السلطة خفضت ميزانية الشرطة.. فزادت حوادث الطعن.. وأطلقت سراح بعض المشتبه بهم في قضايا الإرهاب
كتب - نعيم يوسف
فوجئت مدينة برمنجهام بوسط بريطاني، اليوم الأحد، بسلسة حوادث طعن، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين، وقالت الشرطة إنه "من غير المناسب في تلك المرحلة المبكرة التكهن بأسباب الواقعة"، إلا أنها عادت وقالت في وقت لاحق إن الهجوم ليس إرهابيا.
تفاصيل حادث اليوم
تكشف الشرطة في بيان لها، تفاصيل الحادث وتقول: "يمكننا أن نؤكد أنه في حوالي الساعة 12:30 من صباح اليوم تم استدعاؤنا بعد ورود تقارير عن حادث طعن في وسط مدينة برمنجهام"، لافتة إلى أنه "تم الإبلاغ عن عدد من حالات الطعن الأخرى في المنطقة بعد فترة وجيزة".
 
سلسلة حوادث الطعن التي وقعت اليوم الأحد، قد لا تكون غريبة على بريطانيا، التي تشهد حوادث مماثلة كثيرة، ومتكررة ومتلاحقة.
 
هجوم شهر يونيو الماضي.. المتهم كان معروف للأمن
في يوم 20 يونيو الماضي، رجلا هاجم رجل - وهو لاجئ يحمل الجنسية الليبية- أشخاصا بسكين في متنزه ببلدة ريدينغ جنوب إنجلترا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين، وقد تم اعتقاله من قبل أفراد عزل سلموه إلى الشرطة.
 
الشرطة التي صنفت الحادث على أنه كان إرهابيا، ومروعا، وعنيفا، عادت لتقول على لسان وزير داخليتها بريتي باتيل بأن منفذ الهجوم تصرف "منفرداً"، وليس هذا فحسب، بل قال وزير الأمن البريطاني جيمس بروكنشاير، إن الهجوم كان عملا مروعا وصادما، لكنه رفض التعليق على تقارير أفادت بأن المهاجم المشتبه به كان معروفا للمخابرات البريطانية.
 
هجوم نوفمبر.. المتهم على علاقة بداعش
قبل هذا الحادث، عاشت العاصمة البريطانية لندن بضعة شهور فقط، هانئة، حيث كان هناك اعتداء آخر مطلع شهر نوفمر، في منطقة ستريثام جنوب لندن، أسفر أسفر عن جرح ثلاثة أشخاص، وأعلنت "الدولة الإسلامية" مسؤوليتها عن الحادث.
 
هجوم جسر لندن.. داعشي أطلقت سراحه الشرطة
أواخر عام 2019، شهدت منطقة جسر لندن حادث آخر، أسفر عن شخصين قبل أن يتمكن شرطيون من قتله، وقد كشفت تقارير صحفية، أن المهاجم هو عثمان خان، 28 عاماً، وكان معروفا لدى الأجهزة الأمنية، وكان مداناً بالإرهاب، وأُفرج عنه مبكراً بـ"خدعة"، إذ قال إنه يريد إثبات تخليه عن التطرف، والمشاركة في جلسات لإعادة تأهيل السجناء، إلا أن داعش أعلن بعد أيام قليلة -عبر وكالة أعماق الذراع الإعلامية للتنظيم- مسؤوليته عن الحادث، وأن "عثمان" أحد مقاتليه، وكان يستجيب "نداءات استهداف رعايا دول التحالف" الدولي.
 
5 حوادث في أسبوع
حوادث الطعن في بريطانيا، قد تكون متلاحقة في بعض الأوقات، ففي يوم 2 أبريل 2019، أعلنت الشرطة البريطانية، إنها تحقق في خامس واقعة طعن خلال أربعة أيام في نفس المنطقة بشمال لندن، حيث تم طعن أربعة ضحايا من الخلف في منطقة إدمونتون، إلا أن الشرطة قالت أيضا إنهم يعتقدون أن الأمر ليست له صلة بالإرهاب وأن مشتبها به واحدا ضالع في الأمر.
 
مقتل 14 شخصا في 16 يوما فقط
وفي يوم 8 مارس عام 2019، بعد وفاة شخص خلال حادث طعن في محطة مترو غرب كينجستون فى لندن، كشفت الشرطة أن هذا الشخص (يدعى أيوب حسن)، هو الشخص الخامس الذي يتعرض لطعن خلال أسبوع، وتم اتهام ثلاثة مراهقين في الحادث، إلا أنها كشفت أيضا أن بوفاة "أيوب" وصل عدد ضحايا الطعن إلى أكثر من 14 شخصاً خلال 16 يوماً فقط.
 
الحكومة في قفص الاتهام
حجم حوادث الطعن الضخمة التي يتعرض لها مواطني بريطانيا، وخاصة سكان لندن في الفترة الأخيرة، كشفت عنها صحيفة الاندبندنت البريطانية، في تقرير نشرته يوم 26 أبريل عام 2019، تحت عنوان: "جرائم الطعن في بريطانيا تصل أعلى معدلاتها"، مؤكدة أن "جرائم القتل في بريطانيا تبلغ أعلى معدلاتها في 10 سنوات مع استمرار الجدل حول خفض التمويل الحكومي للشرطة".
 
ولفتت الصحيفة إلى أرقان صادمة، حيث أن أعداد جرائم القتل العمد وغير العمد وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 2018 بعدما قتل 732 شخصاً، لافتة إلى أن الشرطة سجلت ما يناهز 44500 عملية اعتداء بالسكاكين أو الأسلحة الحادة – زيادة بنسبة 6 بالمئة – من ضمنها 252 جريمة قتل عمد و368 محاولة قتل.
 
وأكدت الصحيفة، أن "مشكلة جرائم العنف ستتعاظم سوءاً ما لم تتصرف الحكومة، والعائلات والطوائف عبر البلاد هي التي تدفع ثمناً مروعاً".
 
وفي مارس 2019، منحت بريطانيا، الشرطة صلاحيات الإيقاف والتفتيش من دون شبهة لمكافحة جرائم السكاكين، إلا أن هذه الخطوة على ما يبدو أنها لم تؤتي بالثمار المطلوبة، واستمرت حوادث الاعتداءات بالسكاكين، وغيرها.