كتب – روماني صبري 
اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش، اليونان بالتهرب من الوساطة الأطلسية من شرق المتوسط، وقال أن أثينا كذبتها، مشيرا إلى أن باريس هي المحرض الأكبر لليونان، من جهتها قالت اليونان انه لا حوار قبل أن تتوقف تركيا عن التهديد وأوفدت وزير خارجيتها إلى الأمم المتحدة جراء ذلك، ، فهل هناك من يدفع الأزمة للاشتعال أكثر ؟.
 
مزاعم تركية 
ولمناقشة ذلك، زعم فراس رضوان اوغلو، أن تركيا تصعد الأزمة ردا على تصعيد اليونان، وقال :" حكومة الرئيس التركي ترحب بأي حوار، ولكن المشكلة تكمن في كيفية إتمام هذا الحوار، فاليونان لا تريد حوار ثنائيا وهذا غريب، حيث كافة الاتفاقيات بين البلدين تقول انه في حالة نشوب أي أزمة بينهما، يكون الحل عبر الحوار الثنائي بين الطرفين، وبعد ذلك تكون الوساطات الأخرى.
 
هل السبب بلطجة تركيا ؟
 ما الذي يجعل اليونان تعلن رفضها الحوار مع تركيا، حيث راحت تشترط اشتراطات اقرب إلى الضبابية، وقالت بأنه يجب أن تتوقف تركيا عن التهديد والتنقيب في شرق المتوسط؟.
 
وردا على ذلك قال عدي رمضان، باحث ومحلل سياسي، عبر تقنية الفيديو لفضائية "روسيا اليوم"، يحق لليونان ألا تثق في نوايا الحكومة التركية، فأنقرة اعتادت التطاول على جيرانها، مثل أرمينيا وسوريا والعراق، حتى وصل الأمر أنها تتطاولت على حلفاؤها السابقين، لذلك من حق اليونان رفض الحوار معها.
 
مردفا :" والدليل دفع النظام التركي بالجيش إلى ليبيا، ونتذكر من أسبوع كان التصعيد من الجانب التركي،  لذلك أكررها من حق اليونان ألا تثق في أنقرة." 
 
لافتا :" في المقابل أيضا، هناك من يصب الزيت على النار، مثل الجمهورية الفرنسية، التي لا تتفق مصالحها مع مصالح تركيا، خاصة في الملف الليبي.
 
تركيا تزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين 
الولايات المتحدة الأمريكية اقرب إلى المتفرج، الجميع لديهم معها تفاهمات ومصالح وتحالفات، حضورها في المشهد لم يكن صاخبا بالقدر الذي كان يتوقعه كثيرون، أين واشنطن من كل ما يجري في شرق المتوسط؟.
 
وبدوره أكد بشار جرار، عضو الحزب الجمهوري، على أن واشنطن تنتهج سياسة الناي بالنفس، طالما لم تصل الأمور إلى الصدام العسكري بشكل مباشر، لافتا :" هذه السياسة تحقق أكثر الأهداف في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا يريد البقاء في المنطقة ويفضل الانسحاب.
 
مردفا :" ترامب يريد تحويل هذه الملفات المتشابكة والمعقدة إلى أطراف تجيد التعامل معها، بالنظر إلى الأزمة اليونانية التركية في شرق المتوسط، سنجد تاريخ مرير مشترك من انعدام الثقة، لذلك من واجب اليونان ألا تثق في تركيا، في إشارة واضحة إلى احتلال الجيش التركي جزيرة يونانية.
 
لافتا :" ثمة امتعاض من قبل الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، وكأنه يقول للأوروبيين الآن تذكرتونا، أين كنتم وتركيا تحتل أجزاء من بلادنا منذ 30 عاما، بزعم حماية القبرصيين الأتراك."     
 
مشددا :" ليست المشكلة في البحث عن مصادر النفط في المتوسط، بل المشكلة أن تركيا ربنا أكرمها في موقع التوسط بين أوروبا واسيا كجسر للحضارات، وهي الآن تزرع الفرقة والشقاق، بين أوروبا واسيا، بين المسلمين والمسيحيين بعد تحويلها آيا صوفيا إلى مسجد، وغيرها من الجرائم."