بعد تحذيرات بيل جيتس من التغيرات المناخية خلال السنوات القادمة، صدرت اليوم دراسة تحذر من أن درجات الحرارة ستصل إلى مستويات لم تشهدها الأرض منذ 50 مليون سنة بحلول نهاية القرن.

 
جمع العلماء سجلًا مستمرًا وعالي الدقة للتغيرات في مناخ الأرض الممتد قبل 66 مليون سنة، يكشف السجل عن 4 حالات مناخية مميزة (الدفيئة -والموطن الدافئ - المبرد - والموطن الجليدي).
 
استمرت هذه الحالات المناخية الرئيسية لملايين وأحيانًا عشرات الملايين من السنين، وفي كل واحدة يظهر المناخ تغيرات إيقاعية تتوافق مع التغيرات في مدار الأرض حول الشمس.
 
والآن بعدما قاموا بتجميع سجل مناخي مستمر ومؤرخ فلكيًا لـ 66 مليون سنة مضت، يمكن للباحثين رؤية أن استجابة المناخ للتغيرات المدارية تعتمد على عوامل مثل مستويات غازات الاحتباس الحراري ومدى الصفائح الجليدية القطبية.
 
وأوضح «زاكوس» العالم المتميز لعلوم الأرض والكواكب وأستاذ إيدا بنسون لين لصحة المحيطات في جامعة كاليفورنيا بسانتا كروز: "في عالم الاحتباس الحراري الشديد الذي لا يوجد فيه جليد، لن يكون هناك أي ردود فعل تتعلق بالصفائح الجليدية، وهذا يغير ديناميكيات المناخ".
 
وحذر: "الآن وقد نجحنا في التعرف على تقلب المناخ الطبيعي، يمكننا إدراك أن الاحترار البشري المتوقع سيكون أكبر بكثير من ذلك".
 
على مدى الثلاثة ملايين سنة الماضية، كان مناخ الأرض في حالة جليدية تتميز بالتناوب بين العصر الجليدي والفترات الجليدية. 
 
تطور البشر المعاصرون خلال هذا الوقت، لكن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والأنشطة البشرية الأخرى تدفع الكوكب الآن نحو حالة الدفء والدفئة المناخية التي لم نشهدها منذ عصر الإيوسين، الذي انتهى قبل حوالي 34 مليون سنة. 
 
ارتبطت معظم التحولات المناخية الرئيسية في الـ66 مليون سنة الماضية بالتغيرات في مستويات غازات الاحتباس الحراري. 
 
أجرى زاكوس بحثًا مكثفًا حول العصر الباليوسيني والإيوسيني الحراري الأقصى (PETM)، على سبيل المثال ، أظهر أن هذه الحلقة من الاحتباس الحراري السريع، والتي دفعت المناخ إلى حالة "الدفيئة"، كانت مرتبطة بإطلاق هائل للكربون في الغلاف الجوي. 
 
وبالمثل، في أواخر العصر الأيوسيني، مع انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، بدأت الصفائح الجليدية بالتكون في أنتاركتيكا وانتقل المناخ إلى حالة التبريد.
 
وقال زاكوس: "يمكن أن يصبح المناخ غير مستقر عندما يقترب من إحدى هذه التحولات، ونرى المزيد من الاستجابات الحتمية للتأثير المداري، لذلك هذا شيء نود أن نفهمه بشكل أفضل".