فى مثل هذا اليوم 10سبتمبر1990م..
البابا يوحنا بولس الثاني يفتتح «كنيسة سيدة السلام» في ياموسوكرو في كوت ديفوار، وهي إحدى أكبر كنائس العالم.

يوحنا بولس الثاني هو بابا الكنيسة الكاثوليكية الرابع والستون بعد المائتين منذ 16 أكتوبر 1978 وحتى وفاته في 2 أبريل 2005 في حبرية طويلة دامت ستًا وعشرين عامًا. ولد في 18 مايو 1920 باسم كارول جوزيف فوتيلا في بولندا

ترتفع كنيسة سيدة السلام، 158 مترا، وسط الأراضي الخصبة ومناطق رعي الأغنام، ورغم وجودها وسط المنازل الآيلة للسقوط فإنها تقف شامخة على أرضيات وأعمدة من الرخام والجيرانيت، تمتد على مدى سبعة أفدنة، يمكن أن تحتضن 300 ألف شخص في الساحة الخارجية لها، بينما الساحة الداخلية تسع 18 ألف شخص، وعلى الرغم من ذلك ظلت الساحة الخارجية لها، والمصممة على الطراز اليوناني والروماني القديم، شبه خالية طوال الـ 25 عامًا الماضية. وتقع تلك الكنيسة في ساموسوكرو، عاصمة دولة ساحل العاج، وقد بناها "هوفويه بوانيه" أول رئيس لساحل العاج بعد استقلالها عن فرنسا، كرس لها أموال طائلة، تقدر بحوالي 300 مليون دولار، وقد عرف عنه غناه آنذاك، وعندما سئل عن مصادر تمويله لبناء تلك الكنيسة أجاب "هذه صفقة مع الله"، وقد بناها طبق الأصل من كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان، وقد استغرق بنائها أربع سنوات منذ عام 1985 وحتى عام 1989. صوّر هوفيويه نفسه وهو يعطي قربانًا للسيد المسيح داخل الكنيسة، وقد بناها في الأصل كي تنسب له ويتذكره الناس بها، وليكون هو من بنى أكبر كنيسة في العالم، وللكنيسة فتحات تكييف وتهوية، ونوافذ ضخمة صنع زجاجها الملون يدويًّا في فرنسا، كما ترتفع الكنيسة على 272 عمودًا، أربعة منها كبيرة لحمل المصاعد وعلى متنها الزوار إلى الشرفة لرؤية العاصمة العاجية بأكملها. وعلى الرغم من رفاهية الكنيسة والصرف ببزخ عليها إلا أن الفاتيكان لم يرضى عن بنائها حتى عام 1990، وقال البابا يوحنا بولس الثاني إنه لا يليق وجود كنيسة يصرف عليها هكذا في دولة أفريقية فقيرة، كما أنه من غير المقبول وجود كنيسة ترتفع عن كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان، ولكنه قبل الأمر في النهاية وذهب لزيارتها وتكريسها مشترطا بناء مستشفى للفقراء بجوارها. وتوفي هوفويه بعد عدة سنوات من إتمام بناء الكنيسة وعقدت جنازته بها، وشُغلت الساحة الرئيسية بها لأول مرة منذ زيارة البابا..!!