سليمان شفيق
ترامب يعلن انه لابد ان تنتهي حروب امريكا التي لانهاية لها
توقعت مصارد مطلعة امريكية اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سحب إضافي للمزيد من قوات بلاده من العراق وأفغانستان، رغم الدور الذي يضطلع به هؤلاء في الحرب على المجموعات الجهادية وبشكل خاص الخلايا النائمة التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية". ويأتي الإعلان في خضم حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر.

كانت الهجمات الصاروخية وبالعبوات الناسفة قد زادت وادت الي الضغط على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي تعهد بكبح جماح المجموعات المسلحة الخارجة عن السيطرة والتي تعارض بشدة الوجود الأمريكي في العراق.

وخلال اجتماعه مع الكاظمي في واشنطن الشهر الماضي، قال ترامب إن القوات الأمريكية ستغادر العراق لكنه لم يحدد جدولا زمنيا أو مستويات محددة للقوات.

وفي نفس الموضوع، أفاد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لصحافيين الثلاثاء الماضي، أن الرئيس سيصدر إعلانا هذا الاسبوع، من دون أي تفاصيل إضافية. وسيأتي هذا الإعلان في خضم الحملة الانتخابية الأمريكية قبل موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم.

بناء على طلب عراقي:
وسبق أن خفضت الولايات المتحدة بالفعل بشكل كبير حجم قواتها في العراق في الأشهر الأخيرة. وجاء ذلك بعد طلب البرلمان العرقي سحب القوات الأمريكية من البلاد.

وتعرضت السفارة الأمريكية في بغداد ومصالح أمريكية عسكرية وغير عسكرية خلال الأشهر الماضية، لاعتداءات عدة تبنتها إجمالا مجموعات غير معروفة لكن يشتبه بارتباطها بإيران.

وقال مسؤول عراقي قبيل إعلان ترامب الأربعاء إن "الانسحابات جزء من الانتقال المتفق عليه لدور التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق.

ونشرت الولايات المتحدة الآلاف من القوات في العراق في 2014 لقيادة تحالف عالمي يقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي اجتاح بعد ذلك ثلث أراضي البلاد.

وبحلول أواخر 2018 ، كان هناك ما يقدر بنحو 5200 جندي أمريكي في العراق، وكانوا يشكلون الجزء الأكبر من قوات التحالف البالغ عددها آنذاك 7500، حسب مسؤولين أمريكيين.

هجمات على المصالح الأمريكية
وأدت عشرات الهجمات الصاروخية ضد القوات والسفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين ببغداد منذ أول السنة، إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة عسكريين أمريكيين وجندي بريطاني وجندي عراقي.

شبح فيروس كورونا:
وقال مسؤولون أمريكيون إنه قد أعيد نشر بعض القوات في القواعد الرئيسية في بغداد وأربيل في الشمال وعين الأسد في الغرب، لكن معظمها نُقل إلى خارج العراق.

وأشاروا إلى أن التقليص كان مخططا له منذ فترة طويلة بعد هزيمة الجهاديين، لكنهم اعترفوا بأنه تم تسريع الجدول الزمني بسبب الهجمات الصاروخية والخوف من انتشار فيروس كورونا.

ومع ذلك، استمرت الهجمات على الولايات المتحدة. في وقت متأخر الثلاثاء، استهدفت عبوة ناسفة رتلا من الإمدادات كانت متوجهة إلى قاعدة عراقية تتواجد فيها قوات أمريكية، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد القوات الأمنية العراقية.

انسحابات أخرى من أفغانستان:
وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية إن ترامب سيعلن انسحابات أخرى من أفغانستان في الأيام المقبلة. وينتشر هناك حاليا 8600 جندي أمريكي، وفقا لاتفاق ثنائي تم توقيعه في فبراير بين واشنطن وحركة طالبان.

في السياق، كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قالت في أغسطس إن هدفها هو خفض عدد أفرادها إلى أقل من خمسة آلاف جندي مع تقدم محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية من جهة والحركة من جهة أخرى.

وذكر ترامب سابقا في مقابلة صحافية أن البيت الأبيض يهدف للوصول إلى ما بين 4000 و5000 جندي في أفغانستان بحلول الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

وبموجب الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، على جميع القوات الأجنبية مغادرة البلاد بحلول ربيع 2021، مقابل التزامات أمنية من الحركة المتطرفة.

