تم في خلال الأيام السابقة اعادة افتتاح قصر البارون بالقاهرة 

ليصبح متاح للزيارة كمنشأة اثرية وسياحية 
بعد عملية الترميم التي كلفت حوالي 100 مليون جنيه 
سنوضح في هذه الحلقة تفاصيل قصر البارون الذي يعتبر تحفة معمارية تزين شوارع القاهرة 
إعداد وتقديم /بيتر عاطف
مؤسس قصر البارون هو المهندس ورجل الاعمال البلجيكي " إدوارد إمبان Édouard Empain "
الذي قام بإنشاء الكثير من المشاريع مثل انشاء خطوط السكك الحديدة والمترو في اكبر الدول في العالم مثل فرنسا وبلجيكا وروسيا والصين والقاهرة 
ومنحه ملك فرنسا لقب " بارون " في عام 1907 بعد انشائه مترو باريس 
وكان البارون إمبان محب للترحال والسفر وقام بزيارة دول كثيرة مثل المكسيك والبرازيل والكنغو والهند 
وفي شهر  يناير عام 1904 قام البارون بزيارة مصر ليقوم بالاتفاق لإنشاء خط سكة حديد يربط بين القاهرة والمنصورة
وعلى الرغم من انه لم يستطيع إتمام الاتفاق وقامت احدى الشركات البريطانية بإنشاء  المشروع بدلا منه 
إلا أنه ظل في مصر ولم يرحل منها لسنوات طويلة بعدها لحبه واعجابه بمصر في ذلك الوقت واتخذ قراره بالبقاء فيها حتى وفاته ، وكتب في وصيته أن يدفن في مصر حتى ولو توفى خارجها  
وقرر البارون ان يبني منزلاً او قصراً ليعيش فيه في مصر 
ولم يختار البارون انشاء قصره في وسط القاهرة ولكنه اختار مكان في الصحراء بالقرب من القاهرة
و عرض البارون على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حي في الصحراء شرق القاهرة واختار له اسم (هليوبوليس ) والذي يعني مدينة الشمس بالغة الاغريقية 
وقام البارون بشراء الفدان الواحد بسعر جنيه واحد فقط وكان هذا مبلغ قليل جدا في ذلك الوقت لان المنطقة التي اشتراها البارون كانت منطقة صحراوية تفتقر الى الخدمات 
وبدأ البارون في إقامة المنازل على الطراز البلجيكي الكلاسيكي بالإضافة إلى مساحات كبيرة من الحدائق، وبني فندقاً ضخماً عرف بفندق "هليوبوليس" الذي اضم لاحقاً إلى الحكومة المصرية وأصبح احد المقرات الرسمية لرئيس الجمهورية وهو "قصر الاتحادية"
وحتى يستطيع البارون جذب الناس إلى مدينته الجديدة قام بإنشاء مترو لها يربط المدينة الجديدة بالقاهرة
وبذلك كانت المدينة تحفة معمارية واستطاع البارون ان يحول ارض صحراوية الى مدينة كبيرة واصبحت الان احد اهم المدن في القاهرة واصبح اسمها الان مصر الجديدة  ولكي يكمل البارون جمال المدينة قرر بناء قصر خاص به ليسكن فيه 
واستلهم تصميم القصر من المعابد الهندية لانه كان متأثراً بفن العمارة الهندي 
يقع القصر على مساحة 12.5 ألف متر وهو مكون من طابقين ويحتوي على سبع حجرات. الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات
أما الطابق العلوي فيتكون من أربع حجرات
 
وزين القصر بتماثيل وتحفاً نادرة مصنوعة بدقة بالغة من الذهب والبلاتين والبرونز والعاج 
مثل تماثيل الافيال الهندية التي تحمل الشرفات الخارجية للقصر وتماثيل بوذا والتنين الأسطوري التي احضرهم البارون من الهند 
بالإضافة الى بعض التماثيل ذات الطابع الروماني واليوناني القديم
وصنعت أرضيات القصر من الرخام والمرمر المستوردين من إيطاليا وبلجيكا 
كما تنتشر الزخارف والنقوش على جدران القصر الخارجية
وفي الجانب الايسر للقصر قام ببناء برج كبير يتكون من أربع طوابق مزينين بالرخام، ونقوش من الصفائح البرونزية وتماثيل هندية منحوتة بدقة  
وتم بناء البرج على قاعدة متحركة تدور دورة كاملة كل ساعة 
ليتيح لمن يجلس به أن يشاهد ما حوله من جميع الاتجاهات
وحول القصر حديقة قام البارون بتزينها  بالزهور والنباتات النادرة
 كما يوجد بالقصر نفق ليصل بين القصر و "كنيسة البازيليك"
واكتمل بناء القصر في عام 1911
وتوفي البارون بمرض السرطان في 22 يوليو 1929 اثناء تواجده بلجيكا 
وبحسب وصيته دفن أسفل كنيسة البازليك في مصر والتي كان يربطها نفق تحت الأرض بقصره 
وبعد وفاة البارون لم يهتم احداً بالقصر وتعرض القصر للإهمال لسنوات طويلة وأصبح مهجوراً وتعطل البرح ولم يعد يدور وتحولت حديقة القصر إلى خراب
وظهرت اساطير كثيرة ان البرج مسكون بالأشباح 
وبعد سنين من الإهمال اتخذت الحكومة المصرية قراراً بشراء القصر فقامت الحكومة بشراء القصر من ورثة البارون 
وتم ضم القصر إلى قطاع السياحة وهيئة الآثار المصرية التي بدأت في عملية ترميم القصر ليتحول الى متحف ومزار سياحي وتم ترميم القصر بميزانية حوالي 100 مليون جنيه وساهمت الحكومة البلجيكية في عملية الترميم بمنحة تبلغ 15 مليون جنية
وبالفعل تم في خلال الأيام السابقة افتتاح القصر كمزار سياحي ليكون فرصة للكثيرين في التمتع بالتحف المعمارية الموجودة فيه
 
 
مراجع المعلومات 
 
الهيئة العامة للاستعلامات - قصر البارون إمبان
 
وزارة السياحة والآثار - قصر البارون امبان