي سفك الدماء، أقول في وقت أن يتسق هذا بمعارك عسكرية واحتمالات حرب، والحرب خدعة، تزداد مساحة الكذب واحتمالاته، هذا وكما قلت فإنه وإن كان صادق ولن يواجه مصر أو أي دولة أخرى، فربما يكون مرتكز على من أرسلهم ومكتفيا بمن يدربونهم ويقودونهم، وإن كان كاذب فليكن له ما له من حق الخداع في الحرب، فسبقت صديقتهم إسرائيل وفعلتها في حرب الخامس من يونيو.
 
ما يدعوني للتفكير فيه، وأدعوك معي إليه صديقي القارئ السؤال، من هي الدول التي يعنيها بجوار مصر بقوله ولا أي دولة أخرى؟ الاحتمالات القائمة الإمارات وهو احتمال ضعيف، هم يزجون باسمها على أساس أنها من الدول التي تستخدم الطائرات في ضرباتها على حد زعمهم وبحسب توقعاتي تورط الإمارات في ليبيا براً، مستبعد فهي اكتفت بما عانته وتعانيه في اليمن، ولا طاقة لها بهذا، ولا تفضله ويكفيها في وجهة نظري استخدامها للطيران، يتبقى من الدول روسيا وفرنسا الأخيرة المواجهة معها شق واضح لصف حلف الناتو، والأولى لا طاقة بالتأكيد لمواجهتها، ولو فعلوها ستكون الحرب العالمية الثالثة، لأن حلف الناتو لن يقبل حتى وإن كان رافض لسياسات تركيا، أن تهزم واحدة من أعضائه على يد روسيا، كما لا أظن بحسب التحليلات والرؤى المطروحة، أن روسيا بصدد تورط أكثر مما هي عليه الآن في ليبيا، لكن الاحتمالات كلها مطروحة في عالم الحرب، أي دولة خلاف مصر يمكنها أن تكون معنية من قبل مستشار أردوغان
 
آخر القول، في هذا المقال الذي أتمنى نشره قبل اندلاع الحرب التي بدوري لا اتمنى أن تندلع في الأساس، الأمور كلها محتملة ما دام لم تنطلق الطلقة الأولى، فكله وارد، بما فيها خيار السلام، وإن كان أقلهم حظاً للأسف، خاصة في وجود مجنون طامح وطامع في السلطة والعظمة، وإثبات الذات وتقوية الموقف الداخلي ببلاده ليصب في مصلحة حزبه الذي انشق وينشق حتى كتابة تلك السطور.
 
المختصر المفيد الحرب خدعة.