سليمان شفيق
عودة رئاسة الوزراء الي سنة طرابلس بعد زمن
أعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية اللبنانية أمس الاثنين أن الرئيس ميشال عون استدعى الدبلوماسي مصطفى أديب (48 عاما) لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما نال تأييد تسعين نائبا خلال الاستشارات النيابية التي أجراها الاثنين. وقال أديب بعد تكليفه: "بإذن الله سنوفق في هذه المهمة لاختيار فريق عمل لبناني متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص".

وبدا واضحا أن توافقا حصل خلال الساعات الماضية بين أبرز القوى السياسية لتسمية أديب. فقد أعلن أقطاب الطائفة السنية في لبنان الأحد أنهم توافقوا على اسم مصطفى أديب لتولي رئاسة الوزراء.

وأعرب أديب عن أمله في تشكيل حكومة جديدة "في أسرع وقت ممكن"، ودعا إلى التنفيذ الفوري للإصلاحات باعتبار ذلك مدخلا

وقال بعد تكليف الرئيس ميشال عون رسميا له تشكيل الحكومة: "وبإذن الله سنوفق في هذه المهمة لاختيار فريق عمل لبناني متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص".

وأضاف: "الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلتها هي بناء على أن كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة في فترة قياسية".
والسفير أديب (48 عاما) يحمل دكتوراه في العلوم السياسية وهو أستاذ جامعي، عين سفيرا في ألمانيا العام 2013 ويعتبر قريبا من رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي.

نال اديب اتفاق كل من تيار المستقبل وحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والاشتراكي على تسمية مصطفى أديب لرئاسة الحكومة اللبنانية خلفا لحسان دياب. وأديب سفير لبنان السابق في ألمانيا، حاصل على دكتوراة في العلوم السياسية. وفي عام 2000 عمل كمدير لمكتب رئيس وزراء لبنان السابق نجيب ميقاتي، فمن هو مصطفى أديب الذي لديه مهمة صعبة لرئاسة وتشكيل الحكومة عقب كارثة انفجار مرفأ بيروت؟

يعتبر مصطفى أديب الذي كُلّف الإثنين تشكيل حكومة جديدة، شخصية غير معروفة من اللبنانيين، يواجه مهمة شبه مستحيلة بإحداث تغيير سياسي وإجراء إصلاحات ملحة لإنقاذ البلاد من أزمة غير مسبوقة

أصول طرابلسية
ويتولّى أديب (48 عاماً) المتحدّر من مدينة طرابلس في الشمال مهام سفير لبنان في ألمانيا منذ العام 2013، وشغل من قبل منصب مستشار لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي.

برز اسمه إلى التداول فجأة عشية الاستشارات النيابية، خلفاً لحسان دياب الذي استقالت حكومته تحت ضغط الشارع إثر انفجار 4 أغسطس. وأعلن بيان صدر عن أربعة رؤساء حكومة سابقين بينهم سعد الحريري، الزعيم السني الأبرز، ونجيب ميقاتي، ترشيحه، قبل أن تشير مصادر متطابقة إلى توافق بين القوى السياسية الأبرز، وهي، إضافة إلى السنّة، تيار رئيس الجمهورية ميشال عون المسيحي وحزب الله وحركة أمل الشيعيان.

وعد بالإصلاح:
بعد تعيينه ألقى كلمة مقتضبة تعهد فيها بالإصلاح وبالإسراع في تشكيل حكومة. ورفض الردّ على أسئلة الصحافيين، قائلا لهم "ادعوا لنا بالتوفيق".

ولن تكون المرة الأولى التي يدخل فيها أديب الذي احتفل الأحد بعيد مولده، إلى السراي الحكومي، إذ عيّنه ميقاتي مديراً لمكتبه في رئاسة الحكومة عام 2011، بعدما عمل مستشاراً له بين العامين 2000 و2004. ثمّ عيّنه سفيراً من خارج الملاك في السلك الخارجي في وزارة الخارجية والمغتربين برتبة سفير.

متزوج من فرنسية:
وبحسب سيرة ذاتية منشورة على موقع سفارة لبنان في برلين، يحمل أديب دكتوراه في القانون والعلوم السياسية. بدأ مسيرته المهنية أستاذاً جامعياً في جامعات عدة في لبنان، وعمل أستاذاً متفرغاً في الجامعة اللبنانية منذ العام 2010، وفي فرنسا. وشارك في إعداد أبحاث أكاديمية وقدّم استشارات في مجالات عدة، بينها الرقابة البرلمانية على قطاع الأمن واللامركزية والقوانين الانتخابية. وأديب متزوج من سيّدة فرنسية ولديهما خمسة أولاد.

من جهة اخري وتزامنا مع زيارة ماكرون للبنان أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأحد أن الحزب منفتح على مناقشة الاقتراح الفرنسي بشأن التوصل إلى "عقد سياسي جديد" في لبنان شرط أن يكون "بإرادة ورضا مختلف الفئات اللبنانية".

وتابع نصر الله: "سمعنا دعوة من الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة للبنان إلى عقد سياسي جديد". مضيفا: "نحن منفتحون على أي نقاش هادف في هذا المجال لكن لدينا شرط أن يكون هذا النقاش وهذا الحوار اللبناني بإرادة ورضا مختلف الفئات اللبنانية".

لكن نصر الله لم يتطرق إلى نوع التغييرات التي ينوي الحزب أخذها بالاعتبار، موضحا: "سمعنا في الأيام القليلة الماضية من مصادر رسمية فرنسية انتقادات حادة للنظام الطائفي في لبنان" الذي "لم يعد قادرا على حل مشاكل لبنان والاستجابة لحاجاته".

يذكر أن في لبنان 18 طائفة، وتتوزع مقاعد البرلمان مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، في عرف فريد من نوعه في الدول العربية. وعلى الرغم من ذلك، فشلت الحكومات المتتالية التي شُكلت في ظل النظام القائم في تلبية المطالب الشعبية لجهة تحسين الظروف المعيشية