عرض/ سامية عياد
اجتاز المرض طبيعتنا نتيجة الخطيئة ، منذ أن كسر أدم وحواء الوصية ، كانت النتيجة الطبيعية عقاب الله لأن الله عادل "ملعونة الأرض بسببك ، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك" ..
 
هكذا حدثنا القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "هل الله مصدر المرض" موضحا أن أن الخطية سبب مباشر من أسباب المرض لكنها ليست السبب الوحيد ، فمنذ سقوط أدم وحواء فى الخطية وخروجهم من الفردوس اجتاح المرض حياتنا لأننا فقدنا الراحة والنعمة التى خلقنا عليها يقول القديس باسيليوس الكبير (إننا لو بقينا فى الفردوس لما احتجنا الى تعب وعرق فى الفلاحة والزرع ، كذلك لو بقينا بغير ألم كالنعمة التى كانت لنا فى بدء جبلتنا قبل المخالفة لما احتجنا الى مداواة الطب).
 
وما يؤكد أن الخطية سبب مباشر للمرض أن السيد المسيح فى فترة تجسده على الأرض لم يتعرض للمرض ، لكونه بلا خطيئة ، فهو شابهنا فى كل شىء ما خلا الخطيئة وحدها وهنا يقول القديس اثناسيوس الرسولى "لأنه لم يكن لائقا أن يمرض الرب وهو الذى يشفى أمراض الآخرين ، ولم يكن لائقا أيضا أن يضعف ذلك الجسد الذى به قوى ضعفات الآخرين ..".
 
وطلب الشفاء من المرض مقترنا بطلب التوبة : "يا بنى إذا مرضت فلا تتهاون بل صل الى الرب فهو يشفيك ، اقلع عن ذنوبك وقوم اعمالك ونق قلبك من كل خطية" ، لذا فى صلاة سر مسحة المرضى نجد تعبيرات يقولها الكاهن لطلب المغفرة من الله (أمنح يارب الشفاء لعبدك الذى التجأ تحت ظل كنفك .. أغفر له ما عليه ، وما صنعه فى سائر عمره ، أترك له جميع زلاته التى صنعها بإرادته وبغير إرادته".
 
والخطية إذا استمرت بدون غفران لن يتم الشفاء والغفران يأتى نتيجة التوبة والتضرع الى الله لمغفرة الخطايا ، الرب يسوع عندما شفى المفلوج قال له "ثق يا بنى ، مغفورة لك خطاياك" ، ونجد الرسول بولس يوضح أن الاستهانة بالاسرار المقدسة يعد سببا للمرض ولا سيما تناول بدون استحقاق "..من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون" .
 
رغم الخطية جاء ليخلصنا منها ، ورغم المرض يمنحنا الشفاء ، الله رحيم بالبشر عادل فى احكامه ..