حذر علماء فرنسيون اليوم الاثنين من غرق محتمل لدول أوروبا ما يشكل تهديدا لباقي العالم جراء انفصال قطعة جليدية ضخمة - أكبر من مدينة باريس - عن أكبر جرف جليدي في القطب الشمالي بسبب ارتفاع درجات الحرارة في جرينلاند.

وانفصلت الكتلة الجليدية التي تبلغ مساحتها 113 كيلومترًا مربعًا (43 ميلًا مربعًا) من نهر "نيوجالفيرديسفجوردان" الجليدي شمال شرق جرينلاند، والذي قال العلماء إنه كان متوقعًا نظرًا لارتفاع متوسط ​​درجات الحرارة.

وقال جيسون بوكس​​، أستاذ علم الجليد في هيئة المسح الجيولوجي في الدنمارك وجرينلاند، لوكالة فرانس برس: "إننا نلاحظ سرعة متزايدة على هذا الجرف الجليدي الأكبر المتبقي".

كما نشرت الهيئة أيضًا صورًا من الأقمار الصناعية تظهر أجزاء من النهر الجليدي التي انهارت.

في حين أنه من الطبيعي أن تنفصل قطع الجليد عن نهر جليدي - وهي عملية تسمى ولادة - فهي عمومًا ليست بهذا الحجم.

ولكن وفقًا لـ هيئة المسح الجيولوجي، منذ عام 1999، فقد الجبل الجليدي 160 كيلومترًا مربعًا من الجليد، وهي مساحة تبلغ ضعف مساحة مانهاتن، مع تسارع معدل الخسارة في العامين الماضيين.

وقال بوكس: "إذا شهدنا فصول صيف أكثر حرارة مثلما لاحظنا في العامين الماضيين، فسوف يساهم ذلك بشكل أكبر في تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر في العالم".

وساهم ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 1.1 سم بين عامي 1992 و 2018، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "ناتشر" العلمية في ديسمبر الماضي.

وتوقعت دراسة حديثة أجرتها جامعة لينكولن في إنجلترا أن ذوبان الجليد في جرينلاند يمكن أن يرفع مستويات سطح البحر بمقدار 10 إلى 12 سم بحلول عام 2100.

وارتفع متوسط ​​درجات الحرارة في المنطقة بنحو ثلاث درجات مئوية منذ عام 1980 ومن المتوقع أن تصل إلى مستويات قياسية في عام 2020.

وفقًا لجيني تورتون، الباحثة في جامعة فريدريش-ألكسندر بجامعة إرلانجن-نورنبرج الألمانية، فإن موجات الحر في السنوات الأخيرة سرَّعت الذوبان.

وفي كل الصيف، تصب المياه من الغطاء الجليدي في جرينلاند على لسان النهر الجليدي، وتشكل الأنهار والبرك على السطح.

وقال تورستون في بيان نشرته الهيئة إن "إعادة تجميد الماء في الشتاء يخلق ضغطًا إضافيًا على اللسان العائم، ما قد يؤدي إلى احداث انفصال جليدي جديد.

وقال الباحثون إن التطور يعكس تطور نهر زكريا الجليدي المجاور، والذي انهار في المحيط في عام 2015، ما أدى إلى زيادة في معدلات الانفصال الجليدية حيث ارتفعت درجة حرارة المحيط والهواء.