وكان ترامب، الذي يجد نفسه حاليا وراء منافسه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي قبل انتخابات الثالث من نوفمبر ، وعد سابقا بإعادة القوات إلى الوطن في محاولة لإنهاء ما وصفه "بحروب أمريكا التي لا نهاية لها.

ومن المانيا ايضا :
والاثنين الماضي اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل صريح عن عزمه تقليص عديد القوات الأمريكية المنتشرة في ألمانيا، والتي تضم نحو 52 ألف عسكري، بمقدار النصف. وعزا ترامب خطوته التي تثير هواجس عدة أوساط سياسية ألمانية إلى كون برلين قد تخلفت عن سداد تها في حلف شمال الأطلسي، وبأنها تتعامل "بشكل سيء" مع الولايات المتحدة في المجال التجاري.

وبرر ترامب خطته بكون برلين قد تخلفت عن سداد مساهماتها في حلف شمال الأطلسي، وبأنها تتعامل "بشكل سيء" مع الولايات المتحدة في المجال التجاري، على حد قوله.

كما قال الرئيس الأمريكي للصحافيين إن عديد قوات بلاده المتمركزين في ألمانيا في الفترة الحالية مقدر ب 52 ألف عسكري، مشيرا إلى أن هذه القوات التي تشكل عماد المساهمة الأمريكية في حلف شمال الأطلسي، ترتب "كلفة باهظة على الولايات المتحدة ، لذلك سنخفض العدد.. إلى 25 ألف عسكري".

مبررات ترامب:
وبرر الرئيس الأمريكي خطته بأن "ألمانيا متأخرة عن السداد.. منذ سنوات وهي مدينة بمليارات الدولارات لحلف شمال الأطلسي وعليها دفعها. نحن إذن نحمي ألمانيا وهي متأخرة عن السداد، هذا غير منطقي".

وسبق لترامب وأن وجه اتهاماته بشكل متواصل لأعضاء حلف شمال الأطلسي الأوروبيين، معتبرا أنهم يتكلون على الولايات المتحدة من خلال عدم وفائهم بالتزامهم بإنفاق ما لا يقل عن 2 بالمئة من ناتجهم المحلي الإجمالي على موازنات الدفاع.

وأرجع ترامب قراره إلى طريقة تعامل ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، مع بلاده في الميدان التجاري. قائلا "إنهم يعاملوننا معاملة سيئة للغاية في التجارة".

وتابع الرئيس الأمريكي "نحن نتفاوض معهم بشأن ذلك ولكني الآن لست راضيا عن الاتفاق الذي يريدون إبرامه. لقد كلفوا الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات على مر السنين في المجال التجاري، لذلك نحن نتأذى على الصعيد التجاري ونتأذى أيضا على صعيد حلف شمال الأطلسي".

وأعرب ترامب عن استيائه من استفادة برلين ماليا من القوات الأمريكية المتمركزة في ألمانيا. وصرح في هذا الصدد "إنهم جنود يتلقون رواتب مرتفعة. هم يعيشون في ألمانيا، وينفقون مبالغ هائلة في ألمانيا. كل الأمكنة المحيطة بهذه القواعد (العسكرية الأمريكية) مزدهرة للغاية. لذلك فإن ألمانيا تأخذ".

ما بين الحربين العالمية والباردة.. وطموحات بوتين
وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ينتشر في ألمانيا بشكل دائم ما بين 34 و35 ألف عسكري، عدد يمكن أن يصل في بعض الأحيان إلى 50 ألفا، بسبب عمليات التناوب.

وانتشرت القوات الأمريكية في ألمانيا، الدولة المحورية جيوسياسيا، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت تشكل عماد قوة الدفاع التقليدي لحلف شمال الأطلسي في مواجهة الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.

وبرزت أهمية الوجود العسكري الأمريكي في ألمانيا مجددا في العقدين ال، مع تجدد الطموحات العسكرية الروسية في عهد بوتين، وأيضا مع تطلع دول أوروبا الوسطى والشرقية إلى الولايات المتحدة للوقوف في وجه النفوذ الروسي.