كتب – روماني صبري 
سيادة العراق ووقف التدخلات الخارجية بشؤونه كانت العنوان اللافت لزيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى بغداد،  الزيارة وهي الأولى أعلن فيها ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي برهم صالح أن التدخلات الخارجية تضعف الدولة العراقية، ليؤكد صالح بدوره رفضه تحويل العراق إلى ساحة لصراعات الآخرين ورغبة بغداد بلعب دور محوري في المنطقة، تصريحات حملت أبعادا وجهت إلى تركيا تحديدا، لاسيما بعد اجتماع عقده ماكرون مع رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، ما الرسائل الداخلية والخارجية التي تحملها هذه الزيارة، وماذا تحمل المبادرة الفرنسية لدعم سيادة العراق بمشاركة الأمم المتحدة؟ .
 
العراق دولة اللادولة
عندما يتحدث الرئيس ماكرون عن التدخلات الخارجية في العراق وأنها ابرز التحديات التي تواجهه، هل يتحدث هنا عن كل الأطراف المعنية بالمشهد السياسي العراقي، أم انه يشير بالتحديد إلى تركيا كما ذهب كثيرون؟، وردا على ذلك، قال دكتور صبحي ناظم توفيق، الخبير الاستراتيجي، لم يسمي ماكرون أحدا بالاسم، فإذا هو يقصد الجميع، إيران والولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى تركيا." 
 
لافتا :" هذه الدول تتدخل في الشأن العراقي ما شاء الله، إذا نحن نعيش في العراق الذي بات دولة اللادولة، لا احد يعرف من هو الذي يتحكم في القرار، ومع احترامي للكاظمي، هناك من يفرض عليه قرارات معينة وأطروحات، فإذا التدخلات كثيرة والرئيس ماكرون نتمنى أن يقصد بحديثه إيران أكثر من الكل.
 
الخلافات الفرنسية التركية ليست وليدة اليوم 
ألا يبدو أن الرئيس التركي يتخوف من الدور التركي في ظل كل المعطيات الحالية والتوتر في شرق المتوسط، باعتبارها لاعب اخطر من وجه النظر الفرنسية، لاسيما أن التدخل التركي ليس سياسيا فقط بل عسكريا، والبعض يرى أن اجتماع ماكرون مع رئيس إقليم كردستان هو أيضا سياسة إضافية موجهة لتركيا، ونعلم حساسية الملف الكردي بالنسبة لتركيا ؟.
 
وردا على ذلك شدد دكتور صبحي ناظم توفيق، الخبير الاستراتيجي، على وجود علاقات أنيقة – حسب وصفه - بين فرنسا والأكراد، لافتا :" كنت ضابطا في الجيش العراقي ووصلت إلى رتبة عميد، لذلك لازلت اعشق العسكرية العراقية حقيقة، وهناك علاقات وطيدة بين فرنسا والأكراد حيث تدعمهم باريس للتمرد المسلح في شمالي العراق منذ الستينيات والسبعينيات.
 
مردفا :"هناك مشاكل بين فرنسا وتركيا في الوقت الحاضر جراء تدخل أنقرة في ليبيا والتنقيب عن الغاز والنفط في شرق المتوسط، ودعم باريس لليونان للتصدي للمخططات التركية في المتوسط، وثمة مشاكل كثيرة عميقة بين تركيا وفرنسا، خصوصا خلال الحرب العالمية الأولى، وفي حرب البلقان، حيث دعمت فرنسا الشعوب للتحرر من الحكم العثماني، لذلك ليس من المستغرب وجود خلافات بين الدولتين.
 
مشيرا :"  إذا كان قصد ماكرون تركيا خلال تصريحاته، فهذا يعني ان ثمة تدخل فرنسي في الشؤون العراقية، هناك أزمة بين العراق وتركيا، لكن الدولتين جارتين مسلمتين، بينهما علاقات تاريخية وتجارية واقتصادية وعسكرية وما إلى ذلك.
 
تركيا تتدخل في العراق عسكريا 
وبدوره قال دكتور غالب الدعمي، أستاذ الإعلام في جامعة أهل البيت، ماكرون كان يقصد الجميع، لكنه كرر وأكد على تركيا لتدخلها في شمال العراق، هذا ما كان يقصده، لكنه بشكل عام أشار إلى التدخلات الإقليمية في العراق، ربما كان يقصد تدخل إيران وتركيا في الشؤون الداخلية العراقية.
 
مردفا :" تركيا تتدخل عسكريا عبر ضرب مناطق كثيرة في كردستان، وأيضا عبر وجود قواعد ثابتة لها في الموصل، أما إيران إذا كان يشير إليها فانه يقصد تدخلها السياسي وأيضا أصدقائها داخل الحكومة العراقية، بهدف رسم السياسة العراقية المحلية والخارجية.