مثل أربعة شرطيين متهمين بقتل الأمريكي من أصول إفريقية، جورج فلويد، الذي أثارت وفاته احتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة، أمام محكمة في مدينة مينيابوليس لأول مرة يوم الجمعة.

 
وبينما طالب عشرات المتظاهرين بالعدالة من أجل فلويد، سعى كل من عناصر الشرطة الأربعة (ديريك شوفين، تو ثاو، ألكسندر كيونغ، توماس لاين) للحصول على محاكمة منفصلة في القضية، بحيث أظهرت سجلات المحكمة أن كلا منهم حمل الآخر مسؤولية وفاة فلويد.
 
ويشير ديريك شوفين، المتهم بالقتل من الدرجتين الثانية والثالثة والقتل الخطأ، بعدما تم تصويره أثناء جثمه بركبته على رقبة فلويد حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، إلى أن وفاته نجمت عن جرعة زائدة من مسكن "فينتانيل" واتهم العنصرين الآخرين بعدم تقييم وضع فلويد بشكل صحيح.
 
ورفض المدعون حجة الجرعة الزائدة من "فينتانيل" معتبرين أنها "سخيفة" وشددوا على وجوب محاكمة الأربعة معا، بناء على "الأدلة الملموسة" التي تشير إلى أنهم "عملوا بشكل منسق مع بعضهم بعضا" عندما قتل فلويد.
 
وتحول مقتل فلويد في 25 مايو الماضي إلى رمز لما يصفه كثيرون بالعنصرية الممنهجة والاعتداء على الأمريكيين من أصول إفريقية من قبل الشرطة، وأشعل تظاهرات في أنحاء البلاد ما زالت متواصلة تحت شعار "حياة السود مهمة".
 
وأفاد المدعون بأن وفاة فلويد (46 عاما)، الذي قتل أثناء توقيفه بشبهة استخدامه ورقة نقدية مزورة من فئة عشرين دولارا في متجر، كانت "وحشية وقاسية وغير إنسانية".
 
فيما يقول المتهمون الأربعة إن قرار منع فلويد من الحركة عبر تكبيله في حين ثبته اثنان من العناصر بينما كان تحت ركبة شوفين، كان مبررا.
 
ويواجه كل من لاين وكيونغ وثاو اتهامات بالمساعدة والتحريض على ارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية والقتل عن طريق الخطأ.
 
وتجمع محتجون خارج مقر المحكمة في وسط مينيابوليس قبيل جلسة الاستماع حيث هتفوا "جورج فلويد!" ورفعوا لافتات وعلما كبيرا كتب عليه "حياة السود مهمة".
 
وتركزت الجلسة على مدى صعوبة توفير محاكمة أمام هيئة محلفين آمنة ومنصفة، المقرر أن تبدأ في مارس 2021، نظرا إلى حجم الضجة الإعلامية الهائلة التي اكتسبتها القضية التي أثارت جدلا سياسيا حادا بين اليمين واليسار.
 
وتحدث محامو الدفاع عن التهديدات المتواصلة عبر الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي التي من شأنها تسميم الأجواء ومنع إجراء محاكمة عادلة.
 
ويتم اختيار أعضاء هيئة المحلفين عادة عبر مرور مجموعة من المرشحين في قاعة المحكمة يتم استجوابهم من قبل المحامين من الطرفين لتحديد إن كانوا منحازين من الأساس.
 
وإضافة إلى طلب محاكمات منفصلة، دعا محامو الدفاع إلى أن يتم نقل القضية إلى منطقة اختصاص قضائي أخرى.
 
لكن روبرت بول، محامي ثاو، أقر باستحالة العثور على أعضاء هيئة محلفين غير مطلعين على الأخبار المرتبطة بالقضية.
 
وقال: "في الحقيقة لا توجد منطقة ولا ولاية في هذا البلد لم تشهد ضجة إعلامية بشأن وفاة جورج فلويد".
 
وأفاد قاضي المحكمة، بيرت كاهل، بأن القضية ستبقى في المحكمة الحالية في الوقت الراهن، لكن قد يتم النظر في نقلها في حال عدم التمكن من تشكيل هيئة محلفين مقبولة.