كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
اصدر المطران كريكور اوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، بيانا جديدا تضمن تأملات مريمية بمناسبة عيد انتقال العذراء مريـم إلى السماء، وجاء نصه : 
 
١ - ما هو التكرّس ؟
- كلمة متكرّس حرفيًا تَعني ( مُتَفَرّغ ، مُخَصّص ، متفانٍ ... ) وفي الإيمان ، فهو إعطاء الله ودون أي إستثناء ، كلّ أفكارنا وأقوالنا وأعمالنا ، وآلآمنا ، وأفراحنا وكلّ لحظة من لحظات حياتنا إلى الله ، حتّى إذا أتينا بأعمالٍ كبيرة أو صغيرة ، تُقدَّم الى الله بالإضافة الى التمثّل بأعماله وصفاته الكريمة، وتبنّي وصاياه والعيش في محبّته ومخافته .
 
٢ - هل التكرّس لمريم العذراء ، يختلف عن التكرّس لله ؟
- في الواقع التكرّس لمريم الفائقة القداسة هو تقدمة أنفسنا إلى الله على يديِها ، لأنّ مريم لا تبغي مجد نفسها ، بل مجد إبنها يسوع . فما نُقدِّمه إلى مريم ، تُقدِّمه بنفسها إلى إبنها .
 
وأوّل من تكرّس لها ، كان ربنا يسوع المسيح ، خلال الثلاثين سنة من حياته على الأرض .
 
٣ - كيف أعيش هذا التكريس ؟
أولاً : بتلاوة فعل التكريس بإيمانٍ ومن كل قلبي ، وتجديده باستمرار ، لا سيّما في السبت الأول من كل شهر، وفي أعياد العذراء الكلية القداسة .
 
ثانياً : الإلتزام بما يتضمّن هذا التكريس :
عيش وصايا الله ، وتعاليم ووصايا الكنيسة المقدّسة ، وممارسة الأسرار وخاصةً الإعتراف والمناولة ، محبة الله والقريب ، صلاة المسبحة الوردية كاملةً كل يوم ، الصوم والإماتات لخلاص النفوس ، عيش الطهارة والإحتشام الكامل تمثّلًا بالعذراء مريـم ، وأخيراً الإبتعاد عن أسباب الخطيئة .
 
ثالثاً : التأمّل بفضائلها والتمثّل بها والعمل بموجبها .
 
فعل التكريس لقلب مريـم الطاهر :
 
يا مريـم ، يا بتولاً طاهرة وأُمّ الرحمّة ،
 
يا ملكة السماء وملجأ الخطأة ،
 
إننا نكرّس أنفسنا لقلبك الطاهر .
 
نكرّس لك ذواتنا بِكُلّيتِها ، كلّ حياتنا ، كلّ ما نملك، كلّ ما نحب ، كلّ ما نحن عليه .
 
لك نقدّم أجسادنا، قلوبنا، نفوسنا.
 
لك نقدّم بيوتنا، عائلاتنا، و بلادنا.
 
نحن نرغب بأن يكون كلّ ما فينا وحولنا لكِ وينال معونة بركتكِ الأمومية، وأن يكون فعل التكريس هذا مُثمِراً ودائماً حَقَاً .
 
إننا نُجَدّد اليوم عند قدميكِ مواعيد معموديتنا و مناولتنا الأولى ،ونَتعَهّد بأن نُعلن بشجاعة وفي كلّ حين حقائق إيماننا المقدّس ،ونحيا كمسيحيين صالحين خاضعين لجميع توجيهات الأب الأقدس والأساقفة الذين هم على صلةِ به ،ونَتَعهّد بأن نحفظ وصايا الله و خصوصاً حفظ يوم الربّ ، كما نَتَعهّد بأن نمارس جميع فروض و طقوس ديننا المسيحي المعزّية ، وفوق كلّ شيء ، القربان الأقدس ، كجزء هام في حياتنا ، على قدر استطاعتنا .
 
وأخيراً ، نَعِدُكِ يا أمّ الله المجيدة ، و أُمّ البشر المُحبة ،
 
بأن نكرّس ذواتنا و بكل إخلاص لنشر التكريس لقلبك الطاهر  حتى نعجّل و نؤكد، من خلال الدور الملوكي لقلبك الطاهر ،مجيء ملكوت قلب ابنك الأقدس ، في قلوبِنا، وقلوبِ كلّ البشر ،في بلادِنا، وفي العالم أجمع ، كما في السماء كذلك على الأرض .آمين