كتب - نعيم يوسف
تعصف أزمة فيروس كورونا بكل اقتصاديات العالم، الأمر الذي اضطر الحكومات إلى فتح الاقتصاد مرة أخرى والتعايش مع الفيروس للمحافظة على اقتصادياتها من الانهيار.
ما قبل الإصلاح الاقتصادي
وقال الدكتور محمد معيط، وزير المالية، إنه من حق الناس معرفة أوضاع الاقتصاد المصري، لأن الجميع في مركب واحدد، مشيرا إلى أنه قبل الإصلاح الاقتصادي كان هناك وضعا للموازنة العامة للدولة استمر لمدة 20 عاما، وهو كان عبارة عن إنفاق إيرادات الدولة دون الاقتراب لتسديد الدين العام، موضحا أن الإيرادات كانت تغطي الدعم والمرتبات والسلع التموينية، وأمن البلد، ولكن لمدة 20 عاما لم تكن الإيرادات كافية، وبالتالي كانت الدولة تقترض من أجل تسديد هذه النفقات، ثم تقترض لسداد خدمة الدين العام.
إيرادات ومصروفات الدولة
وأضاف "معيط"، في مداخلة مع برنامج "المصري أفندي"، المذاع على قناة القاهرة والناس الفضائية، ويقدمه الإعلامي محمد علي خير، أنه بعد الإصلاح الاقتصادي، أصبحت مصر لديها إيرادات تكفي لتغطية هذه الاحتياجات، ويكون لديها فائض لتسديد جزء من خدمة الدين العام، ثم موضحا أنه في عام 2019 إيرادات الدولة زادت عن المصروفات بـ103 مليارات جنيه، وفي عام 2020، زادت الإيرادات بنحو 105 مليارات جنيها، موضحا أن الدولة أنفقت هذه الأموال في تسديد جزءا من خدمة الدين.
معادلة لعدة سنوات
وتابع وزير المالية، أن هذه المعادلة إذا استمرت عدة سنوات، سيخفض عجز الموازنة دون الاضطرار إلى الاقتراض من الدول الأخرى، مشيرا إلى أن الدولة خلال السنوات الماضية اقترضت كثيرا من الدول العربية.
ضريبة الإصلاح
ولفت إلى أن تحمل ضريبة الإصلاح الاقتصادي "الشديد" أدى إلى زيادة قدرة الدولة على مواجهة أزمة كورونا، رغم نقص الإيرادات الخاصة بالدولة، حيث نقصت إيرادات الضرائب نحو 115 مليار جنيها، ونقصت إجمالي الإيرادات نحو 200 مليار جنيه.
تأثير الإغلاق
وشدد على أن إغلاق الاقتصاد يؤثر بالسلب على البلد كلها، لكن المعروف أن مصر واجهت العديد من الأخطار، وتعاملت معها، مثل أزمة الأسواق الناشئة، وغيرها، مشيرا إلى أن مصر منذ خمس سنوات تنشيء مشروعات قومية ضخمة، مثل شبكات الكهرباء والغاز، والطرق والكباري، والعشوائيات، والمدن الجديدة، وبالتالي فإن البلد تتحرك، وبعض المؤسسات الاقتصادية الدولية قالت إن مصر إذا استمرت على هذا الحال ستصبح نمرا اقتصاديا في عام 2030.
توفير الوظائف
ولفت إلى أن المشروعات القومية تحسن حياة الناس، وفي نفس الوقت توفر حياة وظائف للناس، ولكنها تحل المشكلة لهذه الأجيال والأجيال المقبلة، وعلى سبيل المثال فإن حل مشكلة الكهرباء استنزفت 650 مليار جنيه من الدولة.
كورونا في العالم
وأشار إلى أن العالم كله حاليا وصل إلى نتيجة واحدة وهي التعايش مع أزمة فيروس كورونا، معقبا: "مقدمناش بديل، ولازم نتحمل"، مشددا على أن "الخبطة صعبة وشديدة"، ولكن "ربنا كرمنا"، موضحا أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي أدت إلى فوائض الدولة تستطيع استخدامها في شراء احتياجاتها.
 
وأوضح، أنه على سبيل المثال إذا لم تعمل الدولة الإصلاح الاقتصادي، فإن الدولة عندما كانت ترغب في شراء القمح مثلا، لن تستطيع شرائه، ولن تستطيع أيضا شراء المستلزمات الطبية لمواجهة فيروس كورونا.
 
ولفت إلى أن إجمالي حصيلة الضرائب تصل إلى حوالي 800 مليار جنيه، ولكن كل عام تزيد عن العام السابق، وتقديراتهم للضرائب في العام المالي 2021، قد تصل إلى 870 مليار جنيه، وتم تسهيل الإجراءات للمواطنين من أجل أزمة فيروس كورونا.