وهم الاستحقاق يؤثر سلبًا بعلاقاتك.. حين تؤمن بعدم الاستحقاق تحافظ على سلامك النفسي ولا تصاب بالجنون.
 
كتبت - أماني موسى
قال الكاتب أحمد العسيلي، هناك الكثير من الأشخاص الذين يحاربون الظلم في واقع أصبح الظلم فيه أمر عادي، ولذا لا بد أن يأخذ الإنسان باله من نفسه ويكون كويس وهو بيحارب الظلم، لأن هذا الأمر بالغ الصعوبة خاصة في المجتمعات التي يكون فيها الظلم أمر عادي، وإذا لم يأخذ الإنسان احتياطه سيخسر نفسه في هذه المعركة.
 
وأضاف في فيديو بثه عبر حسابه الرسمي بالفيسبوك، "مينفعش تبقى عايش في مناخ مليان ظلم، ولما تشوف ظلم تتخض وتصرخ وتقول إيه دة يا نهار أسود، دة ظلم، لا تدخل بمشاعرك أوي بالقضية، خاصة إذا كانت مهنتك هي محاربة الظلم، مثل الضابط، فهو يستيقظ كل صباح ويعلم أن لديه شغل بشأن ظلم وبلاغات وأمور تعجز عن صنع شيء أمامها".
 
وتابع عسيلي، مهم أنك تبقى عارف.. عارف إزاي تتأقلم وتتقبل قدرك وتتعايش مع الظلم المعتاد، وتتعايش مع مواجهة هذا الظلم، حتى لا تتأثر بشكل سلبي جراء هذه الأحداث، مؤكدًا أن الأمر يحدث بالتدريب وليس فجأة.
 
مستطردًا: إن الإنسان لا يستحق أي شيء، وكل استحقاق يأخذه بالحياة يكون عن اتفاق بين طرفين، وبناء على هذا الاتفاق يصبح كل شخص مستحق لعدة أمور وفقًا لطبيعة الاتفاق والعلاقة، وهكذا الحال بالنسبة لمواطن سويسري أو ألماني أو إنجليزي على سبيل المثال، حيث تكفل له قوانين بلاده ودساتيرها مجموعة من الاستحقاقات، وهكذا كل شخص على حسب الدولة التي يعيش فيها.
 
وتابع، من أين يأتي لنا شعور الاستحقاق.. كأن تشعر أنك مستحق العدل، والحقيقة هي أنه عليك بتغيير طريقة تفكيرك بأنك مستحق، بالتفكير بأنك تقدر تعمل إيه مش أنت مستحق إيه؟، لافتًا إلى أن "وهم الاستحقاق" يؤثر بشكل سلبي في علاقاتك مع الأشخاص من حولك وحتى معاملاتك مع الدولة، وحين تقتنع بعدم الاستحقاق تحافظ على سلامك النفسي والداخلي وأنك لا تصاب بالجنون، والوحيد الذي يمكنك أن تطلب منه أن يعدل وألا يظلم هو أنت، أما بقية من حولك فأنت وحظك.
 
مشددًا، أنت الشخص الوحيد الذي يمكنك أن تطلب منه العدل، وحرية إرادتك ليست لتغيير العالم بل لتغيرك أنت، فحين تعيش بالجحيم وتختار أن تكون العدل، أو تعيش بالظلم وتختار أن تكون الحق وتلتزم به فهذه إرادتك وطريقك، وحين تختار الظلم فهو أيضًا إرادتك، ولكن تذكر دائمًا أنك ستقابل كل أعمالك بالحياة سواء كانت خير أو شر.
 
وحول من يعتقد بأن رجال الدين أو من يمارس الطقوس الدينية بأنهم أهل الخير والعدل، قال عسيلي: هذا الأمر ليس مقياس لصلاح الإنسان، فكثيرين ممن يتشدقون بالدين ظلمة ومظلمين ويمارسون الظلم بكل الاتجاهات، فالمنهج لا ينجي الإنسان من أن يكون ظالم، بل إرادته ومتى تحولت إلى اختيار الخير.
 
وعلى الجانب الآخر قال عسيلي، من يلحد وينكر وجود الله هو من يظلم نفسه ظلمًا كبيرًا، ولا يظلم الله، فإن الله غني عن العالمين.

 

Posted by ‎Ahmed El Esseily أحمد العسيلي‎ on Saturday, September 5, 2020