كتب – روماني صبري

تأخذ الإجراءات التركية التصعيدية في المتوسط، ملف الخلافات إلى أعمق نقاطه، الفرنسيون بعد اليونان والقبارصة يتوعدون بالتصدي لأنقرة، ووزير الخارجية الفرنسي يقول بالحرف الواحد:" أردوغان يحاول خلق جو "إسلامي – قومي" بهدف إخفاء حقيقة الوضع الاقتصادي في تركيا، في إطار ذلك التساؤل الآن هل العقوبات الأوروبية المحتملة ستشكل الضربة القاصمة بالنسبة للطموح التركي التوسعي؟،  ووسط كل ذلك أي دور دولي مطلوب لإعادة المياه إلى مجاريها؟ .

تريد حوار وتتخذ إجراءات أحادية !
ولمناقشة ذلك قال الكاتب والباحث السياسي مهند حافظ أوغلو، زاعما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يريد التصعيد، كونه استمع للوساطة الألمانية في المرة الأولى والثانية، وكذا وساطة حلف شمال الأطلسي "الناتو."
 
وواصل عبر تقنية الفيديو لفضائية "سكاي نيوز عربية"، تركيا موقفها واحد، ذات مبدأ، ولا يمكن أن تتنازل عن أي شبر واحد يحق لها في شرق المتوسط، وهي دعت جميع الأطراف في شرق المتوسط إلى حوار مباشر لإعادة رسم الحدود المائية."

"تركيا تريد الحوار !، إذا لماذا تمضي قدما في خطوات أحادية الجانب، لماذا تستمر في عمليات التنقيب، وإرسال سفن المسح الزلزالي بشكل مستمر، إذا كانت تركيا جادة بخصوص المفاوضات لتتوقف عن هذه الممارسات!."

لم يرد أوغلو على السؤال، وتهرب منه قائلا :" ولماذا تذهب اليونان إلى مصر وتوقع معها اتفاقية، يقصد اتفاقية تعيين الحدود البحرية بينهما، لإبطال الاتفاق غير الشرعي الذي وقعه اردوغان مع حكومة الوفاق في ليبيا، للتصدي للأطماع التركية، فضيق عليه الخناق  مذيع البرنامج  :" اردوغان كان وقع اتفاقية مع السراج!."

أين الاتحاد الأوروبي من كل ذلك ؟
وبدوره قال ، مستشار مؤسس الجبهة الوطنية الفرنسية، إيلي حاتم، الاتحاد الأوروبي تغير، حيث لم يعد اليوم اتحاد ومرد ذلك إلى وجود مشاكل جذرية بين الدول الأعضاء فيه، وهذا ما شهدناه منذ الاجتياح الأمريكي للعراق، وكذا السياسات الخارجية المختلفة لكل دولة فيه.

مردفا :" ألمانيا عندها جالية تركية على أراضيها، فهي تخاف ان تتخذ بعض الإجراءات داخل الاتحاد فيؤثر ذلك على أمنها الداخلي، أما فرنسا فلديها سياسة مبدئية وهي تريد الحفاظ على امن القارة الأوروبية، والجميع يعلم أن حكومة أردوغان تهدد  السلام بما تقوم به في ليبيا ـ في إشارة واضحة لدعمها الجماعات الإرهابية والمرتزقة هناك-، إلى جانب الاستفزازات التي تقوم بها.

لافتا :" فرنسا من الدول الكبرى والعظمى، فهي عضو في مجلس الأمن بين الخمس دول الأعضاء الذين لديهم حق "الفيتو" داخل المجلس، وسياساتها اليوم خاصة بالرئيس ماكرون، حيث يريد إعادة وجود فرنسا على الساحة الدولية، وكذا استخدام ما هو قانوني مثل اللجوء إلى المحاكم الدولية وكذا الأمم المتحدة لحل هذه المشاكل.

كما لفت :" المشكلة في المتوسط قانونية أكثر  من عسكرية ، ولا اعتقد ان باريس تستفز تركيا بل الأخيرة من استفزتها منذ بضعة أسابيع في المياه الإقليمية."

 روسيا مع الحل السياسي
كيف تنظر روسيا، إلى كل ما يجري في شرق المتوسط؟، ولفت الدبلوماسي الروسي السابق، فيتشسلاف ماتوزوف، إلى انه ليس في موسكو أي معلومات عن أي مشاركة الأسطول الروسي أو قوات جوية في شرق المتوسط، موضحا :"موسكو موجودة في شرق المتوسط  بقواعدها، وتشارك في حرب ضد الإرهاب في سوريا وتدعم الحكومة الشرعية هناك.

مردفا :" لذلك هناك فوارق كبيرة فيما يخص مواقف تركيا وروسيا بخصوص الوضع في ادلب، موسكو ترى انه من الضروري انسحاب تركيا وأمريكا والقوة الإرهابية المتطرفة من سوريا مثل هيئة تحرير الشام والنصرة، لذلك الأوضاع بالنسبة لروسيا في شرق المتوسط معقدة، وموسكو مع الحل السياسي وليس العسكري."