كتب – روماني صبري 
ما هي النفس، وما هو منبعها، ومن به نفس ومن لا نفس له، هل النفس أزلية أم أنها ظهرت بتطور الحياة على الأرض؟ وما الفرق بين النفس والروح، ؟ هذه التساؤلات ما زالت حتى اليوم موضع نقاش وجدل في أوساط رجال الدين والفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الأعصاب وغيرهم، وهناك من قال منهم أن النفس ذاك النشاط الحيوي الذي يميز الكائن الحي عن غيره ويجعله قادرا على حفظ المعلومات والاستجابة للعالم المحيط به، بالتالي النفس هي كل حي.
 
هل يمتلك علم النفس فهما مشتركا للمادة ؟ 
ولمناقشة ذلك قال الدكتور إيقان خفاتوف، الباحث في مجال علم النفس التطوري، رئيس قسم علم النفس العام بمعهد علم النفس التجريبي بموسكو، للأسف علم النفس خلافا لكل العلوم الأخرى لا يمتلك فهما مشتركا للمادة." 
 
النفس في علم النفس السوفيتي 
مردفا لفضائية "روسيا اليوم"، بمعني لا يمتلك نظرية مرجعية توضح ما هي النفس، نظرية من شانها أن تحظى بفهم واحد من قبل جميع العلماء، وفي هذا الشأن يمكن القول إن الانتقائية أو التعددية هي الغالبة في علم النفس، لافتا :" يستعمل علم النفس السوفيتي، مفهوم النفس بمعنى الروح، وعلم النفس المعرفي الغربي استخدم مفهوم النفس بمعنى العقل، ولكن هذا لا يعني النفس بالضبط.
 
 
هل تساعد أجهزة التصوير بالرنين علماء علم النفس ؟ 
هل ما يقوم به علماء النفس لا يمكن رصده بجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي أو المقطعي أو ما شابه هل توافق على هذا الرأي ؟، فأجاب :" بالطبع لأننا ندرس ظواهر غير مادية، ومن المتعذر دراسة النفس بمساعدة أدوات ما.
 
مردفا :" الغالبية من علماء العلوم الطبيعية يروون ان النفس ظاهرة ليست مادية، أو أنهم ببساطة ينفون وجود هذه الظاهرة،.
 
لافتا :" في الجامعات التقليدية بكليات علم النفس على سبيل المثال، يدرسون النفس كعلم، أما في المعاهد الدينية فيتحدثون عن الروح، أي يدرسون عمليا نفس الشيء، لكن المقاربات مختلفة، على سبيل المثال يتجه الناس إلى مختصين في علم النفس ليساعدونهم في فهم معاناتهم الروحية، وفي الكنيسة خلال سر الاعتراف يقوم رجل الدين بما يقوم به استشاري علم النفس عمليا، أي بمعالجة الروح كما يقال .
 
نحن لا نعالج
موضحا، يجب أن ندرك جيدا أن اختصاصيي علم النفس ليسوا من أصحاب التعليم الطبي، لذلك نحن لا نعالج، لأننا لسنا أطباء نفسيين، يجب أن نتذكر ذلك، والإشارة إلى أن رجال الدين غالبا ما يقومون بوظيفة المختصين في علم النفس جيدة، وهذا طبيعي جدا لان علم النفس القائم على النظرية والممارسة لم يظهر إلا منذ عهد قريب نسبيا، أي قبل 200 سنة على وجه التقريب، وقبل ذلك كان لابد أن يقوم أحد ما بوظائف الخبير النفسي، بالتالي ألقيت هذه المسؤولية على عاتق رجال الدين.
 
كما لفت :" لكن من ناحية أخرى لا يجوز في أي حال من الأحوال القول بان فهم خور مسيحي مثلا لمصطلح الروح يتطابق مع فهم اختصاصي علم النفس، الأمر ليس كذلك على الإطلاق.
 
مشيرا :" علينا أن نحصل على تعريف للنفس، يمكن للجميع العمل به، أي أن نحدد بدقة ان النفس تتجلى عبر معايير ما محددة وقياسية، بعد ذلك سيكون بالإمكان معرفة أن كان الشخص يلبي هذه المعايير أم لا، أو لو كان يلبيها جرذا أو صرصور أو جماد، لأنه دون تعريف دقيق للمفهوم يمكن اكتشافها عند الحجر أيضا.
 
مردفا :" وهناك فلاسفة يؤيدون وجهات النظر هذه، وليس الفلاسفة فقط فكذلك في الهندوسية وبعض المذاهب البوذية، هذه الفكرة موجودة بمعنى أن كل ما هو موجود في الكون له روح، حتى في القران الكريم، واستشهد :" تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا .
 
وشرح :" وان من شيء والشيء يشمل كل ما هو موجود على الأرض أي سائر الكون ."